دعا رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، المكلف بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، إلى تشكيل حكومة وحدة، في الوقت الذي ما زالت فيه الطريق متعثرة باتجاه حكومة كهذه، إثر تمسك "كاحول لافان" وحزب الليكود بمواقفهما، ما يهد بالتوجه إلى جولة انتخابات ثالثة للكنيست.
وقال غانتس، خلال خطاب أمام مؤتمر للوكالة اليهودية في القدس، اليوم الثلاثاء، إن "قتالنا من أجل البقاء تم صيانته بسلاح سري – وحدتنا. لكنها بدأت بالتفتت في العقد الأخير. وسوف نبذل كل ما بوسعنا من أجل أن يحدث ذلك، وأن تتشكل حكومة على أساس ثقة شعبية واسعة وألا ننجر إلى انتخابات. وهذه هي المهمة وهذه هي المسؤولية، وهذا ما يتمناه الجمهور. وإذا أردنا الأمل، علينا الحرص على الوحدة، وإذا أردنا الأمن فثمة حاجة للوحدة".
وأضاف غانتس أن "الخلاف داخل إسرائيل تعمق وكذلك الشرخ بين إسرائيل والشتات، لأسفي. وكرئيس حكومة، سأتعامل مع جميع التيارات في اليهودية وسأدفع إلى تطبيق خطة الحائط المبكى (لإفساح المجال بصلاة يهود من التيارات غير الأرثوذكسية)، والتعددية هي جزء هام منا. ومثلما هي الأحجار مختلفة في الحائط المبكى، هكذا هي التيارات المختلفة في اليهودية".
واتسعت الخلافات، في السنوات الأخيرة، بين إسرائيل والتيارات غير الأرثوذكسية، وخاصة التيارين الإصلاحي والمحافظ، اللذين يشكل أتباعهما الأغلبية الساحقة من يهود الولايات المتحدة. وتعهد غانتس، خلال خطابه اليوم، بزيارة الجاليات اليهودية في أنحاء العالم، "وسأشجع حوارا بين الجاليات اليهودية وإسرائيل. وربما سمعتم رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، يحذر من الوضع الهش – التهديد الإيراني هو حقيقي وواضح".
وقال غانتس إنه "أتعهد بألا تطالب إسرائيل أبدا، وليس من حليفتها الكبرى الولايات المتحدة أيضا، أن تحارب من أجلها. وجميع الإمكانيات على الطاولة من أجل منع إيران نووية، على الرغم أن علينا تفضيل الدبلوماسية دائما".
وامتدح غانتس العملية العسكرية الأميركية لقتل زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، أول من أمس، "لكن المنطقة ما زالت موجودة تحت ظل التطرف والإرهاب. وأدعو العالم إلى عدم تجاهل ما يحدث للأكراد في شمال سورية. وإسرائيل بحاجة إلى وحدة واسعة وليبرالية، حكومة براغماتية مثلما وعدت قبل 10 أشهر. وهذه ستكون الحكومة التي انتخبها الناس وهذه الحكومة التي يحتاجون إليها".
وفيما تجاهل غانتس الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني كليا، لجأ إلى خطاب أمني بقوله إن "كاحول لافان هو الحزب الأكبر، مع 100 عام من الخبرة الأمني". ويجمع غانتس بذلك خبرته العسكرية خبرة القياديين في حزب، موشيه يعالون وغابي أشكنازي، كرؤساء أركان سابقين للجيش الإسرائيلي.
وتابع "أنني أعرف الاحتياجات، المخاطر وردود الفعل المطلوبة. وينبغي التحدث أقل والفعل أكثر – بقنوات دبلوماسية خلفية، ولكن عملانية أيضا. وعلى العالم أن يدرك أن القيادة الإسرائيلية براغماتية ولديها يدا مستقرة على المقود من أجل إسرائيل"، مضيفا "وليس من أجل أهداف قضائية شخصية" في إشارة إلى زعيم الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يواجه شبهات فساد خطيرة ويتوقع أن تقدم لوائح اتهام ضده.
وقال غانتس إن "الخطاب التفريقي يمزق بلادنا من الداخل. وهو ربما يخدم أهدافا سياسية لكنه يفتت قماشة نسيج الحياة. بين اليسار واليمين، وبين اليهود وغير اليهود، وبين الأغنياء والفقراء، وبين وسط البلاد وأطرافها...".