يرفض بعض الناس التخلي عن مقاعدهم لصالح الحوامل أو ذوي الاحتياجات الخاصة في وسائل النقل العام المزدحمة بالركاب لأنهم "يخافون من الوقوع في الخطأ".
ويأتي هذا التفسير وفقا لعلم النفس الذي يقول إن الكثير منا يتجنب فعل الشيء الصحيح خوفا من التسبب في الإساءة.
ويقول الدكتور أوريفر سكوت كاري، من جامعة أكسفورد، إن عدم الانتباه يمكن أن يلعب أيضا دورا، بالإضافة إلى افتراض أن الركاب الآخرين في العربة ذاتها سوف يتحملون المسؤولية عنك.
ويقول كاري إن الناس يخشون أحيانا الإساءة إلى شخص ما عن طريق منحه مقعدا، وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال عالم النفس: "هناك خوف من إساءة التصرف، أو الاعتراض أو اعتقاد الآخر بأن الأمر يتعلق بقضية خيرية".
وأشار الدكتور كاري إلى أن "معظم الناس يفعلون الشيء الصحيح في غالبية الأحيان"، ولكن هناك من هم أكثر أنانية أو من هم أقل انتباها، ما يجعلهم لا يتفطنون إلى أن هناك شخصا ما قد يحتاج إلى مقعد.
وأضاف كاري أن الناس أحيانا يخشون الإساءة إلى شخص ما عن طريق منحه مقعدا، وقال إن المسافرين يجب أن يظلوا يقظين دائما بشأن هؤلاء الركاب الذين يحتاجون إلى الجلوس خلال رحلتهم، مؤكدا على أنه "إذا كنت بحاجة إلى المساعدة، فلا تخف من طلبها".
وقد أثيرت قضية عدم تخلي الناس عن مقاعدهم في وسائل النقل العام، هذا الأسبوع، عندما نشرت أم لطفلين من إسيكس، مدونة حول تجربتها داخل قطار، حققت انتشارا واسعا وغضبا عارما عبر الإنترنت.
وكانت كيت هيتشنز (32 عاما) في طريقها من لندن ومنطقة ستراتفورد إلى منزلها في ويكفورد، يوم الثلاثاء 4 سبتمبر، عندما اضطرت إلى الوقوف لمدة نصف ساعة في قطار مزدحم وهي ترضع ابنها الصغير البالغ من العمر 6 أشهر، ولم يعرض عليها أي أحد من الركاب الجالسين مقعده خلال ذلك.
وقالت إنها شعرت بالإحراج وعدم الارتياح النفسي، وهي مضطرة لإرضاع طفلها واقفة، حيث كان بعض زملائها في العمل ينظرون لها مبتسمين لكن دون أن يعرض عليها واحد منهم مقعدا خلال إرضاعها لطفلها واقفة.