ذكرت صحيفة «القدس العربي» أن مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، المشرفين على ملف المصالحة الفلسطينية، قدموا نقاطا جديدة لتطبيق اتفاق المصالحة، من أجل تجاوز الخلافات.
وشرع يوم أمس وفد قيادي من فتح بعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين، عقب مغادرة وفد من حماس، قدم لذات الغرض، على أن يبلغ الطرفان خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد إجرائهم نقاشا داخليا، مواقفهم من تلك المقترحات، التي تأمل القاهرة أن تكون إيجابية، من أجل البدء بعقد «لقاءات ثنائية».
وشملت لقاءات المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية مع وفد حماس، التي عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين، البحث في كيفية تجاوز نقاط الخلاف، بعد استكشاف آراء الفريقين (فتح وحماس) خلال زيارات سابقة للوفد لغزة ورام الله، وتمكن المسؤولون المصريون من التوصل إلى «مقاربات».
ويتردد أن أولى تلك المقاربات شملت موافقة حماس على مطلب «تمكين» الحكومة من أداء عملها الكامل في غزة كما الضفة الغربية.
وقال مصدر مطلع إن وفد حركة فتح القيادي الذي وصل أمس إلى القاهرة برئاسة عزام الأحمد، وعضوية حسين الشيح، واللواء ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية، سيطلع، على آخر نتائج المباحثات التي عقدوها مع حماس، بخصوص خطة الحل الجديدة، والملفات التي سيجري تقديمها خلال عملية تطبيق المصالحة، وكذلك الملفات التي سيتم تأجيل تطبيقها، وفق الخطة، من أجل تجاوز العقبات التي اعترضت تطبيق الاتفاق خلال الفترة الماضية.
بانتظار التفاصيل الجديدة
وأشار المصدر إلى أن هناك ترتيبات تجري حاليا لعقد «لقاء ثنائي» بين وفدي فتح وحماس، برعاية مصرية، وأن هذا الأمر سيتم في القريب، في حال جرت الأمور حسب المخطط الحالي، بعد أن يرد الطرفان بشكل نهائي على الخطة الجديدة التي قدمت، حيث سيعود وفد فتح من جديد إلى رام الله لإطلاع قيادة الحركة على التفاصيل الجديدة، فيما عاد وفد حماس لإبلاغ قيادة الحركة بما دار.
يشار إلى أن حركة فتح لا تمانع عودة هذه اللقاءات التي توقفت منذ مارس/ آذار الماضي، عقب حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني ومدير المخابرات لحظة دخولهما قطاع غزة. وقال عاطف أبو سيف الناطق باسم الحركة، إنه في حال تمكنت مصر من إحداث اختراق في مواقف حماس، باتجاه تطبيق المصالحة الموقع في 12 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، فإنه لن تكون هناك أي مشكلة لدى حركة فتح في عودة اللقاءات الثنائية.
وأكد أبو سيف مع بداية زيارة وفد فتح للقاهرة، أن وفد حركته سيبحث ملف المصالحة وكل ما يتعلق به، مؤكدا أن الكرة الآن أصبحت في ملعب حركة حماس، وقال «من المبكر الحديث عن أية نتائج لحوارات المخابرات المصرية مع وفد حركة حماس، قبل الاستماع من المصريين لنتائج هذه الحوارات»، معبرا عن أمله في أن تنجح مصر في «إقناع حماس بإنهاء الانقسام جملة وتفصيلاً»، ورفض أبو سيف «تهجم» حماس على رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله.
وكان القيادي في حماس سامي أبو زهري قد دعا الحمد الله إلى الاستقالة، وكتب على صفحته على موقع «تويتر»، يقول «الرسالة التي ينتظرها شعبنا من رامي الحمد الله إعلان استقالته، وإنهاء هذه الحقبة السوداء، التي كان أبرز عناوينها، وخطاياها البشعة ضد غزة لن ينساها أو يتجاوزها شعبنا الفلسطيني».
يشار إلى أن وفد فتح الذي وصل القاهرة أمس، سبق وأن قدم مقترحا للمسؤولين المصريين، حول تطبيق اتفاق المصالحة الموقع في 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، الذي يشمل مواعيد محددة لتنفيذ الاتفاقيات، يقوم أساسها على تمكين الحكومة.