ما الوقت يا صغيري؟ ميسا الجيوسي

الجمعة 09 أغسطس 2019 11:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
ما الوقت يا صغيري؟ ميسا الجيوسي




بينما ارتب رفوف المكتبة ومجموعة أوراق بينها، عثر خالد على صورة للمدرسة التي ارتادها صغيرا في فرنسا لثلاث سنوات على التوالي. فحملها بين يديه الصغيرتين ونظر الي قائلا: ماما انا عايز ارجع مدرستي دي لانها حلوة.  فأجبته بدوري إجابتي الكلاسيكية، ماما احنا مصر هي بلدنا، وانت رحت هناك لان بابا كان بيشتغل هناك فترة وخلصت . 
وعدت كعادتي اهمس بسري، لا اعتقد ان مفهوم الزمن قد تشكل لديك يا حبيبي، لكن حين تعي معنى الوقت ستعرف تماما ان الوقت ثلاث نقاط لا رابع لها.
نقاط الماضي التي مررنا بها، فتعلمنا منها دروسا،  وفرحنا وبكينا، ورحلنا واستقرينا، أحببنا وخذلنا، ثم سرنا بجد نحو أهداف لنا ووصلنا الى ما عملنا بجد لنصل اليه.
اما النقطة الثانية فهي اليوم، هي الآن، هي الحاضر الذي نعيشه بكل ما فيه من عمل واجتهاد وتفاصيل صغيرة كثيرة، فيها الصعب والسهل متلازمان، غير ناسين مساحة الفرح والسرور اللذان يجب ان نرحب بهما جيدا حينما يحلان ضيوفا اعزاء على مساحات حياتنا.
اما المستقبل يا صغيري فهو في علم الغيب عند خالق كريم ؛لكن لا بد لك من ان تحسن العمل في الحاضر، وتنتقي من الماضي ما يفيدك في خطواتك الثابتة نحو مستقبل أرجو ان يجعله الله لك ولابناء جيلك مستقبلا مشرقا اقل عنفا واكثر امنا وسلاما. 
تذكر ماضيك دوما يا صغيري، ففي الذكرى متعة لا تضاهيها الا تلك التي في النسيان، اقصد، ان استحضر دوما يا حبيبي من المواقف والشخوص والأماكن ما يحملك على الفرح. ودع عنك ما استطعت ثقيل الذكريات وانساه فما فات حتما قد مات. واليوم هو الحقيقة الثابتة في حياتك. اما الغد فسر نحوه بثابت الخطى لا تحمل معك الا جميل الماضي  وخيره. 
وعدت تحادثه ، أوعدك اني مرة حاخدك تزور مدرستك باْذن الله. فراق له ما سمع وابتسم موافقا. 
دم بكل جميل  يا حبيبي، 
امك التي تحبك
ميسا جيوسي