تامر السلطان ضحية معركة السرداب المظلم ،،، د. رمضان بركة

الثلاثاء 27 أغسطس 2019 02:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
تامر السلطان ضحية معركة السرداب المظلم ،،، د. رمضان بركة



اوجز الدكتور عاطف ابو سيف تراجيدية تامر السلطان في عبارة ( الوطن اكبر من تفاصيلنا الغير وطنية ) تامر الضحية التي ذبحناها ولم تدرك عقولنا قدمناه قربان لمن ..؟ ان اخطر ما يهدد حريتنا النفسية ليس السجن والتعذيب والشبح والاهانة من البوليس حارس الوهم....

ولكن لصالح من يعمل كل هذا الهلاك..؟ ولماذا نغتال انفسنا بأيدينا..؟ لماذا نتفنن في صناعة شقاؤنا بإغلاق عقولنا وبرمجتها على صورة قصة القتل الاول قتل قابيل لأخيه هابيل رغم ثقافة المحبة والتسامح التي كان يتحلى بيها هابيل وكان هو الضحية المغدور.....؟ للبوليس السياسي من يأمرك بإهانة الانسان خليفة الله في الأرض واجباره على ترك الاوطان ليموت غريبا بين الادغال او غرقا في البحار .......

انت تعمل لمن وتقتل لصالح من وتساهم في تضييع اعمار شبابنا وقهر شعبنا لمن.....؟

يقين لا يوجد لديك اجابة انت مبرمج وفق رؤية وقالب لا يوجد فيه الا احادية التفكير والنتيجة حتما سوداوية المشهد ، الدائرة مغلقة امامك والحرب الخفية التي تجهد نفسك فيها وتحترق لأجلها الكل فيها مهزوم.......

يا ايها الجلاد والسجان علي شعب معتقل في قفص صنعه الاحتلال وانت مولته بالاغلال وشيد حوله الجدران والقلاع ويأمر الجميع بالافتراس وانت يا مسكين تشيد لنفسك قفص مختلف وبقضبان مختلفة ….

تصور يا سعادة البوليس المعظم مشهد تامر السلطان ضحية معركة السرداب المظلم عندما يأتيك في منتصف الليل وهو يصارع الامواج ويهرب من الزواحف في ادغال اوروبا تخيل مشهد بكاء اطفاله وزوجته ووالدته المكلومة الحزينة ووالده الدكتور محمد السلطان الخلوق المهذب والاكاديمي المتميز والمهني الانسان الذي ضمد جراح الكثير من ابناء شعبنا وسابق الزمن ليوفر لتامر كل متطلبات الحياة ووفرها كاملة الا انه عجز عن توفير الامن النفسي لفلذة كبده هذا النوع من الامن والحرية النفسية حاجة استراتيجية وهي عنوان لسلامة الجبهة الداخلية وخاصة وانكم جعلتم من حياتنا حروب واثارها تقتل فينا البقاء على هذه الارض وما زلنا معلقين ننتظر المزيد من الحروب الانفعالية ومشاهد القتل الجماعية تلاحقنا في يقظتنا واحلامنا وفي الحقيقة نحن من يعلق المشانق لأنفسنا ولدينا اصرار على حجب شمسنا بالغربال وشعبنا بحاجة ملحة الي كامل الضوء.....

يا ساده ويا شيوخ السياسة لماذا انتم مصابون باضطرابات الشك والهلاوس ونظرية المؤامرة تعشش في عقولكم هذه مدرسة لعينة انهكتنا ومزقت بنيتنا الاجتماعية وزرعت الضغينة والكره في نفوسنا......

الا يكفينا توهان وعصيان لا بد من الاقدام بإرادة صلبة على نقد واقعنا بموضوعية وبصيرة واتخاذ القرار بحكمة واتزان لمغادرة واقع الشرذمة والانقسام الذي يفترس اعمارنا وينهك عقولنا ويحرق نفوسنا وقلوبنا ، ويعمل رافعة للاحتلال الذي لا يرحمنا جميعنا ....

هذه رساله لمن يعقل ويتدبر.....

وانت يا حبيبي يا تامر نام في مدينة الله وعلى روحك السلام ونلتقي امام الله الحكم العدل والشهود بالملايين الذين سكنت قلوبهم نام يا حبيبي نام

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)