اختتمت الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية احتفالات تخريج الفوج العشرين "الريادة والأمل" التي تواصلت على مدار أربعة أيام من الفرحة والسعادة، في أعراس أكاديمية هي الأجمل تنظيما على مستوى القطاع، حيث تكتسب جمالها وبهاءها من مشاركة الخريجين المتميزين وذويهم من الأهل والأقارب الذين واصلوا الليل بالنهار في غراس ثمارهم حتى باتت يانعة متهيأة للانتقال لسوق العمل، ولتشرع في عملية البناء والتنمية لمجتمعهم ووطنهم الغالي فلسطين.
وكان اليوم الختامي قد خصص لخريجي أقسام المهن الهندسية وتكنولوجيا الحاسوب والمهن الصناعية، بالإضافة إلى خريجي قسم الدبلوم المهني باختصاصاته المتعددة، وانطلق الحفل بحضور ومشاركة كل من الدكتور محمد العكلوك نائب رئيس مجلس الأمناء، الأستاذ الدكتور رفعت رستم رئيس الكلية الجامعية، وأعضاء من مجلس الأمناء ونواب الرئيس ومساعديهم وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية ونخبة من المسئولين في المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية والأكاديمية، ولفيف من الوجهاء والأعيان والخريجين وذويهم.
فوج الريادة والإبداع
ومع انطلاق الاحتفالات رحب الدكتور محمد العكلوك بالحضور، وقال: "ها أنا اليوم أشارككم فرحة العمر بتخريج كوكبة جديدة من أبناءنا الأعزاء في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية ضمن الفوج العشرين، هذه الكلية الرائدة التي خرجت الأجيال المتميزة لخدمة المجتمع الفلسطيني عبر برامجها واختصاصاتها الفريدة في درجات البكالوريوس والدبلوم المتوسط والدبلوم المهني، والتي تفاجئنا بكل جديد من خلال سعيها الدائم للارتقاء والريادة والابداع حتى غدت تتربع على قمة التعليم المهني في فلسطين بشهادة وزارة التربية والتعليم العالي ليس على مستوى القطاع فحسب، بل على مستوى فلسطين والمنطقة".
وأضاف العكلوك: "بالرغم من كافة الظروف الصعبة التي يمر بها مجتمعنا الفلسطيني في قطاع غزة والتي أثرت بشكل قاسي على المؤسسات الأكاديمية، فإننا في مجلس الأمناء واصلنا مسئولياتنا تجاه الكلية الجامعية وحافظنا على استمرار بقاءها صرحا أكاديميا شامخا يليق بتضحيات الشعب الفلسطيني، وما زلنا نعمل على تلمس حاجات وتطلعات سوق العمل من البرامج والاختصاصات"، شاكرا ثقة الأهالي في اختيار الكلية الجامعية لبناء مستقبل أبناءهم المشرق، وداعيا الخريجين إلى أن يكونوا خير سفراء لكليتهم في المجتمع".
تطور مستمر
وفي كلمته قال الأستاذ الدكتور رفعت رستم مخاطبًا الحضور والأهالي: "نُرحبُ بِكمُ اليومَ في الكليةِ الجامعيةِ للعلومِ التطبيقّية لتشاركونا فَرحتنا للعامِ العشرينِ على التوالي بتخريجِ فوجِ "الرّيادةِ والإبداع"، هذا الفوج يُجسدُ معانٍ عظيمةٍ وإنجازاتٍ نعتزُ بها في الكلية، فها هُم خريجونا اليوم يُثبتوا أنهم رغمَ الحصارِ الخانقِ والظروفِ الاقتصاديةِ الصعبةِ جداً، قادرونَ على تَخطّي الصعاب وتجاوزِ المِحن لِيُكرَّموا في هذا الاحتفالِ البهيجِ وعلى هذه المنصةِ، فلهم منا خالص التهاني والتبريكات على تحقيقهم لهذا الإنجاز العظيم".
وأضاف رستم: "انفردنا هذا العام بطرح برامج واختصاصات جديدة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن في مجالات البكالوريوس مثل هندسة التشييد وإدارة المشاريع، وهندسة أمن المعلومات السيبراني، وطرحنا في مجال الدبلوم المتوسط برامج الطاقة الشمسية وهندسة التبريد والتكييف وتصميم وبرمجة الألعاب الالكترونية وهندسة تحلية ومعالجة المياه وصيانة الأجهزة الذكية، والتي نهدف من خلالها إلى خدمة طلبتنا الأحباب وتوفير فرص التشغيل المتميزة لهم بعد التخرج، وفي هذا المقامِ نتوجهُ بالشكرِ الجزيلِ إلى الصندوقِ الفلسطيني للتشغيل، ومؤسسةُ انتربال على جهودهم في تشغيلِ العديد من خريجي الكلية".
