تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس الثلاثاء، اسم الشاب صابر مراد، وهو لاجئ فلسطيني وُلد في لبنان، أُصيب فجر أمس، بعد أن "حمى" المدنيين في مدينة طرابلس اللبنانية، بعد أن نفذ مسلح هجوما استهدف عناصر بالجيش والشرطة وقتل أربعة منهم.
وأثنى مستخدمو هذه المواقع، على مبادرة الشاب بمطاردة المُهاجم واعتراضه بسيارته الخاصة ليمنعه من إصابة الأشخاص الموجودين في المنطقة، وتسهيل هروبهم من رصاصه.
وبدأ المستخدمون بانتقاد طريقة نقل وسائل الإعلام اللبنانية للحادثة، ومحاولاتها عدم الإشارة إلى هويته الفلسطينية، في ظل المناخ العنصري السائد في البلاد ضد اللاجئين الفلسطينيين والذي يصل إلى مستوى حكومي أيضا، حيث أُشير إليه بوصف "الشاب" في الغالب، بخلاف ما تفعله وسائل إعلام لبنانية عندما يقوم أحد اللاجئين الفلسطينيين بارتكاب جرم ما، بالتشديد على هويته كلاجئ.
وقارن المستخدمون بين التصوير السيئ السائد للاجئ الفلسطيني في وسائل الإعلام اللبنانية وربطه بـ"الإجرام" أو "الإرهاب"، من جهة، وبين الاحتفاء "الزائف" بمراد من جهة أخرى عندما خاطر بحياته من أجل إنقاذ المواطنين، رغم أن واقع الفلسطيني اللبناني المرير، دفعه إلى الهجرة إلى أوروبا.
ومراد الذي كان يزور لبنان، يرقد الآن في العناية المركزة بسبب إصابته الخطيرة.
واعتبر مراد عياش أن الحادثة تؤكد على "وحدة الدم" بين الفلسطينيين واللبانيين: "عن وحدة الدم بالفعل، مش بالحكي... صابر مراد الشاب الذي طارد الإرهابي يوم امس ومنعه بعد ما اعترضه بسيارته الخاصة. محاولاً تعطيله، ليسهل هرب الناس بعيدًا من خطر رصاص الإرهابي. صابر شاب خلق لاجئ فلسطيني في لبنان، هاجر متل كتير شباب لانه هالبلد ما قدر يحمله كلاجئ فلسطيني، ولا حتى كأبن لبنانية... وبأول فرصة رجع يزور لبنان، وما استخسر لا عهالبلد ولا على اهله وناسه انه يخاطر بحياته ويفديهم...
للأسف وسائل الاعلام والنظام العام ماذكروا انه هالشاب لاجئ فلسطيني... لانه الخبر ما بيفيد وبيخدم الحقد والضغينة اللي بيبثوه كل الوقت. يلا قوم بالسلامة يا صاحبي...".
وذكر وديع حداد أن "صابر مراد.. من ام لبنانية وأب فلسطيني لاجئ بلبنان تلقى دراسته الابتدائية في مدارس الاونروا.. مدرسة المدية في طرابلس. صابر مبارح اعترض الإرهابي يلي كان بطرابلس بسيارته وحمى المدنيين الأبرياء من مسلسل القتل ليسمح للناس تفلت من الرصاص القاتل حتى صابه بالرصاص. صابر اليوم بالمستشفى بحالة صعبة محتاج الدعا
لم يتم ذكر جنسية صابر ابدا من وسائل الإعلام.. بينما لو كان الإرهابي فلسطيني كان نزلونا لاسفل السافلين.
فعل صابر هو اختصار حالة اي لاجئ بلبنان.. بيشوف بلبنان بلده التاني.. وبلده الأول يلي ما في عنه تغيير فلسطين.
المواطن اللبناني بالنسبة للكل ما بيفرق عن أهلنا ب المخيمات.. بننظرلهم بنظر الأخوة والغيرة والخوف عليهم. على أمل الناس يلي شافتنا فزاعة تغير وجهة نظرها".
وشرح "أسعد" في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر" كتبها باللغة الإنجليزية، أن فلسطينية مراد لم تحظى باهتمام وسائل إعلامية لبنانية كثيرة، والتي لم تذكر هويته كلاجئ فلسطيني نظرا لكونها "فاشية"، بحسب "أسعد" الذي أشار أيضا إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يتركون لبنان لأنه "لا يريدهم"، مع أنهم ليسوا بشرا أقل من اللبنانيين.