إعلاميون يطالبون بانتخابات توافقية ويحذرون من تكرار التجربة السابقة

الأحد 27 أكتوبر 2019 10:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

طالب إعلاميون وممثلو أطر صحفية بضرورة إجراء انتخابات موحدة ونزيهة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، بمشاركة جميع الصحفيين والصحفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة بعيدا عن التمييز السياسي والحزبي، محذرين من مغبة تكرار تجربة الانتخابات السابقة.

وخلال لقاء حواري نظمه منتدى الاعلاميين الفلسطينيين، في قاعة مطعم أوريجانو غرب مدينة غزة، بعنوان "كيف نصل لانتخابات جامعة في نقابة الصحفيين ؟"، بحضور العديد من الأطر والكتل الصحفية، شدد رئيس مجلس إدارة المنتدى د. خضر الجمالي على ضرورة تبادل الأفكار ووجهات النظر ذات الصلة من أجل الوصول لحلول تدفع بانتخاب نقابة قوية ومهنية.

وأضاف الجمالي: "نريد نقابة مهنية قوية ومهنية تعكس نبض الصحفيين وتكرس جهودها لخدمتهم وتنبري للدفاع عنهم بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية وألوانهم الايدلوجية، لاسيما في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الاعلام الفلسطيني، فضلا عن التغول على الحريات العامة التي كان أحدثها حجب عشرات المواقع الالكترونية الفلسطينية".

وأوضح أن المنتدى حرص على دعوة الجميع للمشاركة وبذل الجهود ليكون اللقاء والحوار مثمرا وتجسيد حوار ديمقراطي لفتح أفاق تتجاوز اشكاليات الماضي، من أجل الوصول لمستقبل نقابي يضم الجميع دون اقصاء أو هيمنة.

انتخابات دون غزة

من جانبه، قال رئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية فتحي صَبّاح: "نتمنى ألا تعاد تجربة عام 2012، والمطلوب انتخابات تشمل الكل، ونظام النقابة غير المنشور والسري لا يجوز، فيجب أن يتم نشر النظام الداخلي للنقابة"، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك حوار للاتفاق على محددات واضحة وصريحة لإجراء انتخابات توافقية.

واقترح صباح خلال مداخلة أن تُعقد الجمعية العامة لأعضائها في غزة، كما يجري بالمثل في رام الله لانتخاب عدد من الصحفيين من غزة والضفة لتشكيل المجلس الاداري المكون من (63 عضوا)، ومن ثم يقوم هذا المجلس بانتخاب (21 عضواً) يشكلون الأمانة العامة.

وشدد على أن الانتخابات السابقة استثنت صحفيين من قطاع غزة وكرست الانقسام "خاصة في ظل وجود شعور متزايد من قبل الصحفيين الغزيين بأن هناك من يريد إبعادهم عن العمل بفاعلية داخل نقابة الصحفيين".

وخلال اللقاء، أكد شريف النيرب مسؤول المكتب الحركي المركزي للصحفيين بساحة غزة، اعتزام نقابة الصحفيين في رام الله إجراء انتخابات للنقابة في الضفة دون غزة في 29 من نوفمبر القادم، وأن من سيمثّل النقابة في غزة سيتم تزكيتهم، وفق صفقةٍ عقدتها النقابة مع بعض الأطراف النقابية.

وتساءل النيرب: "كيف يتم إعلان إجراء انتخابات لنقابة الصحفيين دون اللجوء إلى نظام اللوائح الفلسطينية والنظام الداخلي للنقابة؟"، مضيفاً أنه "إن كان دخول صحفيين من الإطار الإصلاحي في حركة فتح بالنقابة سيعطّل عملها؛ فإنهم سيتراجعون عن ذلك شريطة أن يكون الذهاب للانتخابات وفق القانون الفلسطيني".

من جانبه، أكد رئيس تحرير صحيفة الاستقلال خالد صادق أن الحل للخروج بجسم صحفي موحد يكمن في التغلب على الحزبية وعلى الأهواء والانتماءات وتغليب مصلحة الصحفي الفلسطيني. وقال صادق: "إن متنفذين في السلطة الفلسطينية في رام الله هم من يقودون ويوجهون نقابة الصحافيين، وأن محاولة توحيد جسم صحفي قائم بين الضفة الغربية وغزة لن يكون بدون مصالحة فلسطينية حقيقية". وطالب بتحرك جاد وفعلي من قبل الصحفيين الفلسطينيين من خلال الحوار والنقاش المستمر، وتنظيم وقفات احتجاجية لإجبار القائمين على النقابة على التوحد والدفاع عن الصحفيين.

من جانبه، دعا رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني أحمد زغبر لتبني الحلول السابقة التي تم التوافق عليها لتعزيز الشراكة، وبناء نقابة تشاركية تدافع عن حقوق الصحفيين الغائبة منذ سنوات طويلة، محذراً أنه في حال استمرار القائمين على النقابة في سياسة غض النظر وحرمان الصحفيين من حقوقهم ومن دورهم الانتخابي، أو محاولة فرضهم لحلول إقصائية أو إحلالية، فإن الحركة الصحفية "لن تقف مكتوفة الأيدي".

وكشف أن الحركة الصحفية في قطاع غزة ستقوم بخطوات احتجاجية ميدانية في حال تعنت القائمين على النقابة، فضلا عن التوجه للقضاء عبر خطوات قانونية ونقابية كفيلة بإسقاط ما يُخطط له من تعيين أمانة عامة ومجلس اداري مُعَين.

