عقّب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وللمرة الأولى على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لولا الولايات المتحدة لما كانت السعودية ستصمد أسبوعين، وقال إن السعودية تسبق الولايات المتحدة، لذلك فلا يخشى على بلاده.
واكد ولي العهد السعودي في حواره مع مجلة - بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية أن السعودية تسعى الى تصنيع أسلحتها بذاتها وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة بشكل كامل، مشددًا أن السعودية اشترت الأسلحة من أمريكا ولم تقدم لها بالمجان.
فأكد بن سلمان "السعودية كانت موجودة قبل الولايات المتحدة الأمريكية إنها موجودة منذ عام 1744، أعتقد قبل أكثر من 30 عامًا من وجود الولايات المتحدة الأمريكية. في تقديري، وأعتذر إذا أساء أحد فهم ذلك أن الرئيس أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام قد عمل ضد أغلب أجندتنا ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا".
وأضاف بن سلمان "نعتقد بأن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأمريكية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية فمنذ أن بدأت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؛ قمنا بشراء كل شيء بالمال. فقبل عامين، كانت لدينا إستراتيجية لتحويل معظم تسلحنا إلى دول أخرى، ولكن عندما أصبح ترامب رئيسًا قمنا بتغيير إستراتيجيتنا للتسلح مرة أخرى للـ 10 أعوام القادمة لنجعل أكثر من 60% منها مع الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا السبب خلقنا فرصًا من مبلغ الـ 400 مليار دولار، وفرصًا للتسلح والاستثمار، وفرصًا تجارية أخرى" واعتبر ذلك انجاز لترامب كونه يخلق فرص عمل في السعودية وأمريكا، مشيرًا الى أن الاتفاق يشمل تصنيع جزء من الأسلحة في السعودية.. ولذلك فإن هذا يُعد إنجازًا جيدًا للرئيس ترامب وللسعودية.
وأكد بن سلمان أنه يتقبل أقوال الرئيس الأمريكي كونه صديقًا للسعودية وذلك ردًا على سؤال حول امكانية نشوب خلاف بين البلدين الحليفين في ظل هذه التصريحات المهينة، فقال "حسنًا أنتم تعلمون أنه يجب عليك تقبل مسألة أن أي صديق سيقول أمورًا جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظي بأصدقاء يقولون أمورًا جيدة عنك بنسبة 100% حتى داخل عائلتك. سيكون هناك سوء الفهم لذا نحن نضع ذلك ضمن هذا الإطار".
وعندما ووجه بمسألة العلاقات مع ألمانيا وكندا، والخلافات بين الرياض وكل من برلين وأوتاوا، علل بن سلمان ذلك بأن هذين البلدين حاولا التدخل في الشأن الداخلي السعودي، في حين أن الولايات المتحدة لمم تتدخل البتة. وقال لبلومبيرغ "كندا أعطت أمرًا للسعودية بشأن مسألة داخلية، إنه ليس رأي كندا حول السعودية بقدر ما هو إعطاء أمر لدولة أخرى؛ لذلك نحن نعتقد بأن هذه قضية مختلفة تمامًا، ترامب كان يتحدث لشعبه داخل الولايات المتحدة الأمريكية عن قضية".
ووأكد بن سلمان أنه يحب التعامل والعمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال "أنا حقاً أحب العمل معه ولقد حققنا الكثير في الشرق الأوسط خصوصًا ضد التطرف والأيدولوجيات المتطرفة، والإرهاب واختفاء داعش في فترة قصيرة جدًّا في العراق وسوريا، كما أن العديد من الروايات المتطرفة قد تم هدمها في العامين الماضيين، لذلك فإن هذه مبادرة قوية".
وأشار الى أن قرابة 50 دولة تتفق مع استراتيجية السعودية والولايات المتحدة لدحر الارهاب وكبح جماح ايران في الشرق الأوسط.