الوفد الأمني المصري يتحرك بين غزة ورام الله وتل أبيب لتثبيت «التهدئة»

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 09:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الوفد الأمني المصري يتحرك بين غزة ورام الله وتل أبيب لتثبيت «التهدئة»



غزة / سما /

أكدت مصادر  أن اللقاء الأخير بين الوفد الأمني المصري، وقيادة حركة حماس، شهد «نقاشا معمقا»، وتقدما في بعض القضايا التي طرحت للنقاش في ملفي «المصالحة والتهدئة»، وذلك ضمن مساعي الوفد المصري الرامية لتقريب وجهات النظر في هذه الملفات التي يقوم برعايتها، قبل الزيارة المرتقبة لرئيس جهاز المخابرات اللواء عباس كامل، والتي لم يُحدد لها موعد نهائي.


وبحسب "القدس العربي" اللندنية تناول اللقاء البحث بشكل معمق في ملف المصالحة، إلى جانب الجهود التي تبذلها مصر كوسيط رئيس في إحلال التهدئة، حيث جرى بحث خطوات لتقريب وجهات النظر وبناء الثقة بين فتح وحماس، تؤسس بشكل سريع لإعادة العمل بتطبيق اتفاق المصالحة الموقع يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وفي مقدمته تمكين الحكومة من إدارة قطاع غزة بشكل كامل.
وقالت المصادر إن لقاء حماس والمخابرات المصرية كان «إيجابيا ومثمرا» وإن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد تطورات في ملف المصالحة وأخرى على صعيد ملف التهدئة.

أرضية للتوافق

ويريد الوفد المصري خلال الأيام المقبلة، إنجاز العديد من الملفات وإيجاد أرضية توافق على معظم القضايا، قبل الزيارة المرتقبة لرئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.
وقد شارك في اللقاء الذي استمر حتى مساء أول أمس الإثنين، رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، بعد أن غاب عن اللقاءين الماضيين، اللذين عقدهما الوفد المصري في غزة الأسبوع الماضي، حيث ترأس وفد حماس الذي التقى الوفد المصري إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي.
وقال عبد اللطيف القانوع الناطق باسم حركة حماس لـ «القدس العربي» إن اللقاءات التي عقدت مؤخرا بين قيادة الحركة والوفد الأمني المصري كانت «إيجابية»، لافتا إلى أنها بحثت الجهود المصرية الرامية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار (التهدئة)، وإتمام عملية المصالحة.
وأكد كذلك أن زيارة وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل للقطاع لا تزال قائمة، لكنه لم يشر إلى الموعد المحدد لهذه الزيارة، لافتا إلى وجود «انسجام» في المواقف بين الفصائل الفلسطينية في غزة، وبين مصر، حول القضايا المطروحة للنقاش.
وفي السياق كشفت مصادر خاصة لوكالة «فلسطين الآن» المقربة من حماس، أن مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل لن يزور قطاع غزة هذا الأسبوع، بعد أن سرت أنباء عن أن الزيارة ستكون نهاية الأسبوع الجاري.
وأوضحت المصادر أن الوفد الأمني المصري الذي زار غزة الإثنين، لم يعطِ موعدا محددا لزيارة كامل للقطاع، متوقعا أن يكون السبب وراء عدم تحديد الموعد ارتباطه باجتماع القمّة الذي سيعقد بين الرئيسين المصري والسوداني.
وكان اللواء كامل أجل زيارته التي كانت مقررة الخميس الماضي، حيث أحيل السبب وقتها لمرافقته الرئيس المصري في زيارة روسيا، غير أن هناك من ربطها بحالة التوتر العسكري التي سادت قطاع غزة.
وكان المسؤول في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، قال إن زيارة اللواء كامل تقررت يوم الجمعة المقبل، لافتا إلى أن المسؤول المصري الرفيع سيعقد اجتماعات مع قيادة الفصائل الفلسطينية خلال زيارته للقطاع.
وتشير المعلومات إلى أن الوفد الأمني المصري سيبقى يتنقل خلال الأيام المقبلة ما بين غزة ورام الله وتل أبيب، في مسعى منه لإعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، ومنع الأمور من الاتجاه صوب التصعيد مجددا.
وحسب ما يتوفر من معلومات فإن اللقاء الأخير يوم الإثنين شمل قيام الوفد المصري بتقديم حلول لنقاط الخلاف القائمة بين الطرفين «فتح وحماس» حول المصالحة، بعد عقده نهاية الأسبوع الماضي لقاءات في غزة ورام الله، من أجل تقريب وجهات النظر، بخصوص حل ملف «تمكين الحكومة» من أداء مهامها في غزة كاملة، وحل مشكلة موظفي غزة.
وستشمل المرحلة الأولى في حال عودة الطرفين لتطبيق بنود الاتفاق، اتخاذ خطوات إيجابية تساهم في بناء الثقة بينهما بإشراف مصري كامل، تبدأ بعودة عمل وزراء الحكومة في غزة، وتحويل أموال ضرائب غزة لخزينة الحكومة، وحل مشكلة الموظفين.
هذا ويضع المتابعون للملف آمالا كبيرة على زيارة اللواء كامل لكل من غزة ورام الله وتل أبيب، ويتوقعون قدرته على الإعلان خلالها عن التوصل إلى اتفاق واضح بين فتح وحماس لعودة تطبيق بنود المصالحة، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق يتردد كذلك أن الوفد المصري أبلع قيادة حماس أن الوزير كامل يتحرك حاليا لمنع أي إجراءات جديدة قد تتخذها القيادة الفلسطينية حيال حركة حماس وقطاع غزة، كما أعلن سابقا، ومن ضمن تلك الإجراءات وقف التمويل المالي المقدم لغزة، وكذلك حل المجلس التشريعي خلال اجتماعات المجلس المركزي المقررة يومي الأحد والإثنين المقبلين.
وقد غادر الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مدير الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية، قطاع غزة بعد لقاء استمر خمس ساعات مع قيادة حماس، وترددت أنباء قوية أنه انتقل بعدها إلى رام الله للقاء قيادة حركة فتح، لكن الأخيرة لم تعلن عن عقد أي اجتماع بالمسؤولين المصريين.

الملفات ذاتها

والخميس الماضي زار وفد أمني مصري بقيادة اللواء أيمن بديع وكيل رئيس الجهاز، قطاع غزة والتقى قيادة حماس، وبحث معها التهدئة والمصالحة، قبل أن ينتقل إلى الضفة ويعقد لقاء مع قيادة فتح، وبحث الملفات ذاتها، ومن ثم إلى تل أبيب حيث بحث هناك ملف التهدئة في غزة، خاصة بعد أن هدد مسؤولون إسرائيليون بتوجيه ضربة عسكرية قوية إلى حركة حماس في غزة، وفي مقدمتهم وزير الجيش أفيغدور ليبرمان.
وقد رد الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على تلك التهديدات بالقول «إن معظم تصريحات قادة العدو هذه الأيام لا يمكن أخذها على محمل الجد لأنها موجهة للناخبين الصهاينة أمام الانتخابات المقبلة، وإن كان عدونا الغدر شيمته، والإجرام ديدنه، وعدم الاطمئنان له واجب».
وأضاف «قبل كل ذلك وحدتنا الفلسطينية ضرورة ونحن بحاجة لتقليل مستوى الخصومة، وتغليب المصلحة الوطنية».