رغم الامتناع الإسرائيلي، رسميًا، عن التعليق عن تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليل الخميس – الجمعة، عن توجيه ضربةٍ عسكريّة لإيران، أبدى مسؤول سياسي إسرائيلي نفورًا من التراجع وخشية من أن "يناور الإيرانيون مع ترامب كما ناوروا (الرئيس الأميركي السابق) باراك أوباما".
وفي تصريح لموقع "المونيتور"، قال المسؤول الإسرائيلي إن "حقيقة أن الولايات المتحدة لم تردّ على إسقاط الطائرة المسيّرة وعلى الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، تبثّ تراخيًا وتعزّز ثقة الحرس الثوري من نفسه"، وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن ترامب "لم يذوّت حقيقة أنه لينجح الضغط على إيران، فعلى الإيرانيين أن يعتقدوا أنه مستعدّ لتوجيه ضربة. إن فهموا أنه يلعب معهم بجبن، فسيناورون معه تمامًا كما ناورا مع أوباما".
وبحسب الموقع، تشير تقديرات إسرائيليّة إلى أنه أمام التصعيد الأخير في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، "فإن من مصلحة إيران أن تستمرّ في شدّ الحبل وأن تقوّض استقرار المنطقة عبر إشعال واحدة من الجبهات ضد إسرائيل"، في إشارة إلى الجنوب اللبناني أو إلى الجولان السوري المحتلّ.
وذكّر الموقع بانعقاد المجلس العسكري والسياسي المصغّر (الكابينيت) المنبثق للحكومة الإسرائيليّة، مرّتين خلال الأسبوع الأخير، بعدما لم ينعقد، تقريبًا، خلال الشهرين الماضيين، في ظلّ "تعزيز الجيش الإسرائيلي لاستعداداته لإمكانيّة اندلاع مواجهة، واسعة أو محدودة، مع إيران أو مع أذرعها، مثل حزب الله والأسد والجهاد الإسلامي أو ’الميليشيات الشيعيّة’ في شمالي البلاد أو بشكل عام".
وأجرى الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الجاري، مناورة عسكريّة "واسعة ومفصّلة" شماليّ البلاد، ضمّت قوات عسكريّة كبيرة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لما ذكر الموقع، فإنّ إمكانيّة "الاستفزاز الإيراني لإسرائيل تتزايد وتتنوّع، وعُرِضَتْ في أكثر من مكان أمني في إسرائيل عبر الخوض في تفاصيلها الدقيقة"، ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إن "الهدف الإيراني هو الإثبات للإدارة الأميركيّة أن لإيران قدرة كبيرة على الإضرار بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. إيران مستعدّة لتدفيع ترامب ثمنًا لاستمرار تشديد العقوبات على خناقها، وهي غير معنيّة بالتراخي أو بالذعر".
كما نقل الموقع عن مسؤول سابق في الجيش الإسرائيلي خشية بلاده من احتمال أن يتراجع ترامب، عندما تحين "ساعة الامتحان"، وأن يقطع ترامب تواصله مع إسرائيل "ترامب قد يقطع تواصله، وسنكون مضطّرين للبقاء وحدنا مع كل هذه الجبهات المشتعلة أمام إيران" وأضاف أن المشكلة هي "أننا لا نملك أيّة وسيلة لتوقع ما الذي سيحدث أو ما الذي سيفعله الرئيس (الأميركي). على عكس إيران، فإن ترامب غير متوقّع".
والأربعاء الماضي، ألمح المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن لانعقاد الكابينيت علاقة بتطورات محتملة في التوتر الأميركي – الإيراني الحاصل في الخليج، وأنه تتعزز التقديرات في الاستخبارات الإسرائيلية والغربية بأن "إيران قد تصعّد قريبا المواجهة مع الولايات المتحدة".
وأضاف أنه "وفقا التحليل الاستخباري، فإن النظام في طهران خائب الأمل من عدم نجاحه حتى الآن في إرغام الأميركيين على إعادة دراسة العقوبات الشديدة التي فرضوها على إيران والشركات التي تتاجر معها، وتسببت بأزمة اقتصادية شديدة. وعلى هذه الخلفية، لا تُستبعد إمكانية أن يحاول الإيرانيون المبادرة إلى استفزاز في أحد حدود إسرائيل، من أجل تصعيد أجواء الأزمة الإقليمية وإلزام إدارة ترامب بإعادة دراسة خطواتها بسرعة".
ولفت هرئيل إلى أن التقديرات السابقة في إسرائيل والغرب تحدثت عن أن إيران ستنتظر انتخابات الرئاسة الأميركية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وأنها تأمل خسارة ترامب وصعود إدارة أخرى تخفف السياسة الأميركية المتشددة الحالية. لكن هذه التقديرات تغير الآن في أعقاب سلسلة الهجمات على سفن وناقلات نفط في الخليج، وهجمات بطائرات من دون طيار استهدفت مواقع نفطية سعودية، تتهم إسرائيل والغرب إيران بتنفيذها. واعتبرت التقديرات الإسرائيلية والغربية أن هذه الهجمات "دلت على تغيير التوجه: طهران تسرّع خطواتها، على أمل أن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات".