كيف تؤثر الشبكات الاجتماعية على العلاقة الزوجية؟

الثلاثاء 23 أبريل 2019 02:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تؤثر الشبكات الاجتماعية على العلاقة الزوجية؟



وكالات / سما /

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقة بين الزوجين، حيث يمكن أن تسلبهم لحظات من حياتهم دون أن يدركوا ذلك.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار فيسبوك وتويتر، أتاحت لنا عدة طرق للتحدث مع أصدقائنا وعائلاتنا، بالإضافة إلى منصات جديدة لمشاركة رؤيتنا للعالم مع الآخرين. لكن كيف يؤثر ذلك على العلاقة الزوجية؟

بينت الصحيفة أن مواقع التواصل الاجتماعي لها جوانب سلبية وإيجابية؛ إذ يتمثل الجانب الإيجابي في كونها مفيدة لإرسال رسائل إلى شريكنا، لنذكره أننا نحبه ونفتقده. كما تسمح لنا بتعزيز الروابط العاطفية مع الطرف الآخر، لكن مع الحرص على عدم تجاوز حدود استخدامها. ففي العديد من المناسبات، يمكن أن تستأثر هذه المواقع بالكثير من وقتنا، في حين أنه يمكننا قضاء ذلك الوقت مع شريكنا، ما يجعلها سببا متكررا للمطالب والمناقشات.

ونوهت الصحيفة بأن الاستعمال المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يجعل حياتك الخاصة عامة جدا، ويمكن أن يكون ذلك ضارا إذا كنت لا تجيد استخدامها؛ لأنك بهذه الطريقة تسمح للآخرين بمعرفة الكثير عن حياتك الشخصية ومراقبتها. ومن المهم للغاية أيضا احترام مساحة وخصوصية الشخص الآخر؛ لأن الثقة شرط أساسي في علاقة الزوجين، ويجب أن تكون هناك مساحة شخصية.

وأضافت الصحيفة أن أذهاننا مبدعة، ويمكن أن تبدأ في تخيل ورؤية الأشياء حتى في حال عدم وجودها. ومن المهم أن نعلم أن حوالي 65 بالمئة من اللغة غير لفظية وحوالي 35 بالمئة منها لفظية، وهو ما يدل على أننا نعبر أكثر بالعلامات ونبرة الصوت والنظرات أكثر من الكلمات. لذلك، من الضروري أن نأخذ هذا العامل بعين الاعتبار؛ لتجنب إساءة فهم رسائل الشخص الآخر.

وأبرزت الصحيفة أن تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي تختلف بين الشخص الأعزب والمتزوج؛ لأنه بذلك تختلف الحدود. كما قد تحتاج نوعية المحدثات والمعلومات والروابط مع الآخرين إلى التغيير، وهو ما يجب أن يتحدث بشأنه الزوجان للتوصل إلى اتفاق وإيجاد فكرة مشتركة بشأن كيفية التعامل مع المشكلة التي يواجهانها على مستوى التواصل. ولا يمكن أن تتوقع من الطرف الآخر أن يتصرف كما تريد.

ومن الضروري أن يسأل الزوجان بعضهما البعض قبل تبادل الاتهامات. فإذا لم يرد أحد الطرفين على الهاتف أو رأى صورة لم تنل إعجابه أو تعليقا يعتقد أنه في غير محله، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة غضبه جراء تخيل قصص لا علاقة لها بالحقيقة. لذلك من الضروري أن نفكر في الاحتمالات التي تجعلنا نحن أنفسنا غير قادرين على الرد على الهاتف أو التي تجعلنا نقوم بوضع صورة أو تعليق مماثل. بهذه الطريقة، سنتجنّب الوقوع في النقاشات الزائدة. وقبل توجيه الاتهامات، حاول أن تستفسر، وأن تمنح الطرف الآخر فرصة لتفسير وجهة نظره.

وشددت الصحيفة على ضرورة الحفاظ على العلاقة الحميمة التي تجمع بين الزوجين. لذلك من المستحسن وضع حدود وتحديد الأوقات التي تقطع فيها اتصالك بالهاتف المحمول؛ لأن استخدامه المستمر قد يؤدي إلى فقدان الزوجين العلاقة الحميمة بينهما. وينصح بتجنب استخدام المحمول عند الأكل وعند ذهاب الزوجين للنوم. وإذا ذهبنا في إجازة، فمن الأفضل قطع الاتصال بكل شيء، بما في ذلك الهاتف المحمول.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه إذا كانت العلاقات مبنية على الإخلاص والصدق، فإن مواقع التواصل الاجتماعي لن تمثل أي مشكلة إضافية. إلى جانب ذلك، فإن خطر المواقع الاجتماعية لا ينطوي عليها في حد ذاتها، بل على كيفية استخدامها.