ابرزت صخيفة يديعوت احرونوت العبرية في تقرير لها ليوم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعارض حربا جديدة ضد القطاع، خاصة وأنه لا يرى إمكانية تحقيق شيئ من خلالها. ووفقا لتقرير نشره المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، رون بن يشاي، اليوم الثلاثاء، فإن قادة جهاز الأمن الإسرائيلي والكابينيت "توصلوا إلى الاستنتاج بأن المواجهات مع حماس عند السياج، بشكلها الحالي، هو الخيار المفضل أكثر من كافة أشكال العمل العسكري الأخرى التي بإمكان دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي تنفيذها في السياق الغزي".
وأضاف بن يشاي أن الجيش الإسرائيلي والشاباك ومجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أوصوا بهذا الموقف أمام الكابينيت، وعاد الكابينيت وصادق عليه في اجتماعه الأخير، أول من أمس الأحد.
وعزا بن يشاي التهديدات بشن حرب ضد غزة، كالتي أطلقها نتنياهو وبينيت وليبرمان، أنها نابعة من أجواء الانتخابات في إسرائيل. "حكومة إسرائيل الحالية، وبالأساس لاعتبارات الانتخابات التي تبدو قريبة، لا تجرؤ على أن تقول للجمهور في إسرائيل بشكل صريح إن هذا هو الموقف. وفي كل مرة تبالغ فيها حماس بالاستفزازات، يظهر نتنياهو، وليبرمان أيضا، بوجه غاضب ويقولون إن صبرهم نفذ، أو على وشك أن ينفذ، ولكنهم يستدركون بأنهم يمنحون ’فرصة أخيرة’ لحماس".
وأشار بن يشاي إلى أنه حتى بينيت، "الذي يقصد فعلا ما يقول عندما يطالب بضرب الغزيين من الجو"، إلا أنه "خلال المداولات في الكابينيت، وبعد أن يستمع إلى قادة جهاز الأمن، يصبح أقل حماسة للحرب".
عموما، يشدد بن يشاي، هو ومحللون عسكريون آخرون، على أن لا مصلحة لإسرائيل بشن حرب جديدة ضد قطاع غزة في الوقت الحالي، لكنه حذر، في تقريره اليوم، من أن "للخطاب المتحمس للحرب، في فترة ما قبل الانتخابات السائدة في الحلبة السياسية الإسرائيلية اليوم، يوجد حراك قد يقود إلى تصعيد لا حاجة له وسيكلفنا ثمنا دمويا باهظا أكثر بكثير من الثمن الذي ندفعه الآن مقابل المواجهات عند السياج".
والحسابات التي يجريها الجيش الإسرائيلي، وفقا لبن يشاي، بسيطة وواضحة: مقابل أكثر من 200 شهيد فلسطيني سقطوا منذ بدء مسيرات العودة عند السياج، قُتل جندي إسرائيلي واحد وأصيب آخر، "وهذا أفضل من وضع تسقط فيه جراء اجتياح عسكري بري للقطاع عشرات المصابين من جانبنا ويجري فيه (سكان) كل جنوب ووسط إسرائيل إلى الملاجئ كل بضع ساعات وطوال أسابيع". إضافة إلى ذلك، ينشر الجيش الإسرائيلي عند السياج فرق قناصة صغيرة وعدة كتائب وعدد قليل من الدبابات والطائرات المسيرة، "بتكلفة مالية عادية". وفي المقابل، فإنه في أية خطوة عسكرية "سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تجنيد قوات احتياط، فتح مخازن الطوارئ، واستغلال كبير لمخزون الذخيرة وقطع الغيار وما إلى ذلك. وكل هذا من شأنه أن يكلف مليارات الشواقل".
ويعتبر الجيش الإسرائيلي أنه بعد الانتهاء من بناء جدار تحت سطح الأرض حول القطاع، في العام المقبل، فإنه سيزيل تهديد الأنفاق الهجومية. ومن شأن عملية عسكرية واسعة أن تشوش استمرار بنائه.
ولفت بن يشاي إلى أن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع يمكن أن تثير حالة غليان، تصحبها موجة عنف، في الضفة الغربية، "وبالأساس يجب الأخذ بالحسبان إمكانية أن يحاول الإيرانيون وحزب الله في جبهة سورية ولبنان، استغلال حقيقة أن الجيش الإسرائيلي منشغل في القطاع، كي يعززوا قوتهم أو حتى أن ينفذوا هجوما".
ومن أجل إقناع قرائه بعدم جدوى شن حرب على غزة، حذر بن يشاي من أن إسرائيل ستواجه معارك قضائية وإعلامية ودبلوماسية "غير سهلة إذا شنت عملية عسكرية واسعة في غزة"، وذلك من دون تحقيق أي هدف، وأنه ما زال بالإمكان تحقيق الهدوء في "غلاف غزة" بوساطة مصر ومبعوث الأمم المتحدة.