هنية الشاب الذي أعاد صناعة الرياضة في غزة رغم الحصار

الجمعة 27 سبتمبر 2019 03:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
هنية الشاب الذي أعاد صناعة الرياضة في غزة رغم الحصار



سما / وكالات/

شخصية رياضية شابة وطموحة نجحت في تحقيق ذاتها ووضع قدمه في مختلف المفاصل الرياضية، حتى أصبح واحداً من أبرز الشخصيات الرياضية التي لا تقل أهمية عن رؤساء الاتحادات والمؤسسات الرياضية الكبيرة.

أحدث حركة غير مسبوقة على مستوى البنية التحتية بعد أن أصابها الدمار بفعل الاحتلال والحصار، عمل على فتح آفاق كثيرة أمام الرياضي الفلسطيني رغم الحصار المفروض على غزة، وازاح العديد من العوائق التي كانت تقف في وجه الوفاق الرياضي الفلسطيني.

رجل يتمتع بأخلاق عالية وانتماء كبير لفلسطين، ويعمل بجد واجتهاد على مدار 24 ساعة متواصلة لخدمة الرياضة الفلسطينية، فهمه الوحيد خدمة الرياضة في قطاع غزة بكل قدراته المتاحة له، متابعاً لكل صغيرة وكبيرة في الوسط الرياضي من أجل تلبية احتياجات كل ما يتعلق بالرياضة الفلسطينية.

عبد السلام هنية رجل الرياضة الفلسطيني الأول، يعتبر الشخصية المرحة والذكية التي لعبت دوراً بارزاً في حب الجميع له، فهو الشخص الذي قدم ما لم يقدمه أحد لخدمة الرياضة الفلسطينية، من خلال مشاريع البنية التحتية أو رعاية البطولات ومكافأة الأندية الأبطال، وتكريم الشهداء والجرحى الرياضيين.

إنطلاقة قوية

بدأ عبد السلام هنية رحلة تطوير الرياضة الفلسطينية منذ عام 2007، بعد تولي والده منصب رئيس الحكومة الفلسطينية، حيث استغل هنية منصب والده وأصبح يبحث عن موارد لدعم الرياضة الفلسطينية، من خلال إقامة العلاقات مع الدول العربية الإسلامية من أجل تطوير الرياضة في قطاع غزة، التي أصبحت تعاني بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

وبدأ هنية مشاريعه الداعمة للرياضة من خلال فتح أفق للمدربين واللاعبين الفلسطينيين من أجل تطوير الرياضة الفلسطينية الغائبة عن الساحة العربية والآسيوية منذ فترة كبيرة، فعمل هنية على إرسال بعثات الأندية واللاعبين والمدربين من أجل كسب خبرات من الدول العربية، ونقلها لقطاع غزة للاستفادة منها.

ولم تتوقف خطوات هنية عند إرسال بعثات رياضية، بل عمل على جلب المدربين والمحاضرين إلى قطاع غزة، بالتعاون مع الاتحادات الرياضية الموجودة في القطاع، من أجل الحصول على خبرات المدربين العرب والآسيويين.

مشاريع هنية 

قدم عبد السلام هنية ، العديد من المشاريع الرياضية، ولعل أبرزها مشاريع البنية التحتية التي أظهرت ملاعب وصالات قطاع غزة، بحلة جديدة ومميزة.

فنجح هنية بتقديم أكثر من أكثر من 12 مليون دولار لمشاريع البنية التحتية، من خلال تطوير ملاعب قطاع غزة الرئيسيةـ وتطوير 8 صالات رياضية مغطاة وفرشها بالباركيه، إضافة لإنشاء ملاعب تدريبية لأكثر من عشرة مناطق، ودعم أكثر من 40 ملعب خماسي، وإنشاء أول مسبح نصف أولمبي، وإنشاء أول مضمار لألعاب القوى.

ولم تتوقف إسهامات هنية عند مشاريع البنية التحتية، بل تواصلت إلى دعم الأندية وصرف المكافآت للأبطال، ورعاية سفر الوفود الرياضية إلى البلدان العربية بأكثر من 3 مليون دولار، إضافة لدعم سفر أكثر من ألف رياضي إلى معسكرات في دولة قطر وغيرها من البلدان العربية.

ولأنه يعتبر نفسه فلسطيني ويعشق تراب فلسطين ويعشق أبناءه الذين قدموا أنفسهم رخيصة للوطن وخاصة الرياضيين، لم ينسى هنية خلال مسيرة تطويره الرياضة الفلسطينية عوائل الشهداء الرياضيين، فحرص على تكريم عوائل الشهداء، وإنجاز وطباعة الموسوعة الخاصة بشهداء الحركة الرياضية.

وخلال مواصلته دعم الرياضة الفلسطينية بكفى المجالات، كرم هنية أكثر من 5آلاف رياضي سواء من القدامى أو الحاليين أو الأبطال الذين شاركوا في المسابقات الخارجية.

كما عمل هنية في قطاع غزة، على استضافة وتغطية معظم الوفود الرياضية القادمة لقطاع غزة، سواء من المحافظات الشمالية أو من البلدان العربية والأجنبية، إضافة لإقامة شبكة علاقات قوية على كافة المستويات الرياضية العربية والمحلية وغير الرياضية.

