قال فريق من الباحثين بمعهد ماكس بلانك للعلوم إن البشر قبل التاريخ كانوا يعتمدون في غذائهم على الحبوب والخضروات والحليب ومنتجات الألبان واللحوم المختلفة.
ورد ذلك في دراسة نشرتها مجلة الطبيعة والمواصلات ولخصتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية، مشيرة إلى أن فريقا من علماء الآثار كان يعمل بمعهد ماكس بلانك بجامعة برلين الحرة كان يعمل في موقع كاتالهيوك في تركيا تعرف على بعض الأطعمة التي كان يتغذى عليها الإنسان في مرحلة ما قبل التاريخ.
وقالت الدراسة إن الكشف عن مأكولات ما قبل التاريخ جاء عن طريق تحليل بقايا الطعام في الأوعية الخزفية التي وجدت في الموقع الأثري، وإن شظايا تلك الأطباق يعود تاريخها إلى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد.
كانوا يزخرفون منازلهم
يشار إلى أن موقع كاتالهيوك موجود طوال مدة يتراوح تاريخها بين 6000 و7100 عام قبل الميلاد في تركيا وتبلغ مساحته 13 هكتارا، وكان يعمره آلاف الأشخاص، وهو عبارة عن قرية مكونة من منازل متلاصقة دون شوارع، وجدران بعض منازلها مطلية ومزينة بزخارف تجميلية.
ويعتبر الباحث مارتين رجير من مركز دراسات حقبة ما قبل التاريخ والعصور القديمة والعصور الوسطى في صوفيا إنتيبوليس، أن هذه الدراسة شملت أمرين مهمين جديدين، الأول هو تحليل البروتينات بالإضافة إلى الدهون الموجودة في الأطباق، والثاني هو أن هذه البروتينات محفوظة بشكل جيد في رواسب الكربونات والجرار.
وتقع المدة التي تعود إليها العينات العشر التي تم تحليلها بين عامي 5900 و5800 قبل الميلاد، وقد تم اختيار العينات بعناية من قبل الفريق، وأجريت عليها طرق عدة للتحليل كالتحليل الطيفي وغيره.
وكشفت الدراسة أن الإنسان في تلك المدة كان يتغذى على الشعير والقمح والبازلاء والفاصوليا واللحوم، خاصة لحوم الماعز والغزلان وحتى الخيول.
وتحتوي بعض الأطباق على خليط من المكونات كالحليب والحبوب واللحوم، مما يعني أن الإنسان القديم كان يتناول الحساء والعصيد، أما الحليب فقد استطاع إنسان ذلك التاريخ أن يستفيد من مشتقاته، وربما استطاع أن يصنع الجبن.
ورغم هذه الدراسة، فلا تزال هناك أسئلة دون إجابات من ضمنها ما إذا كان إنسان ما قبل التاريخ قد استهلك نباتات أخرى، وما طرق الطبخ المستخدمة آنذاك.
