في الليلة الظلماء يُفتقد البدر.. جملة يُرددها مجموعة من مدربي كرة القدم في الوقت الحالي حينما يغيب أهم لاعبيهم عن المباريات الطاحنة، وهو الأمر الذي قد ينطبق على جماهير نادي برشلونة والمدرب إرنستو فالفيردي في المباريات المقبلة، بسبب غياب ليونيل ميسي عن موقعة إنتر ميلان، يوم الأربعاء المقبل، في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
بالتأكيد لا مجال للحديث عن مدى تأثير ليونيل ميسي على برشلونة من عدمه، فالأمر ليس محل للنقاش، لأن البرغوث الأرجنتيني هو رقم 1 في كل شيء داخل جدران النادي الكتلوني، لا سيما عندما نتحدث عن هذا الموسم الذي يشهد تألقاً لافتاً من أفضل لاعب في العالم خمس مرات.. لذلك فإنه لا يخفى على أحد أن غيابه عن المباريات الست القادمة سيُلحق أضراراً كثيرة بالمنظومة الكتالونية، وسيكون إرنستو فالفيردي مطالباً بإيجاد خيارات أخرى لملء الفراغ التي سيخلفه غياب البولجا.
في الحقيقة، الحلول المتاحة أمام فالفيردي لتعويض ميسي كثيرة، (تعويضه في التشكيلة وليس تعويضه فنياً!!) وسنحاول التطرق لأفضلها.. ودعونا نبدأ من البداية ونفترض أن برشلونة سيواصل بخطته المحببة مؤخراً 2/4/4 والتي عادة ما يعتمد عليها فالفيردي إذا أراد تجنب انكشاف خط الوسط أمام الهجمات المرتدة التي يشنها الخصوم.. لذلك فإن تعويض ميسي لن يشكل عقبة كبيرة أمام فالفيردي في تلك الحالة، فهناك ديمبيلي الذي بإمكانه اللعب كمهاجم ثانٍ رفقة لويس سواريز مع الاعتماد على إيفان راكيتيتش أو سيرجي روبيرتو في الرواق الأيمن.
بنفس الشكل، يُمكن للمدرب الباسكي السابق أن يعتمد على عثمان ديمبلي كجناح أيسر ويحول فيليب كوتينيو للعمق كصانع ألعاب رقم 10 حيث خاض اللاعب البرازيلي مجموعة من المباريات في ذلك المركز منذ بدايته في عالم الاحتراف وقدم مستويات مميزة جداً، سيما حين كان يلعب رفقة ليفربول.
من بين الخيارات المتاحة أيضاً أمام فالفيردي، نجد اللجوء للرسم التكتيكي 3/3/4 بتواجد فيليب كوتينيو على الرواق الأيسر، وعثمان ديمبيلي في الجهة اليمنى، مع الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الوسط، وهم سيرجيو بوسكيتس، آرثر ميلو وإيفان راكيتيتش.. وتختلف هذه الخطة عن رسم 2/4/4 في كونها ستمنح برشلونة سيطرة أكبر على الكرة، لأن المثلثات داخل رقعة الميدان ستكون أكبر وأوضح.
حل آخر؟ طبعاً! العودة إلى خطة 2/1/3/4 مع منح حرية أكبر للأظهرة في الشق الهجومي والاعتماد على لويس سواريز ومنير الحدادي في الخط الأمامي، مع مشاركة فيليب كوتينيو في المركز رقم 10 وخلفه الثلاثي سيرجيو بوسكيتس، آرثر ميلو وإيفان راكيتيتش.. صحيح أن فالفيردي لم يلعب بهذا الرسم الخططي منذ الموسم المنصرم (لقاء الكلاسيكو 3/0 حين لعب باولينيو خلف ميسي وسواريز)، لكن الأمر يبقى حلاً معقولاً من أجل تقوية خط الوسط وتنويع مصادر الخطورة.
أما إذا أراد فالفيردي إضفاء الجانب البدني على خططه، فإنه سيعتمد حينها على خطة 1/5/4 بتواجد أرتورو فيدال في خط الوسط بدلاً من عثمان ديمبيلي، مع تمركز اللاعب التشيلي في عمق خط الوسط وتطرف إيفان راكيتيتش للجهة اليمنى، لكن هذا الأمر قد يدفع برشلونة للتخلي عن الاستحواذ قليلاً، لأن نجم بايرن ميونخ السابق سيئ في الحيازة والتدرج بالكرة للأمام، شأنه شأن راكيتيتش.