من جانبه، قال الكاتب الصحفي مصطفى الصواف أن حركة فتح تسيطر على نقابة الصحفيين ولا رغبة لديها بالتخلي عنها، مستبعداً إجراء انتخابات شاملة في ربوع الوطن، ومضى يقول: "

المفهوم القائم مفهوم إقصاء وليس شراكة، والذي يريد الدخول نقابة الصحفيين عليه خلع ثوبه التنظيمي، والمطلوب أن تجتمعوا أولاً للحوار ومعالجة الإشكاليات قبل إجراء الانتخابات".

بدوره، أوضح الكاتب الصحفي توفيق شومر أن "معظم المجتمعين في قاعة اللقاء يشكلون الجمعية العمومية للنقابة"، مضيفاً "بتوقيعاتكم على طلب عقد جمعية عمومية سيكون جزء من الحل، وباجتماعاتكم تسددون النقص، والمطلوب أن تكون جهودكم تكميلية لجهود النقابة، وليس جسما للنزاعات الصحفية الفلسطينية".

من جانبه، انتقد الصحفي زكريا التلمس الوضع الراهن قائلاً: "ليس هناك فهم لواجبات نقابة الصحفيين"، متسائلاً عن دور النقابة تجاه الصحفي مهيب النواتي المغيب منذ سنوات في السجون السورية، إذ "لم يصدر بيان من النقابة يدين قرار حبس النواتي في السجون السورية"، وفق قوله. وتطرق إلى إغلاق بعض المؤسسات الإعلامية واعتقال بعض الصحفيين، مشدداً على ضرورة حماية الحريات في الضفة والقطاع.

خطوات قانونية ومهنية

بدوره، قال الإعلامي عماد الإفرنجي: إن الانقسام السياسي وتعثر المصالحة الفلسطينية لم يكن له الأثر الكبير في تراجع نقابة الصحفيين"، متسائلاً عما إذا كانت النقابة بخير قبل هذا الانقسام؟!. واستهجن التمييز الحاصل في منح عضوية النقابة على أساس سياسي، ورغبة الفريق القائم عليها في إدامة سيطرته، مطالبا باتباع الخطوات القانونية والمهنية في منج العضويات بعيدا عن التمييز الحزبي والسياسي.

اتحدى بمعرفتنا لكافة أعضاء المجلس النقابي الحالي

وتابع قائلاً: "قرار الانتخابات لم يعهد له أن يكون بقرار من داخل النقابة نهائياً، والبعض لا يريد انتخابات أصلاً"، منددا بملاحقة الصحفيين والتضييق عليهم في الضفة الغربية دون أدنى حراك من قبل النقابة لحمايتهم.

من جانبه، نفى رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف وجود أي قرار رسمي بإغلاق أي مؤسسة إعلامية، مستعرضاً بعض الحالات المتعلقة بتلفزيون فلسطين ورفض القائمين عليه حينها بإطلاق عمله في غزة، داعياً للاتفاق على خطة طريق للوصول إلى انتخابات نقابية سليمة تجمع شمل الصحفيين.

بدوره، قال أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية د. وائل المناعمة: " نحن متفقون أننا مع نقابة فلسطينية جامعة، لاسيما أن النقابة الحالية جسم بلا روح، والتغول من قبل السلطة أمر طبيعي في ظل عدم وجود جسم صحفي جامع يوقف ذلك"، وتابع: " لا يجوز لهذا الجسم غير المنتخب أن يزكي نقابة جديدة لأنها ستولد ميتة، والمطلوب جسم يعيد النظر في جميع عضويات النقابة".

وفي ذات السياق، قال مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة: " هذا الحراك وكل الفعاليات السابقة تؤكد ضرورة قيام النقابة بدورها وإتاحة المجال لإشراك الجميع في انتخابات قادمة، ويجب تكريس خطواتنا أكثر، وأن يكون هناك تواصل مع اتحاد الصحفيين العرب، فمطلوب من كل صحفي انتزاع حقه من النقابة".

من جانبه، تساءل الصحفي محمد ياسين عن موقف الوسط الصحفي حال تكرار تجربة الانتخابات السابقة في نقابة الصحفيين، معبراً عن أسفه لحالة اللامبالاة التي تجتاح الصحفيين تجاه شأنهم النقابي وبيتهم الجامع، معتبراً ذلك "هدية مجانية للقائمين على النقابة لتمرير مشاريع استمرار سيطرتهم عليها"، بينما شدد الإعلامي عبد الناصر أبو عون على أن "الحل يكون من الداخل ويحتاج الى حراك".

بدورها، قالت الإعلامية ماجدة البلبيسي أن "غزة لا تتخذ أي قرار بموضوع نقابة الصحفيين"، وتابعت " لا نستطيع الحصول على أي معلومة من النقابة، فعضوية النقابة لا يمكن الحصول عليها، وإنما توهب"، بينما أهابت الإعلامية تغريد أبو ظريفة من تلفزيون فلسطين "بكل الصحفيين أن تكون هناك خطوات عملية وفعالة على الأرض"، مضيفة " على نقابة الصحفيين الاستماع للكل الوطني".

من جانبه، قال الصحفي أنس بركة: " ليس شرطاً أن أكون عضو في جهاز المخابرات لكي احصل على عضوية نقابة الصحفيين، ويجب حل إشكالية الحرمان من جواز السفر لبعض الصحفيين"، مشدداً على أن "النقابة مسمى وهيكل، ولا يستفيد الصحفيين من عضويتها ".

وفي نهاية اللقاء الحواري، دعا رئيس مجلس إدارة منتدى الاعلاميين الفلسطينيين د. خضر الجمالي، الأطر والكتل الصحفية للاجتماع لمناقشة الأفكار المطروحة من أجل التوافق على حلول مرضية وتوافقية للوصول لجسم صحفي قادر على مواجهة تحديات المرحلة.