أما في مجالِ الدبلومِ المِهَنِي، فقد زف رستم بُشرى افتتاحِ اختصاص تكنولوجيا الزراعةِ الحديثةِ للطالبات ضمن برامج الدبلوم المهني، حيثُ سيتمُ توفيرُ منحةٍ بقيمةِ 80% للطالباتِ الملتحقاتِ بالبرنامجِ حسب التصنيفِ الاقتصاديِ للأسرة، وذلكَ ضِمنَ مَشروعِ "نَجَاحِها" الذي يهدفُ إلى تمكينِ السيداتِ والفتياتِ في قطاعِ ريادةِ الأعمال، بتنفيذِ مركزِ العمل التنموي (معاً) وبالشراكةِ معَ الإغاثةِ الزراعية، ومُؤسسةِ إنقاذِ الطفل، والكليةِ الجامعيةِ، وبتمويلٍ كريمٍ منَ الحكومةِ الكَندية.
وذكر رستم: "بالرغم من الظرفِ الاقتصاديِ الصَّعْبْ الذي تَمُر بِه أُسَرُنا الفلسطينيةِ؛ فقدْ عَمِلنا بِكل طَاقاتنا لتوفيرِ مَجموعةٍ مِنَ المِنحِ لِطَلبةِ الكُلية لَتمكينهم من تحصيلِ دَرجاتهمِ العِلميةِ المُخْتَلِفة، وذلكَ مِن خِلالِ عِلاقاتِ الكُليةِ المَتِينةِ والمُمَيزةِ معَ العَديدِ منَ الجهاتِ المانحةِ والصديقة، ويسعدنا أن نقدم لطلبة الثانوية العامة الجدد منحة إضافية بقيمة 100$ لعدد 300 طالب جديد، بالإضافة إلى برنامج تقسيط ميسر يتم باختيار الطالب نفسه، علاوةً على تخفيض سعر الساعة في العديد من البرامج، كما اتخذت الكلية كل ما يلزم من إجراءات وترتيبات في مقرها الرئيس وفرعها بخان يونس لاستقبالكم بالشكل الحضاري الذي يليق بكم".
وبمشاعر الفرحة والبهجة عبر الخريج أحمد الخالدي عن سعادته باعتلاء منصة التخرج ممثلا عن زملاءه وزميلاته من الخريجين، وقال: "ها نحن نودع أعوماً انقضت، أعوامٌ حملت في طياتها الكثير والكثير مزجت فيها لحظات حزن وفرح، لحظات جدٍ واجتهادٍ ومرح، لحظاتٌ ستبقى عالقةً في ذاكرتنا ما حيينا، نفتش فيها سوياً على تلك الضحكات، تلك الأماني، أطيب المعاني، الأنس والحب والتفاني، تحت سقف واحدٍ كنا وعلى قلب رجلٍ واحدٍ أصبحنا، في كل ركن من أركان كليتي تختبئ مواقفٌ لا تنسى، دونتها في مذكرات حياتي، لأقرأها غداً واحكيها لأبنائي، فأنا وبكل فخر خريجٌ من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية".
من جانبه هنأ السيد علي الحايك رئيس جمعية رجال الأعمال الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية على تخريجها لهذه الثلة المميزة من طلبتها في مجموعة من البرامج والاختصاصات النوعية، وأكد أن الكلية الجامعية تعتبر في طليعة المؤسسات الأكاديمية العاملة في المجتمع الفلسطيني في مجال العلوم التقنية والتطبيقية، وأنها منبع المبدعين من الكوادر الحاصلة على أفضل فرص التعليم والتعليم في العديد من المجالات التي تلبي احتياجات وتطلعات سوق العمل الفلسطيني، معربا عن فخره بالخطوات التي حققتها الكلية حتى وصلت إلى هذه المكانة المرموقة على مستوى الوطن والمنطقة.
وخلال كلمته وجه المهندس أسامة كحيل رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين مجموعة من الرسائل، وقال للخريجين: "وانا ارى هذا الامل والرغبة في العمل لديكم، فإنكم اذا ما وضعتم نصب اعينكم النجاح والوصول الى الغايات التي ترضونها لانفسكم ستنجحون باذن الله في تحقيقها، ورسالتي الثانية لخريجي كليات الهندسة نعلن فيها بأن أبواب اتحاد المقاولين لتخوضوا غمار التدريب العملي في شركات المقاولات التابعة للاتحاد، وسنعمل منذ الغد مع شركاءنا لتوفير فرص عمل تضعكم على اول الطريق وهذا عهد نقطعه على انفسنا، أما رسالتي الثالثة فإنني أوجهها لمعالي الدكتور أسامة السعداوي وزير الريادة الفلسطيني بأن يهتم بجيل الريادة والإبداع في قطاع غزة".
ومع تواصل فقرات احتفالات اليوم الختامي من فوج الريادة والإبداع، تم تكريم مؤسسة العون التعليمي – بريطانيا تقديرا لجهودها في خدمة الكلية ودعم مشاريعها، ثم تلا الدكتور ماهر عجور نائب رئيس الكلية للشؤون الأكاديمية بروتوكول استكمال تخريج طلبة المهن الهندسية وتكنولوجيا الحاسوب والمهن الصناعية وطلبة اختصاصات الدبلوم المهني وتوزيع شهادات التخرج عليهم.
