شارك رياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين، اليوم الجمعة، في اعمال الدورة الـ 46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي، والمنعقد في العاصمة الاماراتية ابو ظبي.
وأكد المالكي في كلمة فلسطين على ان هذه الدورة تأتي في الوقت الذي يخط فيه شعبنا الفلسطيني بشيبه وشبابه سطرا جديدا من اسطورة بقائه وثورته ورفضه للذل والهوان ومواصلة دفاعه عن المسجد الاقصى المبارك وعن كل زاوية من زوايا القدس المباركة امام قوة احتلال استعماري احلالي يتمتع بدعم غير مسبوق من ادارة اميركية اوهمت نفسها ان الشعوب يمكن ان تهزم وتهان، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني صامد وسوف يبقى صامدا.
وتناول المالكي الحملة التي اطلقتها الادارة الاميركية الحالية والتي سمحت لغلاة اليمين العنصري في اسرائيل وشجعتهم على اتخاذ خطوات استراتيجية متسارعة هادفة الى جعل الوضع القائم من احتلال واستعمار ونهب للموارد وتهجير قسري للسكان وضعا دائما.
وقال "ان الخطوات البطيئة والاداء المتراخي لن يجدي نفعا"، لافتا الى ان المرحلة تتطلب تغيرا جوهريا في اسلوب التعاطي مع الاحداث والمخاطر المحدقة. "بالحد الادنى، الدفاع عن القدس والذي يتطلب احترام القرارات والمواقف التي نجتمع عليها، خاصة بتحديد العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ودعم القرارات المتعلقة بالحقوق الوطنية الفلسطينية ورفض التعاقد مع الاشخاص والشركات التي تستثمر في الاحتلال ومنظومته الاستعمارية".
ولفت المالكي الى ان الادارة الأميركية التي تمارس الابتزاز المالي والسياسي والترهيب ضد القيادة الفلسطينية، وتتبنى نهجا ايديولوجيا عدائيا يرتكز على فكرة فرض الهزيمة والانكسار على الشعب الفلسطيني من خلال الترهيب والعداء والحصار المالي بالهجوم على ركائز الحقوق الفلسطينية بشكل ممنهج منذ إعلانها غير القانوني الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، مؤكدا انها ووجهت بموقف فلسطيني صلب ومبدئي استندت عليه الاسرة الدولية في رفضها لهذه الخطوة غير الشرعية، علاوة على محاولة الغاء حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض من خلال قطع المساعدات المالية المخصصة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا".
ونوه وزير الخارجية الى ان نهج العداء والترهيب والتهديد الأميركي للمؤسسات الدولية من خلال الانسحاب من منظمة "اليونيسكو" ومجلس حقوق الانسان، وتخفيض المساهمات المالية في منظمات اخرى، فضلا عن تهديد قضاة محكمة الجنايات الدولية والتهجم على محكمة العدل الدولية ومكانتها المرموقة.
واوضح ان الحكومة الاسرائيلية استغلت هذا الجو السياسي الرديء للانقضاض على الشعب الفلسطيني بالقتل والتدمير وهدم البيوت وأسر المناضلين واستعمار الارض ونهبها وكذلك بالتحريض على قيادته، مشيرا الى تبني اسرائيل مؤخرا قانونا عنصريا جديدا يقضي بمصادرة ما يعادل الرواتب الشهرية التي تتلقاها عائلات الاسرى والشهداء من ابناء شعبنا.
وأضاف: "ان الرد الوحيد والمناسب على هذه التحديات والمخاطر هو بتوفير دعم فعلي وسريع للشعب الفلسطيني والمتمثل في مواجهة الحصار المالي المفروض على شعبنا وتمكين اهلنا بالقدس من الثبات في ارضهم واستمرارهم في الدفاع عن القدس ومقدساتها نيابة عن الامة جمعاء. وان تشكيل جبهة دولية تحدث توازنا يقابل اجندة ادارة ترمب التدميرية ويصر على احترام القانون الدولي وبذلك ضمان الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني بالحرية والامن والاستقرار".
وحذر وزير الخارجية والمغتربين، من ان التراجع والتراخي في مواقف الدول الاسلامية الآن سيعطي إشارة تعزز من الرسالة التي تروج لها ادارة ترمب، رسالة مفادها ان القدس الشريف ما عادت تحتل المكانة التي تستحق في قلوب وعقول الامة التي وبحسب ادارة ترمب لم تعد القضية الفلسطينية قضية مركزية ومحورية سياسيا وعقائديا.