الأفضل رياضياً

عبد السلام هنية عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الفلسطينية، وعضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس مؤسسة أمواج الإعلامية الرياضية، الفائز بلقب أفضل شخصية رياضية للعام 2017 و2018 حسب استفتاء دنيا الوطن ومواقع رياضية، لم يأت هذا المسمى إلا بعد أن وهب كل نفسه ووقته لأجل خدمة الرياضة

فتكريم هنية لم يكن ليحتاج فوزه بأفضل شخصية رياضية، فما قدمه على أرض الواقع من تطوير للبنية التحتية، ودعم الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، يكاد يجعل اسمه يّذكر في كل ميدان رياضي، دون النظر إلى استفتاءات، وتهافت المُكّرمين لم يكن إلا حق لمن قدّم وتعب واجتهد، فجاءت شركة جوال وشركة الوطنية أكثر الشركات دعماً للرياضة الفلسطينية تحمل واجبها نحو هنية على ما قدمه، بتكريم يدلل على أنه رجل المرحلة الرياضية الأول في قطاع غزة، وكذلك تكريم وزارة الشباب والرياضة، وجمعية رجال الأعمال، والأندية والاتحادات الرياضية المختلفة، والشخصيات الاعتبارية التي ترى في تكريمها لهنية أقل ما يمكن تقديمه مقارنة بما يقدمه للرياضة الفلسطينية.

أمواج الإعلامية 

ولم يتوقف دعم هنية عند إنشاء الملاعب ودعم الرياضيين، بل استمر ووصل إلى الإعلام الرياضي، فعمل على إنشاء أول مؤسسة إعلامية مختصة بالرياضية الفلسطينية، من خلال إنشاء مؤسسة أمواج الإعلامية التي تضم العديد من الكوادر الرياضيين المميزين.

وفكرة مؤسسة أمواج لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي حلم قديم كما قال هنية أكثر من مرة في مقابلات صحفية، ساعدت الكثير من العوامل في خروجها عام 2012 لتكون المؤسسة الأولى المختصة بالرياضة في قطاع غزة.

ومؤسسة أمواج وجدت لخدمة الإعلام الرياضي والرياضة الفلسطينية، من خلال إبراز الدور الإعلامي الكبير الذي سجل نجاحاً ملموساً خلال فترة ما قبل إنشاء المؤسسة.

وفتحت أبوابها للكادر الإعلامي الكبير الموجود في قطاع غزة، من أجل النهوض بالكادر للوصول للإعلام الاحترافي، فأكثر من 30 إعلامي تمت الاستفادة منهم، إما في دورات خارجية أو بعثات رياضية لزيادة احتكاكهم من خلال المتابعة لكل ما هو جديد في الإعلام الرياضي العربي والقاري.

وحققت أمواج منذ انطلاقتها إنجازات عديدة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، فعملت المؤسسة على جلب التمويل المالي لمعظم مشاريع البنى التحتية، ودعم الأندية والرياضيين في مختلف الألعاب في قطاع غزة، إضافة لمكافأة الأبطال من المحافظات الشمالية.

إشادة واسعة

يعتبر جميع المتابعين للرياضة الفلسطينية، بأن عبد السلام هنية هو الرجل الرياضي الأول في قطاع غزة، بعد تنفيذه للعديد من المشاريع الرياضية، التي فشلت حكومات كبيرة بتنفيذها.

فوزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو قال عن هنية: " الأخ والصديق عبد السلام هنية نجح بأن تكون الرياضة هي أحد العناوين البارزة، وهي أحد الجوانب التي استطاع من خلالها أن يعمل بكل ديمومة على جمع المكونات الفلسطينية والكل الوطني، ولم يكن ذلك على المستوى الرياضي فحسب، بل امتد أيضاً لأن يكون له دور مهم وبارز وإيجابي على المستوى السياسي، من خلال علاقاته الواسعة جداً، سواءً على صعيد المؤسسات الرسمية، مؤسسات العمل المدني، والقطاع الخاص، إضافةً لدوره الأصيل مع الاتحادات والأندية، كونه يشغل عدة مناصب رياضية رفيعة في المجال الرياضي والإعلامي".

وأضاف الوزير بسيسو: "هذا الرجل يؤمن بشكل جاد وحقيقي برسالة الرياضة والشباب، ويعمل بكل جهد من أجل أن تكون واقعاً ملموساً، وذلك من خلال الفعل والعمل الرياضي والإعلامي اليومي".

أما هشام ساق الله الكاتب الصحفي، فقال: "حاولت أن أحصر نشاطاته ونشاطات مؤسسته أمواج وجدت أنني لن أستطيع أن أحصرها بكلمات وبنود فهي كثيره والرجل يقف خلف أغلب النشاطات الرياضية من ناحية الدعم والمساندة والتكريم ويكرم الرياضيين القدامى بأكثر من مرة في العام، ويقوم بعمل كل ما يستطيع، فهو أكثر من مؤسسه وأكثر من شخص يعمل لأجل الرياضة الفلسطينية وازدهارها وتطورها أبو اسماعيل يسخر علاقاته ووقته وجهده من أجل الرياضة في فلسطين يعمل أكثر بكثير من يدعي انه يرعى الرياضة الفلسطينية ومسئولها بمرات عديدة.