اعتبر الكاتب الاسرائيلي جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف العبرية، إن "الصراع المتواصل بين فتح وحماس لن يقتصر عليهما فقط، وقد تتأثر منه "إسرائيل".
وأضاف خوجي: لأننا لم نشهد مستوى متدهورا في علاقات الحركتين منذ سنوات طويلة، ومع ذلك فلا أظن أن هذا الانقسام الفلسطيني ما زال جيدا لـ"إسرائيل"، رغم أن الإسرائيليين لا يتمنون كثيرا نجاح جهود المصالحة بينهما".
ونوه خوجي في مقاله بالصحيفة العبرية، إلى أن "الانقسام الفلسطيني خدم إسرائيل سنوات طويلة في الماضي، لكني لست واثقا أنه ما زال يخدمها حتى اليوم، الانقسام جيد لليهود طالما بقي تحت سيطرتهم، لكن التطورات الأخيرة في غزة باتت تولد مظاهر فقر شديد، وخشية من اندلاع مواجهات عسكرية".
وتابع أن "الجولة الجديدة من التوتر الفلسطيني الداخلي بدأت مع تهديدات أبو مازن ضد حماس، وهو يواصل منذ شهور سياسة تقليصات النفقات على القطاع؛ للضغط على حماس التي تسيطر على غزة".
وأوضح خوجي الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن "حماس قررت عدم السكوت، فخرجت ضده بحملة شعبية إعلامية تحت عنوان "ارحل"، وتجمع الآلاف من الفلسطينيين في الميدان الرئيسي بمدينة غزة، وتظاهروا ضد السلطة بتحريض من حماس، وتم تعليق صور أبو مازن في شوارع القطاع، وحملت شعارات تطالب برحيله".
وأكد أن "السلطة الفلسطينية تقدم لقطاع غزة منذ إنشائها ما قيمته 1.4 مليار دولار سنويا، وهو صنبور التمويل الأساسي للقطاع، ويشمل دفعات مالية لتشغيل محطة الكهرباء الذي يتم شراء سولارها من إسرائيل، ومياه محلاة من شركة مكوروت، ورواتب لموظفي السلطة الفلسطينية من أنصار فتح، ومستحقات مالية يتم إرسالها للأسرى والشهداء".
واردف خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية في مقاله، أنه "في العامين الأخيرين قررت فتح فرض سياسة المقاطعة على غزة للضغط على حماس، وقرر أبو مازن تقليص ربع الميزانية السنوية التي ترسل للقطاع، وهناك من يرى في إسرائيل أن الهدف النهائي لعباس يكمن الإطاحة بحماس التي تحارب إسرائيل، ولذلك لن يذرف أبو مازن دمعة واحدة على المشاكل الناجمة لحماس وإسرائيل".
واستطرد: أن "ذلك لا يبدو هدف عباس الحقيقي، لأن غرضه الأساسي أن يتم إخضاع حماس، وتوريطها اقتصاديا، ويجبرها على التذلل أمامه؛ كي يرسل مساعديه لاحقا للسيطرة على القطاع، وفور أن قررت إسرائيل تقليص قرابة نصف مليار شيكل من أموال المقاصة المرسلة للسلطة، قررت الأخيرة أن تعاقب حماس بالعقاب ذاته الذي نالته من إسرائيل، بتقليص المزيد من النفقات الموجهة إلى غزة".
وأكد أن "هذا التطور الأخير أنشأ في الشارع الفلسطيني حملة تشويه لعباس، فيما وصفت السلطة الفلسطينية حماس بمجموعة مليشيات، وخرجت مظاهرات شعبية بمدن الضفة الغربية داعمة للرئيس، بل إن مساعديه خرجوا بتصريحات غير مسبوقة تدعو لاتخاذ إجراءات صارمة تؤثر على وجود حماس من الناحية الإستراتيجية".
وحول المسيرات على الحدود، قال الكاتب الاسرائيلي في مقاله: إن "الآلاف الذين يتظاهرون في المسيرات الشعبية ليسوا كلهم من مؤيدي حماس، بل يخرجون احتجاجا على سوء الظروف المعيشية الصعبة، حيث تعرضت غزة لضغوط وعقوبات غير مسبوقة من عدة أطراف: إسرائيل، مصر، الدول العربية، وأخيرا جاءت السلطة الفلسطينية لتعلن عليها الحرب".