خبير إسرائيلي : الجيش لن يحتمل طويلا حرب استنزاف تشنها حماس

السبت 29 سبتمبر 2018 12:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
خبير إسرائيلي : الجيش لن يحتمل طويلا حرب استنزاف تشنها حماس



القدس المحتلة / سما /

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "غزة تشهد في هذه الأيام حالة من حرب الاستنزاف على حدودها، وفيما الجيش الإسرائيلي ينتظر لمرحلة ما بعد انتهاء الأعياد اليهودية، فإن حماس تستغل حالة ضبط النفس التي يبديها الجيش على الحدود، لكن في حالة تنامت المظاهرات، فإنه سيضطر بعد موسم الأعياد أن يرد بقوة وقسوة أكثر من ذي قبل ضد مراكز المظاهرات".


وأضاف أمير بوخبوط بتقرير لموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أنه "بعد أن عاشت حدود قطاع غزة هدوءا أمنيا شبيها بما شهدته عقب انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، أطلق عليه ضباط المنطقة الجنوبية "حالة مؤقتة"، بسبب رغبة حماس بتمرير محادثات التهدئة التي شهدتها القاهرة في الأسابيع الماضية، لكن اتضح لاحقا أن رئيس السلطة الفلسطينية استطاع أن يوصل المباحثات لطريق مسدود، وهنا ما وصلت إليه حماس".


 وأوضح أن "مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف توقف عن التنقل بين غزة وإسرائيل، كما أن الكابينت الإسرائيلي المصغر لم يعد يعقد جلسات خاصة لبحث أوضاع غزة، مما أكد لحماس أنه لا ضوء في نهاية النفق، حينها قررت استعادة زمام المبادرة في المظاهرات الشعبية على طول حدود غزة، وإصدار قادتها للمزيد من التهديدات، وإعلان رغبتها بأن تعود غزة إلى جدول اهتمام الأسرة الدولية".


وأشار إلى أنه "يمكن ملاحظة عودة حماس لاشتعال الأوضاع في غزة من خلال عدة مؤشرات: البالونات الحارقة والطائرات المشتعلة باتجاه المستوطنات الجنوبية، محاولات اقتحام الجدار الحدودي، إطلاق سلسلة من القوارب البحرية، إنشاء مجموعات الإرباك الليلي، وخلال كل هذه الفعاليات يستخدم المتظاهرون القنابل الحارقة والعبوات الناسفة والحجارة والزجاج وإضاءة الليزر، مما يعني أن الجيش أمام تحد ليس بسيطا".


وأكد بوخبوط أن "الخشية الأساسية لدى الجيش تكمن في أن يستغل مقاتلو حماس هذه الأعداد الغفيرة من المتظاهرين لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية، كالتسلل للمستوطنات، أو تنفيذ هجوم في قلب الأراضي الإسرائيلية، مع أن الجيش يكتشف بصورة دورية على طول الحدود زراعة عبوات ناسفة للمس بجنوده المنتشرين هناك".


وأشار إلى أن "الجيش بات يتبع في الأسابيع الأخيرة سياسة جديدة تقضي بعدم الإعلان عن كل حدث بعينه أولا بأول، وإنما يقدم تقريرا إجماليا أسبوعيا، أو خلال عدة أيام، من أجل حرمان حماس لأن تحظى نشاطاتها الحدودية بتغطية إعلامية، من شأنها تفعيل أدوات الضغط الجماهيرية الإسرائيلية على الحكومة".


بوخبوط، وثيق الصلة بقيادات الجيش الإسرائيلي، نقل عنهم أن "تبرير هذه السياسة يكمن بأن يقضي الإسرائيليون موسم الأعياد، واجتماعات الأمم المتحدة بهدوء، بعيدا عن أي توتر أمني ميداني مع غزة، بحيث يتم تسليط الضوء على غزة، كما تريد حماس، وتسعى إليه لاسيما حين كان يخطب أبو مازن في المنظمة الدولية".


وختم بالقول إننا "في مرحلة ما بعد انتهاء الأعياد اليهودية، فإن سياسة الرد التي سيتبعها الجيش ستكون مختلفة تماما عن سابقاتها لمواجهة حالة الاستنزاف التي تتبعها حماس في كل ليلة، الأمر الذي لن يستمر طويلا".