"هذا أول يوم لي في بغداد، نفس المكان الذي غادرته منذ 20 سنة، كُنا في سجن كبير، وصرنا بفوضى كبيرة، كل شيء تغيّر بهذه المدينة، ورائحة الدم بكل مكان"، كانت هذه الجملة التي افتتح بها بطل الفيلم العراقي شارع حيفا حديثه، لتختصر في ثوانٍ معدودة الأحوال في العراق، وينافس الفيلم حاليًا في المسابقة الرسمية بأيام قرطاج السينمائية في عرضه الأول بالعالم العربي.
38 عامًا مرّوا على إنشاء شارع حيفا، أحد أهم الشوارع في العاصمة العراقية بغداد، وكان به قصر الرئيس السابق صدام حسين، عدة مؤسسات حكومية هامة، وصممه أشهر المهندسين العراقيين بمساعدة من نخبة من المهندسين الأجانب، ولكن هذا الشارع تحول إلى أحد أخطر الأماكن التي تعاني من الحرب الأهلية والعنف الذي التهم بغداد، والتي يرصد الفيلم أحد جوانبها رجوعًا بالزمن إلى 2006، أي بعد 3 سنوات من الغزو الأميركي.
الفيلم يحكي بشغف وبكثير من الدلالات، واقع العراق من خلال قصة أخرى لرجل أربعيني ذهب ليطلب يد سيدة، ولكن نجلها الذي يقف على أحد الأسطح ممسكًا بقناصة يطلق النار عليه ويصيبه بطلقة في قدمه، ويمنع أي شخص من الاقتراب ومساعدته ولا يريد أيضًا الإجهاز عليه تمامًا، تحاول السيدة أن تنقذ حبيبها بمساعدة ابنتها، ومن خلال حديثها نتعرف على كثير من مشاكل العراق وأهلها، ولكن هل يجعل هذا الحادث من هذا الشاب المسلح شخصًا ظالمًا؟، لأ فهو أيضًا ضحية لأزمات لم يختارها، والظالم الوحيد في الحكاية معروف ولكن لم توجه له التهمة بعد!
وبالإضافة إلى أهمية الفيلم على المستوى الفني، فهو يمثل استمرار صحوة السينما العراقية بعد انتكاسة طويلة بدأت تستفيق منها منذ 3 أعوام، فالفيلم فاز بـ 6 جوائز دولية وعُرض في كثير من دول العالم، ومن المتوقع استمرار مسيرته الناجحة في دور العرض تجاريًا.
شارع حيفا من إخراج مهند حيال وتشاركه التأليف هلا السلمان، وبطولة أسعد عبد المجيد، علي ثامر، يمنى مروان، وإيمان عبد الحسن، ومن إنتاج شركة Sumerian Dream Productions.