اتهم مسؤولون أتراك السلطات السعودية بقتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول على يد فرقة خاصة أرسلت من الرياض وسط دعوات لإجراء تحقيق دولي في اختفاء هز المنطقة. وقالت صحيفة “غارديان” الأحد أن مسؤولين أتراك حصلوا على أشرطة فيديو تُظهر عملية نقل صناديق من المبنى إلى سيارة سوداء في الساعات التي تلت اختفاء خاشقجي.
فبعد الاتهامات التركية يوم السبت أن الصحافي قُتل في جريمة أعدتها الدولة، وأن جثته أزيلت فيما بعد، قال المسؤولون الأتراك يوم الأحد إنهم وصلوا لهذا الاستنتاج بناء على تحقيق أجرته الشرطة وضباط مخابرات، تفحصوا لقطات كاميرا أمنية وتحدثوا مع مخبرين داخل القنصلية.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملاحظة حذرة يوم الأحد، قائلا إنه “حزين” على اختفاء خاشقجي وينتظر نتائج التحقيق. وتبدو لهجة أردوغان مصممة على تأخير أزمة دبلوماسية ستحصل عندما يوجه مباشرة هذه الاتهامات.
وكان ياسين أكتاي ، أحد مستشاري أردوغان قال لشبكة سي إن إن التركية: “هناك معلومات ملموسة. لن تبقى قضية غير محلولة. إذا اعتبروا تركيا كما كانت في التسعينيات، فهم مخطئون. “
مسؤولون من الجهاز الأمني التركي واصلوا تغذية المعلومات التي ترجح أن جريمة قتل حدثت بحق المعارض، الكاتب والمعلق الذي انتقد بشدة ولي العهد الجديد، محمد بن سلمان، وجوانب من برنامج إصلاحه.
المحققون لم يقدموا أي معلومات حول مكان وجود رفات خاشقجي، ولا تزال بعض وحدات الشرطة تعتقد أنه لا يوجد دليل كاف على مقتل خاشقجي، لكن جميعهم يقولون إنه كان على الأقل مختطفا، ومن المرجح أن يكون لهذا تداعيات واسعة في تركيا وخارجها.
وسط الاتهامات الموجهة إلى الرياض هي وصول 15 مسؤولاً أمنيا سعودياً إلى اسطنبول، والذين تحملهم تركيا مسؤولية اختطاف وقتل خاشقجي. وقد اعترفت السلطات في الرياض بإرسال “وفد أمني” إلى تركيا، لكنها قالت إنها لا صلة لها باختفاء خاشقجي، الذي شوهد آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في ضواحي اسطنبول بعد ظهر الثلاثاء.
نفى المسؤولون السعوديون بشدة لعب دور في اختفاء خاشقجي. وأصدرت القنصلية بيانا “استنكر بشدة هذه الادعاءات التي لا أساس لها”.
المحققون الأتراك قاموا بفحص أشرطة فيديو من تصوير الكاميرا الأمنية لخمسة أيام وتضمنت مداخل ومخارج القنصلية ولفت انتباههم قيام رجال بنقل صناديق من المبنى إلى سيارة سوداء في الساعات التي تلت اختفاء خاشقجي.
ويقول أصدقاء الكاتب السعودي، الذي كتب مؤخرا بشكل مكثف لصحيفة واشنطن بوست، إنه سعى للحصول على ضمانات السلامة من المسؤولين السعوديين، ودخل على مضض المبنى لتوقيع الأوراق اللازمة للزواج من خطيبته التركية، هاتيس جنجيز والمعروفة باسم خديجة الذي كان مقررا في اليوم التالي لاختفائه.