الخارجية تطالب الدول بمواجهة التغول الأمريكي على النظام الدولي

الخميس 28 مارس 2019 12:31 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الشذوذ السياسي الأمريكي والإنحراف العنيف عن مبادئ وقوانين وقواعد الشرعية الدولية ومرجعياتها ومواثيقها، مجددة دعوتها للدول التي تدعي الحرص على الشرعية الدولية وتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وعلى مرتكزات النظام الدولي والأمم المتحدة بضرورة تنسيق المواقف والجهود لمواجهة التغول الأمريكي البشع على النظام العالمي، وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الشرعية الدولية قبل فوات الأوان. 

وقالت الوزارة في بيان لها: يتسابق أركان فريق ترامب المُتصهين على إطلاق المزيد من التصريحات والمواقف السياسية المؤيدة لدولة الإحتلال الإسرائيلي وسياساتها في توظيفٍ بشع لمغازلة إسرائيل من أجل إضعاف منافسيهم الديموقراطين على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة، وذلك عبر تبني غير مسبوق لرؤية اليمين الحاكم في إسرائيل ومقولاته التلمودية، محاولين إعادة كتابة حقائق التاريخ ومفاهيم السياسة والشرعية الدولية بما ينسجم مع تلك الرواية. بُعيد تصريحات المستوطن فريدمان بشأن تفهم إدارة ترامب لمصالح إسرائيل الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، اطلق بومبيو وزير خارجية ترامب سلسلة من المواقف المغلوطة والتي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها إستعمارية وتتناقض تماماً مع الشرعية الدولية والقانون الدولي، سامحاً لنفسه إخراج الفلسطينيين والعرب من العرق السامي معتبراً أن ( معاداة الصهيونية أو معارضة وجود إسرائيل وطناً للشعب اليهودي شكل مُتصاعد من أشكال معاداة السامية ). تؤكد الوزارة أن معاداة الشعب الفلسطيني هي معاداة للسامية، وأن ما تقوم به إدارة ترامب من معاداة قبيحة متكررة ومتعمدة ضد فلسطين السامية هي أيضاً معاداة للسامية، ولا يحق للإدارة الأمريكية تجاهل حقيقة أن السامية ليست حكراً على اليهود الأصليين فقط وإنما تشمل أيضاً الفلسطينيين العرب، وأن جميع تعابير معاداة الفلسطينيين هي تعابير معاداة للسامية بإمتياز، وكون الصهيونية معادية لفلسطين وشعبها، ومعادية لإقامة وطن قومي للشعب الفلسطيني في أرض وطنه، فهذا يجعل من الصهيونية معادية بفعلها للسامية.

وأضافت: وفي شهادته أمام الكونجرس يعترف بومبيو علناً أن خطة السلام الأمريكية المزعومة " صفقة القرن " هي إنقلاب على الشرعية الدولية وقراراتها ومرجعيات السلام الدولية والقانون الدولي والإتفاقيات الموقعة واستخفافاً بها، تحت شعار أن إدارته تخلت عن " المعايير القديمة " التي تتعلق بقضايا مثل القدس والمستوطنات واللاجئين، في محاولة لتسويق رواية الإحتلال التلمودية والتغييرات التي أحدثتها إسرائيل بالقوة على الأرض الفلسطينية المحتلة من إستيطان وتهويد وتهجير قسري ( كحقائق لا يمكن تجاوزها )، في تأكيدٍ جديد لمن يريد أن يفهم من القادة الدوليين أن إدارة ترامب ماضية في تمردها على الشرعية الدولية وقرارتها ومرجعياتها، ماضية في إنقلابها على مرتكزات النظام الدولي، ماضية في إستفرادها وإختطافها للأمم المتحدة، وماضية في إستبدال القانون الدولي بشريعة الغاب الإستعمارية. إذاً، قرر ترامب وفريقه تغييب الشعب الفلسطيني وقيادته وحقوقه ويواصل التفاوض مع نفسه بشأن القضايا الفلسطينية والعربية بالمشاركة الكاملة مع اليمين الحاكم في إسرائيل.