غالباً ما يتم المزج بين الإنفلونزا وحالات مرضية أخرى قد تتشابه بالأعراض. كما أنه غالباً ما تتم الاستهانة بأهمية الإنفلونزا وخطورتها فيما يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصاً بالنسبة إلى أشخاص معينين فتتفاقم الأمور إلى درجة تهدّد الحياة. في كثير من الأحيان تتشابه أعراض الإنفلونزا مع أعراض الرشح البسيط وكثر يمزجون بينهما، لكن مع تدهور الحالة لا بد من إعارة الأمر أهمية والتوجه إلى علاجات أكثر فاعليةً. في موسم الإنفلونزا، ومع ارتفاع خطر انتشارها والتقاط العدوى، أقامت شركة “سانوفي باستور” حلقة حوار للتوعية حول خطورة الإنفلونزا ومضاعفاتها وطرق الوقاية منها، مشيرةً إلى أهمية اللقاح، خصوصاً بالنسبة إلى أشخاص معينين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة ولتدهور حالتهم الصحية. رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض المُعدية د. زاهي حلو تحدّث عن الطرق الوقائية العملية التي يمكن اللجوء إليها لتجنّب خطر انتشار المرض والتقاط العدوى، مشدداً على أهمية اللقاح المتطور الذي بات متوافراً اليوم.
ما هي الإنفلونزا؟
الإنفلونزا مرض فيروسي شديد العدوى يسبب التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي. قد يتم المزج بينه وبين الرشح العادي فيما يمكن أن يتطور ويصبح حاداً، وقد يؤدي إلى ذات الرئة، وأحياناً يسبب الوفاة.
ما الأعراض التي يمكن ملاحظتها والتي قد تشير إلى الإصابة بالإنفلونزا وتختلف عن الزكام؟
مما لا شك فيه أن كثراً يمزجون بين نزلة البرد البسيطة والإنفلونزا. وصحيح أن أعراضهما قد تتشابه، لكن في الوقت نفسه ثمة أعراض خاصة بكل من الحالتين تسمح بتمييز الواحدة عن الأخرى. فأعراض نزلة البرد هي:
• سيلان الأنف أو احتقان فيه
• العطس
• التهاب في البلعوم
• السعال
• آلام في الرأس أو الجسم
• شعور بسيط بالتعب
أما أعراض الإنفلونزا فمنها ما هو متشابه مع تلك الخاصة بنزلة البرد، أو يكون أكثر حدةً وهي:
• سعال جاف
• ارتفاع معتدل أو كبير في الحرارة
• رجفات برد وارتعاش
• آلام حادة في العضلات والجسم
• آلام في الرأس
• احتقان في الأنف أو سيلان فيه
• تعب حاد قد يستمر لأسبوعين
• غثيان وتقيؤ، خصوصاً لدى الأطفال
• التهاب في البلعوم
وفيما قد تتحسن حالة نزلة البرد خلال أيام وتزول تدريجاً وتكون أقل حدةً من الإنفلونزا، تظهر أعراض الإنفلونزا فجأة وتكون حادة وقد تستمر لأسبوعين.
هل من أشخاص هم أكثرعرضةً لمضاعفات الإنفلونزا؟
ثمة أشخاص هم أكثر عرضةً للإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها الخطيرة، وهم أولئك المصابون بأمراض مزمنة كالسكري والربو والانسداد الرئوي المزمن والحوامل، واللواتي يرغبن الإنجاب في موسم الإنفلونزا والأطفال بين سنّ 6 أشهر و18 سنة، والأشخاص المتقدّمون في السنّ والذين يعانون نقصاً في المناعة. هذا إضافة إلى المصابين بأمراض الكلى والقلب والجهاز الهضمي والكبد والاضطرابات الرئوية والدموية المزمنة والاضطرابات العصبية.
هل يُنصح باللقاح لكل الأشخاص؟
يُنصح باللقاح بشكل خاص وأساسي للأشخاص الذين هم أكثر عرضةً للمرض ولمضاعفاته الخطيرة. كما يُنصح به للأشخاص المحيطين بأولئك الأكثر عرضةً للخطر. هؤلاء الأشخاص تشدّد التوصيات على أهمية حصولهم سنوياً على اللقاح وبانتظام.
هل يُعطى اللقاح في فترة معينة؟
يُعطى اللقاح قبل شهر كانون الأول/ديسمبر، لأنها الفترة التي يبلغ فيها انتشار الإنفلونزا ذروته.
لماذا يختلف اللقاح بين عام وآخر؟
يختلف اللقاح لأن فيروسات الإنفلونزا تختلف بشكل كبير. فاستناداً إلى تحوّل الطفرات الوراثية من عام إلى آخر، تتميز لقاحات الإنفلونزا بتركيبة تضمن تغطية السلالات الأربع لفيروس الإنفلونزا.
هل صحيح أن اللقاح قد تكون له آثار جانبية؟
أظهرت آخر نتائج الدراسات أن اللقاحات آمنة، خصوصاً تلك الحديثة والتي تسمح بحماية أوسع تخفّف من أعباء الإصابة بالمرض.
بمَ يتميز اللقاح الحديث المتوافر؟
يتميز اللقاح الحديث بمفعوله الرباعي، أي أنه يغطي شريحة أوسع من الفيروسات فيؤمّن حماية كبرى. كما أنه خالٍ من الزئبق والبيض فيناسب تماماً الأشخاص الذين يعانون حساسية ضد البيض. كذلك الفيروس الذي فيه هو ميت، وبالتالي ينتفي خطر الإصابة بالمرض عند اللجوء إليه فيما هو يؤمّن حماية أكيدة من المرض.
هل يمنع اللقاح الإصابة بالإنفلونزا بشكل تام؟
يساعد اللقاح على الحد من أعباء المرض ومن الدخول المتكرر إلى المستشفى ويخفّف من حدّته في حال الإصابة به. ولا بد من الإشارة إلى أن الإنفلونزا قد تهدّد الحياة في حالات معينة، وبالتالي يساعد اللقاح على حماية المريض من هذه المضاعفات الخطيرة.
ما الخطوات التي يمكن اتباعها للحد من خطر التقاط العدوى ونقلها خصوصاً في موسم الإنفلونزا؟
ثمة إجراءات وقائية عدة لا بد من التشديد عليها لاعتبارها تساعد على الحد من انتشار الفيروس، ومنها:
غسل اليدين بانتظام
تجنّب الخروج والذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة في فترة المرض
تغطية الفم عند السعال والعطس بالمحرمة الورقية ورميها مباشرةً بعدها لتجنّب انتشار الفيروس في كل مكان توضع فيه
أن ينعزل كل من يشعر بعلامات اقتراب المرض كارتفاع الحرارة أو غيرها
هذا من دون أن ننسى أهمية اللقاح.