غرينبلات يغادر البيت الابيض نهاية الشهر الجاري

الإثنين 21 أكتوبر 2019 09:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
غرينبلات يغادر البيت الابيض نهاية الشهر الجاري



واشنطن /سما/

 أفادت تقارير السبت/ 19 تشرين الأول 2019 أن جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمفاوضات الدولية الذي أشرف على خطة السلام الأميركية المعروفة بـ "صفقة القرن" قرر ترك منصبه نهاية الشهر الجاري، وذلك بسبب تعثر احتمالات إطلاق صفقة القرن في المدى المنظور بسبب العراقيل التي واجهت وتواجه تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة قادرة على تبني الصفقة وتنفيذها.

وكان غرينبلات يخطط للبقاء إلى ما بعد نشر خطة "صفقة القرن"، ولكن تأجيلها المستمر دفعه لوضع حد نهائي لبقائه في موقعه.

يذكر أن غرينبلات أعلن في بداية شهر أيلول الماضي أنه سيتنحى عن دوره، لكنه كان ينوي في الأصل البقاء إلى أن تبدأ الحملة الرسمية لكشف خطة السلام ، التي قال البيت الأبيض إنها ستتم في أعقاب تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

ومنذ إجراء الانتخابات الإسرائيلية في 17 أيلول الماضي، لم يتحقق أي تقدم تقريبًا في محادثات التحالف بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية، وستنتهي ولاية تشكيل الحكومة الممنوحة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مساء يوم الأربعاء المقبل/23 تشرين الأول، وبعد ذلك من المتوقع أن يمنح رئيس إسرائيل روفين ريفلين زعيم "أزرق وأبيض" بيني جانتز أربعة أسابيع لمحاولة تشكيل حكومة.

وتفيد التقارير بأن آخر يوم لغرينبلات في البيت الأبيض، هو يوم الخميس/ 31/10/2019 حيث من المتوقع أن يعود للقطاع الخاص.

وعمل غرينبلات بشكل وثيق ومقرب مع السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، كجزء من فريق صغير بقيادة صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

وسيشارك كوشنر وفريدمان في ملء موقع غرينبلات كل من مساعد كوشنر في البيت الأبيض آفي بيركوفيتش، والمبعوث الأميركي للملف الإيراني براين هوك.

وسيقوم كوشنر وبيركوفيتش وهوك بزيارة إسرائيل الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع نتنياهو وجانتز.

وتلقى غرينبلات الثناء على نطاق واسع بعد إعلان مغادرته في شهر أيلول الماضي، حيث وصفه ترامب بأنه "صديق مخلص وعظيم ومحام رائع"، فيما صرح كوشنر بأن غرينبلات قام "بعمل هائل يقود الجهود المبذولة لتطوير رؤية اقتصادية وسياسية لتحقيق سلام طال انتظاره في الشرق الأوسط" حيث لعب (غرينبلات) دوراً رئيسياً في كسر الحواجز وشق طريق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية في مجلس التعاون الخليجي ، وكذلك دفع بالعديد من قرارات الرئيس ترامب فيما يتعلق بإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل بحسب أغلبية المصادر المهتمة بملف السلام.

ويعتبر غرينبلات المهندس الرئيسي لخطة السلام التي طال انتظارها، والتي لا تزال تفاصيلها غامضة منذ أن بدأت الإدارة العمل عليها منذ عامين ونصف. كما لعب غرينبلات أيضًا دورًا رئيسيًا في تغيير مصطلحات ولغة الحكومة الأميركية لكيفية وصفها للصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث أشار إلى "المستوطنات" على أنها "مدن وأحياء"، ووصف "أراض محتلة" بأنها "متنازع عليها" ، وكان أول من قال، إنه بينما يطمح الفلسطينيون إلى أن يكون لديهم عاصمة في القدس الشرقية ، فإن "هذا الطموح ليس محقًا". كما امتنع عن استخدام مصطلح "اللاجئون الفلسطينيون" وبدلاً من ذلك قال باستمرار "الفلسطينيون الذين يعيشون في مخيمات لاجئين" ، مشيرًا إلى كيفية استخدامهم كأدوات سياسية.

بالإضافة إلى ذلك، كان غرينبلات ناقدًا حادًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -الأونروا، وتحدث مرارًا وتكرارًا عن دورها في الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين حية وضرورة وقف دعمها بالكامل، وهو ما فعلته الولايات المتحدة، وما فتئ يطالب دولا مثل سويسرا وهولندا وبلجيكا بوقف مساعداتها للوكالة.

كما تميز غرينبلات بدفاعه المستميت عن إسرائيل اثناء ظهوره أمام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، واتهم الأمم المتحدة بانحيازها للفلسطينيين واستهتر بدورها ، وصرح من مجلس الأمن (في شهر تموز الماضي) أن الأمم المتحدة لا تصلح كأداة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وان القرارات الدولية بخصوص حل الصراع لا تصلح كطريق إرشاد للحل بما في ذلك قرارات 242 و 338 اللذان يشترطان الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 بالاعتراف بإسرائيل.

كما وضع غرينبلات اللوم في معاناة الفلسطينيين على حماس بالدرجة الأولى وعلى السلطة الفلسطينية دون أن يذكر الاحتلال أو الحصار ولو لمرة واحدة.