اتهمت عائلة الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان الذي اختطف في التاسع من تشرين أول/ أكتوبر عام 1994 على يد مجموعة من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك اسحاق رابين، بأنه لم يفعل كل ما يلزم لإعادته حيًا.
جاء ذلك في مقابلة مطولة جدًا أجرتها صحيفة معاريف العبرية، مع والدة الجندي وبعض أفراد العائلة الذين تحدثوا عن اللحظات الحرجة التي عاشوها خلال عملية أسر ابنهم لمدة 6 أيام، وحتى مقتله عقب مهاجمة جيش الاحتلال المقاومين في منزل ببلدة بير نبالا شمال غرب القدس.
وأعلنت حينها القسام اختطافه، وطالبت بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ونحو 200 أسير فلسطيني آخر، ومنحت إسرائيل مهلة حتى الرابع عشر من ذات الشهر، قبل أن يتم قتله وإخفاء جثته. إلا أن إسرائيل وصلت للمقاومين في فجر ذات اليوم وهاجمتهم وقتلتهم وعددهم ثلاثة إلى جانب الجندي فاكسمان.
وأشارت والدته إلى أنها علمت باختطافه من التلفزيون، موضحةً أنه توجه ليلة السبت لحفلة خطوبة أحد أصدقائه، ومن ثم توجه إلى الخدمة العسكرية على أن يعود ليل الأحد، ولكنه لم يعد ولم يتصل، ولم يكن هناك حينها هواتف محمولة، فتوجهت للشرطة للإبلاغ عن فقدانه، لكنهم لم يتعاملوا بجدية مع البلاغ، وفي اليوم التالي وصلت قوة من الشرطة وسألت فيما إذا كان في إيلات مع صديقة له، وهو ما نفته حينها.
في صباح يوم الاثنين كانت والدته تعتقد أنه توفي في حادث ما، ولا يوجد تفسير آخر، إلا أن في اليوم التالي بثت حماس فيديو عن اختطافه، فشعرت وعائلته بالصدمة، ولكنهم كانوا مرتاحين لأنه على قيد الحياة وأن هناك فرصة لإعادته حيًا. مشيرةً إلى أن رابين تحدث معهم وأبلغهم أنه لن يقبل بابتزاز إسرائيل ولن يقبل بشروط حماس.
وبينت والدة فاكسمان وهي أميركية بالأساس، أن عائلتها أجرت اتصالًا مع بيل كلينتون الرئيس الأميركي حينها، للتدخل، وحضر وزير خارجيته آنذاك لإسرائيل. لافتة إلى أنها وعائلتها كانوا يأملون في أن يعود لهم حيًا.
وذكرت أنها رفضت مقابلة كلينتون الذي وصل لاحقًا إلى إسرائيل، لكنه أرسل سيارة إلى منزلها وطلب منها وزوجها القدوم للكنيست، وعقدا معه اجتماعًا، مشيرة إلى أنها علمت في وقت لاحق أن ابنها قتل، فشعرت بالصدمة والغضب من العملية العسكرية.
وقالت إن العملية نفذت سريعًا، بعد الوصول لمعلومات استخبارية والتحقيق مع سائق سيارة، أوصل المقاومين إلى بلدة بير نبالا.
وذكرت أن القوة التي نفذت العملية فتحت فورًا النار وقتلت جميع من بالداخل، وأصيب 12 جنديًا، حيث غضبت من قيادة الجيش ورابين حينها بسبب سرعة تنفيذ العملية.
وأوضحت أن رابين جلس مع زوجها لوحده في منزلهما قبل يوم واحد من دفن نخشون، وقال له زوجها إنه المسؤول ولم يفعل كل ما يستطيع من أجل إعادة ابنه حيًا، وخرج رابين يبكي حينها وهاجموه الجيران ووصفوه بالخائن. مشيرةً إلى أن رابين منذ ذلك الحين كان يتصل بهم كل يوم سبت وأصبح على علاقة وثيقة بهم، قبل أن يقتل في نفس الليلة التي دفن فيها نخشون، وشكل ذلك صدمة أخرى لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن عائلة فاكسمان ربحت في عام 2009 دعوى قضائية رفعت في الولايات المتحدة ضد إيران التي دعمت حماس في عملياتها، ومنحت الأسرة تعويضًا بـمبلغ 25 مليون دولار.


