بيلين.مؤتمر البحرين مهزلة وفشله حتمي والعرب يتحدثون عن القادة الفلسطينيين باحتقار

الجمعة 31 مايو 2019 05:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
بيلين.مؤتمر البحرين مهزلة وفشله حتمي والعرب يتحدثون عن القادة الفلسطينيين باحتقار



القدس المحتلة/سما/

رأى الوزير الإسرائيليّ الأسبق، يوسي بيلين، أنّه من الأفضل إلغاء منتدى البحرين، المُزمع عقده في أواخر الشهر القادم في المنامة، مُوضحًا أنّ المشكلة هي أنّ المؤتمر من شأنه أنْ يتسبب بمزيدٍ من الأضرار، في أعقاب الأخطاء الشديدة التي ارتكبتها إدارة الرئيس ترامب في محاولةٍ لحلّ النزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ في النهاية، لافتًا إلى أنّ ترامب يعتقِد أنّه إذا خنق الفلسطينيين اقتصاديًا، ثمّ عرض عليهم الأموال، فسيندفعون إليه ويأخذون كلّ ما يُعرَض عليهم، بالتنسيق مع إسرائيل، مؤكّدًا أنّه ارتكب خطأ فادحًا، ومعه الثنائيّ كوشنر وغرينبلات.


وشدّدّ الوزير، الذي كان أحد مُهندسي اتفاق (أوسلو)، شدّدّ على أنّ حصة الأسد من الرواية الفلسطينيّة هي قصة غضب من الإذلال المستمر، من جانب إسرائيل والدول العربيّة، ويُنظَر إلى محاولة فصل الحلّ السياسيّ عن الحلّ الاقتصاديّ على النحو التالي: نحن نقدم لك المال وأنتَ بالمُقابِل تتخلّى عن مبادئك”، وبدلاً من الاقتراب من الحل الشامل، سيؤدّي هذا الموقف فقط إلى تشديد المواقف وزيادة الغضب وربط العناصر البراغماتية التي تريد السلام مع العناصر المتعصبة التي تُعارِض أيّ حلٍّ
في التسعينيات، مباشرة بعد توقيع اتفاقات أوسلو، بُذل جهدٌ للاستفادة من التقدم السياسيّ من خلال المؤتمرات الاقتصادية متعددة الأحزاب التي شاركت فيها أيضًا الدول العربيّة التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وعُقد المؤتمر الأول في المغرب، رفضت الذهاب إلى المؤتمر لأننّي خشيت أنْ يُنظَر إليه على أنّه نوع من الغزو الإسرائيليّ في قلب الاقتصاد العربيّ، وكان العالم متحمسًا جدًا لرؤية ممثلي العرب في عبايات ودشدشات وممثلين إسرائيليين يرتدون بدلات يتحدثون مع بعضهم البعض كأصدقاء القدامى، مُضيفًا: أعطت نشوة الاختراق السياسيّ المؤتمر لونًا خاصًا، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال: لم تكن هناك صفقات مهمة هناك، وكان الذعر سببه أولئك الذين كانوا يخشون ميولنا الإمبرياليّة.


وأوضح: تعلّمنا الدرس، عُقد مؤتمر القاهرة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1996، في بداية ولاية نتنياهو الأولى، وفي نوفمبر 1997، كان المؤتمر الاقتصاديّ السنويّ في قطر، للمؤتمر الإقليميّ الأخير، وفي الوقت نفسه، أصبح من الواضح للجميع أنّ وجه نتنياهو لم يكن يهدف إلى أيّ تسويةٍ سياسيّةٍ، وكان ممثلو إسرائيل معزولين، ولم تحدث أيّ تحركاتٍ تجاريّةٍ، ومع تفكك المشاريع الاقتصاديّة الأخرى دون تحرّكٍ سياسيٍّ، كانت أيضًا نهاية المؤتمرات الاقتصادية الساحرة، كما أكّد بيلين.


