أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن إدارة مصلحة السجون تواصل حربها على الأسرى على مدار الساعة في كافة السجون، سواء كان ذلك باتخاذ اجراءات قمع بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر وخفى كتركيب أجهزة تشويش في العديد من السجون .
الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز أوضح بأن الاحتلال يستخدم أجهزة التشويش كأحد الوسائل المتقدمة التي يحارب بها الأسرى، ويزيد من معاناتهم وينغص حياتهم، والتسبب بإيذائهم جسديا ونفسياً من أجل ان يبقى الاسير رهين القلق والمرض طوال فترة اعتقاله، وكذلك التقليل من أهمية بعض منجزاتهم التي حققوها عبر عشرات السنين من التضحيات.
وأضاف " الأشقر" بأن الاحتلال عمد مؤرخاً الى البدء بمشروع ضخم لتركيب أجهزة تشويش متطورة في كافة السجون، وأطلق عليه اسم (المعطف الإلكتروني) ورصد له ميزانيه ضخمة تصل الى 22 مليون شيقل وجرى البدء بتجربتها في سجن النقب وستستمر فترة الاختبار 3 أشهر، على أن يتم الانتهاء من نشر المنظومة في السجون الأمنية مطلع العام 2021.
وبين "الأشقر" بأن تركيب أجهزة التشويش ليس جديداً انما هي سياسة قديمة، بدأت عام 2001 بشكل بسيط ، لكنها تصاعدت مع مرور السنين، حيث رصد تركيب (37) جهاز تشويش في داخل السجون خلال العام 2014 ، بينما تم تركيب (28) جهاز تشويش خلال العام 2015 ، الامر الذى تسبب بمشاكل صحية عديدة للأسرى تجاهلت اثارها ادارة السجون .
واستطرد "الأشقر" بأن الجديد في الامر ان الاحتلال كان يضع أجهزة التشويش في السجون على فترات متباعدة وحسب الحاجة، بينما الان فانه يخطط لوضع تلك الاجهزة في كل السجون بشكل ممنهج ، ومتطور مما يشكل خطورة حقيقة على صحة وحياة الأسرى ، وخاصه انها يتعمد وضعها قرب غرف نومهم .
وحسب "الأشقر" فان الاحتلال يبرر هذه الجريمة بوجود عدد كبير من اجهزة الاتصال النقالة التي استطع الأسرى تهريبها الى داخل السجون، وانها تستخدم للإضرار بأمن الاحتلال عبر التواصل مع عناصر من التنظيمات في الخارج، مفنداّ مزاعم الاحتلال بأن نسبة نجاح تهريب هواتف نقالة تكاد تكون "معدومة"، بسبب إجراءات التفتيش المشددة التي يتعرضون لها الأهالي خلال الزيارة يدويا وإلكترونيا، وان ما استطاع الأسرى تهريبه هي أعداد قليلة جداً تستخدم في تواصل الأسرى الممنوعين من الزيارة مع ذويهم وان تكلفتها خياليه تكاد تصل الى 5 الاف دولار للجهاز الواحد .
وحمًّل "الأشقر" سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة عن صحة وسلامه الأسرى نتيجة تركيب هذه الأجهزة المتطورة التي تصدر موجات كهرومغناطيسية تبلغ قوتها 2690 ميغاهيرتز في مناطق مغلقة تتجاوز المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية بشكل كبير، وتسبب اعراض مرضية منها القلق، وقلة النوم ، والصداع وآلام الرأس وتسارع في ضربات القلب، اضافة الى مشاكل في السمع، ويخشى الأسرى انها تسبب أمراض سرطانية.
وقال "الأشقر" بأن الاشعاعات التي تصدر عن أجهزة التشويش لا يتوقف تأثيرها على صحة الأسرى فقط، انما أدت الى التقليل بشكل واضح من أهمية انجازين كبيرين حصل عليهما الأسرى عبر عشرات السنين من التضحيات، وهما "الراديو والتلفاز" حيث أدت الى التشويش على موجات الراديو الذى يستمع لها الأسرى، وقطعت وصول غالبية القنوات التلفزيونية المسموح بها داخل السجون.
وللتأكيد على خطورة هذه الأجهزة والاشعاعات التي تصدر عنها فان ادارة السجون وضعتها على مسافات قريبة من نوم الأسرى، وفى نفس الوقت أبعدتها عن مكان تواجد عناصر الادارة والسجانين، كذلك رفض الاحتلال مطالب فلسطينية بالسماح لوفود متخصصة ومحايدة بدخول المعتقلات وفحص هذه الأجهزة وتأثيرها على الأسرى .
واعتبر "الاشقر" المرحلة الحالية من أخطر المراحل التي تمر بها الحركة الأسيرة، وان الأوضاع على حافة الانفجار نتيجة سياسات الاحتلال بحق الأسرى، مشيراً الى أقدام أسيرين في سجن النقب خلال أسبوع واحد على اشعال النار في أنفسهم، اضافة الى اشعال اسير اخر النار في اغراضه الخاصة بالكامل احتجاجاً على ادخاله بالقوة لقسم 5 الذى توجد بقربه اجهزة التشويش، يؤكد على خطورة الأوضاع وحجم الضغط الذى يتعرض له الأسرى.
ويخالف الاحتلال بوضع أجهزة التشويش قرب أقسام الأسرى، المادة (85) من اتفاقية جنيف الرابعة والتي نصت على "ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة والممكنة لضمان إيواء الأشخاص المحميين منذ بدء اعتقالهم في مبان أو أماكن تتوفر فيها كل الشروط الصحية وضمانات السلامة، ولا يجوز بأي حال وضع أماكن الاعتقال الدائم في مناطق غير صحية أو أن يكون مناخها ضاراً بالمعتقلين" .
ودعا "الأشقر" الكل الفلسطيني الى مسانده الاسرى في معركتهم ضد هذه الاجهزة الخطيرة، وعدم ترك الاسرى يوجهوا الاحتلال لوحدهم ، حيث يخوضون مواجهة مباشرة مع السجان ، وقاموا بحل الهيئات التنظيمية في سجون الجنوب ، وهم بصدد التصعيد من خطواتهم الاحتجاجية خلال الفترة القادمة ، بالدخول في اضرابات مفتوحة عن الطعام ان استمر تعنت الاحتلال في تركيب أجهزة التشويش.