قال الخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية فرزين نديمي، إن صواريخ الحرس الثوري إذا تأكد أنها كررت في ضربتها لشرقي الفرات ما فعلته في كردستان العراق، سيكون ذلك سيناريو مرعبا.
وأشار نديمي في تقريره الذي نشر في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن الصواريخ التي استخدمت في ضرب شرق الفرات مؤخرا، هي ذاتها التي استخدمت في ضرب أهداف لـ"داعش" في شرقي سوريا في بلدة الميادين في يونيو 2017، وهي من طرازي "ذو الفقار" و"قيام" التي يصل أقصى مدى لها على التوالي 700 -800 كيلو متر، لكنه لفت إلى أن صواريخ "قيام" التي استخدمت في الهجوم الأخير قد أدخلت عليها تحسينات، وهي الآن مزودة بـ"مركبة فصل عائدة مسيّرة ورأس حربية".
وذكر نديمي في تقريره أن صاروخ "قيام -1" يمكنه حمل رأس حربية وزنها 747 كيلو غراما، مشيرا أن هذا النوع من الصواريخ والذي يبلغ وزنه ستة أطنان، مصمم لاستهداف القواعد الأمريكية في نطاق 750 إلى 800 كيلو متر، مضيفا أنه قادر على الوصول إلى الرياض إذا أطلق من مواقع آمنة في جبال زاغروس الواقعة جنوب غربي إيران.
وورد في التقرير أن الصواريخ الأخيرة أطلقت من القاعدة ذاتها التي استخدمت في الضربة التي استهدفت الميادين، وتقع قرب كرمنشاه على 570 كيلو مترا من أهدافها المعلنة.
وأشار إلى أن المشاهد التي التقطت بهواتف نقالة للهجوم الأخير، "أظهرت على الأقل انفجار أحد تلك الصواريخ في الهواء بعد فترة وجيزة من إطلاقه، ليصطدم بعد ذلك بالأرض بالقرب من المناطق السكنية"، مستنتجا من ذلك وجود مشاكل حقيقية في الترسانة الصاروخية الإيرانية.
وسجل التقرير أن الضربة الصاروخية الإيرانية الأولى التي نفذت في يونيو 2017 أظهرت أن دقة "ذو الفقار" و"قيام" كانت مخيبة للآمال، على عكس ما حققته الضربة الصاروخية الثانية ضد أهداف كردية شمال العراق، والتي استخدمت خلالها 6 صواريخ من طراز "فاتح – 110"، مضيفا أن الضربة الصاروخية أصابت الغرفة التي كان يعقد فيها اجتماع لقادة "الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني".
وأشار رغم ذلك إلى التحسن الكبير الذي طرأ على أداء الصواريخ الإيرانية، إلا أنه لم يستبعد أيضا أن تكون إصابة الهدف بهذه الدقة قد جاءت بمحض الصدفة.
في المحصلة، اعتبر نديمي في تقريره أن الحرس الثوري الإيراني إذا نجح بالفعل في ضرب الأهداف في شرق الفرات بنفس أدائه في "كردستان العراق"، فربما يكون مثل هذا السيناريو "مرعبا للقوات الحليفة للولايات المتحدة ودول الخليج في المنطقة"، لافتا إلى أن ما يبعث على القلق بشكل خاص يتمثل في "احتمال السماح لحوثيي اليمن المتحالفين مع إيران بتطبيق مثل هذه التقنيات على صواريخهم من طراز (بركان-2 أتش) في نطاق 1000 كيلومتر".