وأردف: يبدو أنّ فريق ترامب لا يفهم الفلسطينيين فقط، بل إنّه لا يفهم القيادة العربيّة الأخرى التي من المفترض أنْ يكون بينهما لغةً مشتركةً. وكشف النقاب عن أنّه في محادثاتٍ مغلقةٍ مع معظم القادة العرب، بما في ذلك قادة دول الخليج، يُمكِننا سماع أمورٍ قاسيةٍ عن الفلسطينيين، إنّهم ينتقدونهم بسبب الفرص الضائعة، ولسلسلة من الأخطاء التي ارتكبوها، ويتحدّثون عن قادتهم بالغضب والاحتقار، ويعطون محاوريهم شعورًا بأنّهم سيفعلون أيّ شيءٍ للتحرر منه. وأكّد: يستطيع المُستمِع قليل الخبرة أنْ يقول إنّ هذا الكلام يؤدّي إلى فكّ الارتباط من القيادة الفلسطينيّة، ولكن لا توجد أيّ صلةٍ بين الخطاب المفتوح وبين الفعل، يعلمون جميعًا أنّ الساحة مليئة بجمهورٍ من أهلها يدعم القضية الفلسطينية، ولا يُمكِنهم تجاهلها.


ولفت الوزير الإسرائيليّ الأسبق إلى أنّه يُمكِن افتراض أنّ أولئك الذين التقوا بالقادة العرب في ربيع عام 1948 كان من الممكن أنْ يكونوا معجبين بأنّهم لا يهتمون بالحرب مع اليهود الذين يعيشون في فلسطين، وأنّه إذا أراد الفلسطينيون الصدام معهم، فهذا شأنهم، ومع ذلك، بعد فترةٍ وجيزةٍ، أرسلوا جيوشهم لمحاربة إسرائيل الشابة، بسبب الرأي العّام.


وأكّد أنّ فكرة الفصل بين “السلام الاقتصاديّ” وحلّ النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ هي حلم بعيد المنال، وماذا سيحدث في المنامة؟ الفلسطينيون، لن يصلوا إلى “ورشة العمل”، مُضيفًا أنّه لا يتعلّق الأمر فقط بوضع المُدرّب أمام الحصان (أيْ الاقتصاد قبل السلام)، ولكن أيضًا أنّ الطرف الذي من المفترض أنْ يستفيد من المساعدات قبل أيّ شخصٍ آخر لن يكون هناك، سيكون وزراء مالية الدول العربيّة الذين سيكونوا حريصين جدًا على إظهار علامات التقارب من وزير المالية الإسرائيليّ ورجال الأعمال الإسرائيليين، الذين سيأتون إلى ورشة العمل، في حين أنّ كلٍّ من فتح وحماس الذين بقيتا في بلادهما يُمكِنهما في النهاية إيجاد القاسم المشترك الذي فقدوه، كما قال.
واختتم مقاله، الذي نشره على موقع (المونيتور) بالقول: لا يزال بالإمكان منع هذه المهزلة، من الممكن نشر الخطّة السياسيّة لفريق ترامب في 24 يونيو واقتراح الأفكار لتمويل المشاريع الاقتصاديّة كجزءٍ من الخطّة أوْ كنتيجة لها، بدلاً من الفصل المستقل، ومن الممكن أيضًا التخلّي عن الفكرة المبكرة لورشة العمل وتأجيل هذا اللقاء المثير للشفقة إلى ما بعد الخطة السياسيّة، حيث لم يتّم إعداد أيّ خطّةٍ سياسيّةٍ قبل نشرها نهائيًا، ومؤكّدًا أنّ استدعاء مثل هذا الاجتماع الاقتصاديّ قبل تقديم الخطّة السياسيّة وبدون اللاعبين الرئيسيين سيكون خطأً فادِحًا، بحسب تعبيره.