قال براين هوك ، المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية، أمس الثلاثاء ، أن دول الشرق الأوسط العربية لم تعد تشترط حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أولا لحل النزاعات الأخرى في المنطقة وإحلال السلام كما كان عليه الوضع سابقا، حيث باتت هذه الدول تعطي الأولوية "للعدوانية الإيرانية" في المنطقة ومواجهة أفعال إيران الخبيثة.
وقال هوك للصحفيين في مؤتمر صحفي في قاعة الصحافة في مبنى وزارة الخارجية الأميركية، أنه "لقد جادل العديد من المثقفين والدبلوماسيين على مر السنين بأنه بدون إحراز تقدم في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، لا يمكن إحراز تقدم في النزاعات الأخرى، وقد أشار البعض إلى ذلك على أن ربط فكرة أن حل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كان ضروريًا لحل نقاط الاهتمام الأخرى، ولكن ذلك تغير ، فإن الشرق الأوسط اليوم يتحدى نظرية الربط هذه (بين ضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسلام المنطقة) ، حيث أن ما نشهده في الواقع أكثر وأكثر هو نوع من الربط العكسي ؛ مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران هي مقدمة للمساعدة في حل النزاعات الأخرى" بما فيها السلام الفلسطيني الإسرائيلي.
واستطرد هوك قائلا أنه على العكس من ذلك "فإن عمليات إيران هي قلب المشكلة أو بالقرب منها، فإن النظام الإيراني يدعم الجماعات الإرهابية الفلسطينية مثل حماس التي تقوض تطلعات الشعب الفلسطيني، فقد تراجع دعم إيران لحركة حماس الإرهابية (نتيجة العقوبات الأميركية) كما تراجعت قدرتها على تصدير الصواريخ والدراية الإرهابية للحوثيين في اليمن ، الذين يهددون بدورهم الدول المجاورة. النظام الإيراني يهدد المزيد من الحرب - إنه يديم الحرب في سوريا من خلال دعم نظام الأسد. لا يوجد مكان في المنطقة يتلاءم فيه السلام والرخاء مع النفوذ والدعم الإيرانيين" مدعيا أن تمويل حزب الله اللبناني وحركة حماس اللتان تهددان أمن إسرائيل تراجع إلى ما دون النصف.
وأضاف "كما أثبت مؤتمر وارسو في شهر شباط الماضي رأينا الدول العربية وإسرائيل تقترب من بعضها البعض وتتفق على خطوات لمواجهة أفعال إيران الخبيثة ويؤسسون تحالفا مشتركا من أجل وقف ، وعكس التمدد الإيراني" مستشهدا بما قاله رئيس وزراء إسرائيل الذي شارك بمؤتمر وارسو (شباط الماضي "إن إيران جلبت إسرائيل والعرب إلى بعضهم البعض".
كما أعلن المبعوث الأميركي أن عدد الدول التي تخلت عن استيراد النفط الإيراني بلغ 23 دولة، بينها 3 دول منحتها واشنطن إعفاء من العقوبات مؤكدا "لقد قدمنا في شهر تشرين الثاني الماضي 8 إعفاءات خاصة بالنفط لتفادي قفز أسعار النفط. وبوسعي التأكيد اليوم أن 3 من هؤلاء المستوردين أوصلوا استيرادهم إلى الصفر".
وكانت الولايات المتحدة قد أعفت ثماني دول من عقوباتها ضد إيران هي الصين والهند واليونان وإيطاليا وتايوان واليابان وتركيا وكوريا الجنوبية.
ولم يوضح هوك ما هي الدول الثلاث التي أوقفت استيراد النفط من إيران.
كما أشار هوك إلى أن العدد الإجمالي من مستوردي النفط الإيراني الذين أنهوا استيراده من إيران بلغ الآن 23 دول.
و أكد المبعوث الأميركي أن سبع دول أوروبية، هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا والدنمارك وهولندا وألبانيا وصربيا اتخذت إجراءات ضد إيران على أراضيها، بما في ذلك استدعاء السفراء وطرد دبلوماسيين إيرانيين وفرض تأشيرات الدخول أو إغلاق الأجواء أمام شركة "ماهان" الإيرانية للطيران.
وربط هوك بين انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني "كان له نتائج إيجابية نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية" مؤكدا "كان العرب في السابق يقولون أن المسالة الأولوية في الشرق الأوسط هي وجوب حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والآن تغير ذلك تماما، فقد بات العرب يشعرون أن إيران تشكل التهديد الأول لهم وليس إسرائيل".
وأشار هوك أن العقوبات الأميركية طالت أكثر من 70 مؤسسة مالية وفروعا لها، تقول الولايات المتحدة إنها مرتبطة بإيران.
وادعى هوك أن العقوبات حالت دون وصول 1.5 مليار برميل من النفط الإيراني إلى السوق النفطية منذ مايو 2018، وحرمت طهران من 10 مليارات دولار من الإيرادات، حسبما صرح به هوك.
وأضاف أن الدبلوماسيين الأمريكيين زاروا أكثر من 50 دولة في إطار الجهود لقطع الإيرادات عن إيران، وطالت العقوبات الأمريكية أكثر من 970 شركة ومؤسسة.
الجدير بالذكر أن الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب أعلنت في أيار 2018 انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في عام 2015 وبعد عدة أشهر أعلنت الولايات المتحدة إعادة فرض العقوبات على إيران.


