بمبادرة من منظمة الصحة العالمية، يحتفل العالم يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام باليوم العالمي لمكافحة السمنة، وفي الآونة الأخيرة، زاد عدد المصابين بالسمنة بين صفوف الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم. ففي البلدان المتقدمة مثلا، يعاني حوالي 25% من المراهقين من زيادة الوزن بينما 15% منهم مصابون بالسمنة المفرطة.
وفي هذا التقرير، ذكرت صحيفة "غازيتا" الروسية أن أكثر من نصف الروس يعانون من السمنة المفرطة في منتصف العمر، وتعتبر زيادة الوزن في مرحلة الطفولة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة في مرحلة البلوغ.
ويعاني 50% من الأطفال الذين يشكون من زيادة الوزن في سن ست سنوات من السمنة المفرطة في مرحلة البلوغ، ويزيد هذا الاحتمال بنسبة 80% في سن المراهقة.
حالات متزايدة
إن معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين خمس و19 سنة ارتفع بشكل حاد بين 1975 و2016، لتنتقل من 4% في أواخر القرن العشرين إلى أكثر من 18% في بداية القرن الحادي والعشرين.
وبلغت نسبة الإصابة بالسمنة في صفوف الفتيات المراهقات 18% بشكل عام. وفي روسيا، يعاني أكثر من نصف السكان الذين تزيد أعمارهم على ثلاثين عاما من زيادة الوزن والسمنة، إلى جانب أمراض خطيرة ترتبط بها.
وبينت الصحيفة أن مؤشر كتلة الجسم، وهو مقياس لتمييز الوزن الزائد على السمنة أو البدانة أو النحافة أو الوزن المثالي، ينبغي أن يستخدم معيارا لتشخيص الإصابة بالسمنة.
ويعتبر اختلال توازن الطاقة، حيث يتجاوز عدد السعرات الحرارية احتياجات الجسم، السبب الرئيس للإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، ويستهلك الناس اليوم في جميع أنحاء العالم معدل سعرات حرارية يتجاوز حاجة أجسامهم.
السمنة عند الأطفال تؤدي إلى معاناتهم من أمراض ومشاكل صحية مستقبلا (الألمانية)
بعض أسبابها
أوضحت الصحيفة أن السمنة قد تكون ناجمة عن أمراض الجهاز الهضمي المختلفة وأمراض الغدد الصماء والاضطرابات النفسية، وتناول وسائل منع الحمل الهرمونية ومضادات الذهان وأدوية أخرى.
ويمكن أن يؤدي النشاط المفرط لبعض خلايا المناعة الموجودة في الأمعاء الدقيقة إلى زيادة الوزن، حيث تتفاعل هذه الخلايا بشكل خاطئ مع الأطعمة الغنية بالدهون، مما يؤدي إلى تراكم بعض المواد الضارة التي تؤدي بدورها إلى الإصابة بالسمنة.
آثارها السلبية
من غير المستبعد أن يعتبر الوزن الزائد السبب الرئيس للوفاة نتيجة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري واضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي والسرطان.
وقد أظهرت دراسة دولية كبيرة أجريت من طرف خبراء في جامعة بيرغن النرويجية أن السمنة التي تتطور قبل سن الأربعين تزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة 70%، وسرطان الكلى لدى الرجال بنسبة 58% وسرطان القولون لدى الرجال بنسبة 29%. لذلك يوصي الخبراء بالتحكم في زيادة الوزن من أجل الحد من خطر الإصابة بالسرطان.
وأكدت الصحيفة أن السمنة لدى الأطفال تؤدي إلى معاناتهم من بعض المشاكل مستقبلا مثل ضيق التنفس وارتفاع ضغط الدم، وظهور العلامات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلا عن إمكانية الإصابة بمشاكل نفسية.
وتؤدي السمنة لدى الأم إلى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة لدى أطفالها، وحسب تجارب أجريت على الفئران فإن صغار الإناث البدينات تظهر لديها علامات الشيخوخة في وقت مبكر مقارنة مع غيرها، وغالبا ما يكون صغار الإناث البدينات عرضة للسمنة.
ونوهت الصحيفة بأن اتباع نظام غذائي متوازن لا يتجاوز احتياجات الجسم من السعرات الحرارية إلى جانب المواظبة على النشاط البدني فضلا عن استخدام العلاج النفسي، من الطرق الرئيسة لمكافحة السمنة.