اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن "الانقسام بين المعسكرين الفلسطينيين، حماس والسلطة الفلسطينية، عاد ليقرب المواجهة مع الجيش الإسرائيلي في غزة.
وإسرائيل، التي طوال ثلاث سنوات ونصف السنة من الهدوء النسبي منذ عملية الجرف الصامد لم تقدم مساعدة في إعمار غزة، وتدفع الآن الثمن الناجم عن صدرام ضلوعها فيه جانبي نسبيا".
ووفقا لهرئيل، فإن "زيادة عديد قوات الجيش الإسرائيلي في الجبهة الجنوبية يعبر عن عمق القلق من التدهور"، وأن هناك خلايا تابعة لحماس تتسلل إلى إسرائيل ليلا وتعود غالبيتها إلى القطاع سالمة، وأن "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في إيجاد رد فعال لذلك".
لكن هرئيل حذر من أن "القنبلة الموقوتة الحقيقية هي أزمة البنية التحتية في القطاع. وإذا نجحت السلطة الفلسطينية بإزالة الضمادة الرفيعة للغاية التي وضعهتها قطر (بتزويد الوقود للقطاع) والأمم المتحدة، فإن الوضع سيستمر بالتدهور وإسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالاستيقاظ يوما وتكتشف أنه نما تحت أنفها يمن آخر على شاطئ البحر المتوسط – أي منطقة كارثة إنسانية، فقد المجتمع الدولي اهتمامه باحتمال ترميمها".
من جانبه كتب المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن التوقعات الإسرائيلية هي أن المشاركة في المظاهرات عند السياج المحيط بالقطاع، اليوم، ستكون مشابهة للأسبوع الماضي. حوالي عشرين ألف متظاهر أصيب منهم 500 واستشهد سبعة بنيران جيش الاحتلال. واعتبر أن هذا أحد الأسباب الماثلة خلف القرار بحشد قوات أكبر حول غزة، وأن سببا آخر، بحسبه، هو ردع حماس.
وأضاف ليمور أنه "ثمة شك في ما إذا كانت حماس معنية بواقع كهذا، لكنها عالقة في الزاوية. فالوضع المدني – الاقتصادي يتدهور بشكل متواصل، ولا حل بأيدي القيادة. المحادثات في القاهرة عالقة بسبب أبو مازن، وكافة الجهود للالتفاف على ذلك فشلت حتى الآن... وترفع حماس مستوى ألسنة اللهب مقابل إسرائيل، على أمل أن ينتج حل من الفوضى. وفي غزة وإسرائيل يدركون جيدا أن الحديث عن لعب بالنار: كلا الجانبين لا يريدان المواجهة، التي نتيجتها ستكون بأفض الأحوال إعادة الجانبين إلى نقطة البداية، باستثناء الدمار والقتلى، ولكن الأمور قد تخرج بسهولة عن السيطرة وتتدهور بسرعة".