أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يهدد الخطط الطموحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، بما فيها خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأشارت الوكالة في تقرير نشرته الاثنين، إلى أن قضية خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده باسطنبول في الثاني من الشهر الجاري قد تضع حدا لـ"صفقة القرن" التي من المفترض أن يلعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الدور الرئيسي فيها عبر تقديمه الغطاء الدبلوماسي لطرفي النزاع.
وذكرت الوكالة أن ترامب قد يراجع استراتيجيته الإقليمية في ظل التساؤلات الكثيرة، فيما إذا كان الأمير السعودي متورطا في مقتل الصحفي.
وأكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل في عهد الرئيس باراك أوباما، دان شابيرو، للوكالة أن قضية خاشقجي عقّدت بشكل ملحوظ خطط ترامب المتعلقة بطرح صفقة القرن "إن كانت موجودة في الواقع".
وذكر السفير السابق أنه حتى لو قرر ترامب استمرار العمل مع السعودية ضمن صفقة القرن، فإن الأمير محمد ليس في الموقع الذي يتيح له "كسر المحرمات"، وإقناع الفلسطينيين على تقديم تنازلات يعارضها العالم العربي كله.
وأشار شابيرو إلى وجود لاعبين آخرين على الصعيد الدولي، بمن فيهم الكونغرس الأمريكي والدول الأوروبية، سيشعرون بقلق إزاء الدور الرئيسي لولي العهد السعودي في الخطة ومن غير المرجح أن يجلسوا في المستقبل القريب حول طاولة واحدة معه، موضحا أنه ينبغي أن يكون الشريك السعودي لترامب في "صفقة القرن" قابلا للتنبؤ به وموثوقا فيه.
ولاحظت الوكالة أن ترامب الذي تراجع عن "حل الدولتين"، بدأ يعوّل على أموال السعوديين وسمعتهم الإقليمية في الموضوع، وخاصة أن كبير مستشاريه وصهره جاريد كوشنر أقام علاقات شخصية ودية مع ولي العهد السعودي ووصل المملكة في العام الجاري بزيارة سرية لبحث تفاصيل الموضوع.
وأشار التقرير إلى أن إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان سيسمح لترامب ببدء العمل على إنشاء تحالف سعودي إسرائيلي ضد إيران، لكن خطة السلام هذه شهدت مشاكل حتى قبل مقتل خاشقجي، لا سيما في ظل رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أي وساطة أمريكية بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب، والانتقادات التي تعرضت لها السلطات السعودية على خلفية مقاطعة قطر والحرب اليمنية والخلاف الدبلوماسي مع كندا من جانب آخر.
هذا وأكد مسؤول أمريكي مطّلع على سير العمل على إعداد "صفقة القرن"، أن الفريق المختص بها لا يزال متمسكا بخطته السابقة، ولا يتوقع أن يكون لدى قضية خاشقجي أي تأثير عليها، مضيفا في الوقت نفسه أن الفريق لم يبحث الموضوع منذ إقرار السعودية بمقتل الصحفي ويعتزم مناقشته في الأيام القليلة المقبلة.
وتابع المسؤول قائلا إن موعد إعلان "صفقة القرن" لم يحدد بعد.