طالبت وزارة الإعلام – المكتب الإعلامي الحكومي بتجسيد حالة تضامن عملي مع الصحفيين في وجه الاحتلال ، جاء خلال مؤتمر صحفي عُقد باللغتين العربية والانجليزية في مقر الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني والذي يوافق السادس والعشرين من سبتمبر من كل عام .
وهنأ مسئول وزارة الإعلام بغزة سلامة معروف الصحفيين الفلسطينيين بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني ، موجهاً رسائل تقدير ووفاء وعرفان للصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون أداء واجبهم الوطني ورسالتهم المهنية، رغم المخاطر والصعاب وتصاعد اعتداءات الاحتلال عليهم.
وقال إننا في هذا اليوم نقف إجلالاً وإكباراً أمام تضحيات فرسان مهنة المتاعب، من أجل نقل الحقيقة، فنترحم على شهداء الحركة الصحفية الفلسطينية، كما نتمنى الشفاء العادل والسلامة التامة لكافة الصحفيين المصابين والجرحى، ولن ننسى كذلك المعتقلين والأسرى من الإعلاميين الذين غيبتهم سجون الاحتلال، ونؤكد على مطلبنا الدائم بضرورة الافراج الفوري وغير المشروط عنهم جميعا.
وأشار أن الاحتلال الإسرائيلي صعد من اعتداءاته بحق الصحفيين الفلسطينيين، في كل من غزة والضفة، غير آبه بالأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن حرية الرأي والتعبير، حيث بلغت انتهاكات الاحتلال منذ بداية العام ما يزيد عن (633) انتهاكا، ، إلى أن الصحفيين الفلسطينيين شكلوا هدفاً مستباحا لقوات الاحتلال خلال تغطيتهم الميدانية لمسيرات العودة، التي من مارس انطلقت في الثلاثين الماضي، على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة .
وأضاف معروف رغم سلمية الحراك والفعاليات الميدانية المطالبة بحق العودة ورفع الحصار، إلا أن الاحتلال واجهها كعادته بترسانته العسكرية، فارتقى عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، متعمداً استهداف الصحفيين ولم يسلم الصحفي من آلة القتل الإسرائيلية، حيث ارتقى شهيدين اثنين ووصلت الإصابات بين الصحفيين لـأكثر من 210 إصابة حتى اللحظة .
وأوضح أن اعتداءات الاحتلال بحق الصحفيين تنوعت في الضفة ما بين إيقاع الجروح والحروق، أو الضرب والركل وتحطيم المعدات من كاميرات، أو منعهم من الوصول لمناطق الأحداث، أو الاعتقال التعسفي وسجنهم دون توجيه تهم محددة لهم، أو محاكمة بعضهم بقضايا باطلة، مضيفاً أن اليوم (21) صحفيا يقبعون في سجون الاحتلال ، وأن قوات الاحتلال تستهدف وسائل الإعلام المختلفة عبر قصف وتدمير مقراتها ومركباتها، أو إغلاق بعض المؤسسات بسبب تغطيتها الإعلامية، أو قرصنة ترددات البث للفضائيات والإذاعات الفلسطينية.
وذكر معروف أن اعتداءات الاحتلال هي الاخطر والأكثر عددا على الصحفي الفلسطيني، إلا أننا لاحظنا ازديادا في الانتهاكات الداخلية الفلسطينية باستمرار الرقابة على الانترنت وما يتبع ذلك من ملاحقة لصحفيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب كتاباتهم أو تعليقاتهم، مشيراً لا نستطيع اغفال ما قامت به حكومة الدكتور رامي الحمدالله من حجب لعشرات المواقع الإلكترونية ومضايقاتها للصحفيين تحت ذرائع وحجج واهية، ومصادقتها على قانون الجرائم الإلكترونية وغيره من الانتهاكات التي تقوض أية جهود تبذل دعما لحرية الرأي والتعبير .
وثمن الجهود التي يقوم بها الإعلاميون الفلسطينيون ووسائل الإعلام كافة في مواكبة الأحداث ونقل حقيقة ما يجري على الأرض الفلسطينية، وندعو كافة الزملاء لبذل المزيد من الجهود لإظهار جرائم المحتل، داعياً وسائل الاعلام لتسليط الضوء على اعتداءات الاحتلال بحق أبناء شعبنا في غزة والضفة.
وطالب معروف كافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بتجسيد حالة تضامن حقيقي مع الصحفي الفلسطيني في وجه الاحتلال، من خلال أفعال عملية ومواقف جريئة تتناسب مع فداحة اعتداءات الاحتلال، والعمل على شطب عضوية الاحتلال من كافة المحافل المدافعة عن حرية الرأي والتعبير وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين.
وحذر مغبة حالة الصمت التي تسود كافة الجهات أمام تصاعد جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، مؤكداً أن جهود محاكمة قادة الاحتلال جراء الاعتداءات بحق الصحفيين يجب أن تستمر وتزداد من خلال التواصل مع كافة المنظمات والمؤسسات المعنية للانخراط في حملة التحشيد من أجل تحيق هذا الهدف.
ودعا معروف المؤسسات الدولية بالتدخل والضغط على الاحتلال للسماح بدخول معدات الحماية الخاصة بالصحفيين مثل الدروع ضد الرصاص والخوذات والكمامات الواقية، وغيرها من الوسائل التي يمنع الاحتلال دخولها للصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، منذ أحد عشر عاما.
وأكد على حق الصحفي الفلسطيني بالعمل وفق القانون والقيم والأخلاق المهنية والمجتمعية المُتعارف عليها، ووفق المسئولية الاجتماعية والوطنية التي تُعد السياج الذي يحميه، مجدداً الالتزام بالدفاع عن الصحفي ومناصرته ضد ما يمكن أن يتعرض له، والسعي الحثيث لتوفير بيئة العمل المناسبة.
وشدد معروف على ضرورة الوحدة وجمع الكلمة وتحمل الصحفيين المسؤولية والأمانة التاريخية تجاه حالة الانقسام، سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تعترض قضيتنا الوطنية في هذه المرحلة، موجهاً الدعوة بضرورة إعادة الاعتبار للجسم الصحفي الفلسطيني من خلال تفعيل نقابة الصحفيين وفق انتخابات حرة وشفافة، يشارك فيها المجموع الصحفي، وفق الأسس والقواعد النقابية والديمقراطية المتعارف عليها.