بعد ثمانية شهور من قيام الموساد الإسرائيلي بنهب الأرشيف النووي الإيراني، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، عن بعض التفاصيل التي تدعي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنها كانت ضمن الأرشيف النووي.
وبحسب التقرير فإن الأرشيف يثبت بشكل قاطع أن القرار بإقامة "مشروع عماد" صدر عن القيادة الإيرانية، بهدف تطوير خمسة رؤوس قتالية، قنابل ذرية تصل شدة كل واحدة منها 10 كيلوطن، وتطوير قدرات لتركيب هذه الرؤوس القتالية على صواريخ "شهاب".
أشار التقرير بداية إلى أنه في منتصف الليلة الأخيرة من شهر كانون الثاني/يناير، من العام الحالي، كان عملاء الموساد داخل الغرفة الحديدة السرية في ضواحي طهران، بينما يتابعهم قادة جهاز الموساد من إسرائيل.
وبعد فتح الأبواب الحديدية وتعطيل أجهزة الانذار واقتحام الخزنات الحديدية بحثا عن ملفات ورقية تبين لعملاء الموساد وجود كميات كبيرة من الأقراص (ديسكات)، وعندها صدرت تعليمات بنهبها وإحضارها.
وضمن مقتطفات من تقرير شامل، تنوي الصحيفة نشره الجمعة، أشارت إلى أن الحديث عن "كنز استخباري" يكشف، بحسب التقرير، أن إيران خدعت العالم بنفيها المتواصل لمحاولة تطوير سلاح نووي.
وادعى التقرير أن الإيرانيين وثقوا كل شيء: "كل العتاد، وإقامة المصانع والمواقع السرية، وحتى التقاط الصور الذاتية (Selfie) خلال التجارب".
وبحسب مواد الأرشيف، فإن المشروع النووي الإيراني العسكري السري بدأ يتبلور في السنوات 1992 – 1993، بما يثبت بشكل قاطع، بحسب التقرير، أن القيادة الإيرانية أصدرت أوامر بإقامة "مشروع عماد"، بهدف تطوير 5 رؤوس قتالية، قنابل نووية بشدة 10 كيلوطن لكل واحدة، وتطوير قدرات لتركيب الرؤوس القتالية على صواريخ "شهاب".
وجاء أيضا أن الأرشيف يتضمن وثائق مفصلة بخط يد أحد كبار المسؤولين عن المشروع النووي، وهو البروفيسور محسن فخري زاده.
وفي هذا السياق أشار التقرير إلى أن وسائل إعلام أجنبية كانت قد نشرت أن زاده كان الهدف المفضل لجمع المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية، وأن إسرائيل درست بجدية إمكانية اغتياله، ولكن ذلك لم يحصل.
كما ادعى التقرير أن بعض الوثائق تحمل طابعا شخصيا، حيث تظهر صور كثيرة لبعض علماء الذرة الإيرانيين.
وفي هذا السياق كتب معد التقرير، رونين برغمان، أن "يدا خفية، ينسبها البعض للموساد، وصلت إلى عدد من العلماء المذكورة أسماؤهم في وثائق الأرشيف".
وضمن الوثائق، كانت هناك وثيقة مطولة بخط يد د. فيريدون عباسي دوائي مرسلة إلى فخري زاده. والأول هو رئيس كلية الفيزياء في جامعة الإمام حسين في طهران، ويعتبر محورا مركزيا في المشروع النووي الإيراني. وفي تشرين الثاني/نوفمبر أقدم مجهول يستقل دراجة نارية على اغتيال رفيقه، مجيد شهرياري، بواسطة وضع عبوة ناسفة على شباك مركبته بينما كان يقودها، بينما نجا عباسي من الاغتيال في اللحظة الأخيرة.
كما أشار التقرير إلى أن المخابرات الإسرائيلية تابعت "أرشيف عماد"، وبدأ التخطيط للعملية في مطلع العام 2017، مضيفا أنه في غالبية عمليات الموساد، من هذا النوع، كان العملاء يدخلون غرفة في مبنى ويصورون المواد ويخرجون دون أن يشعر بهم أحد، ولكن رئيس الموساد، يوسي كوهين، قرر في هذه المرة نهب الأرشيف لسببين: الأول تقصير مدة مكوث عملاء الموساد داخل المبنى، والثاني لمنع إيران من الادعاء بأن الحديث عن تزييف ومعلومات مضللة.
وجاء أيضا أن العملية نفسها التي استمرت سنتين شارك فيها المئات من كافة شعب الموساد. وخلال عملية الاقتحام كان هناك العشرات داخل المكان في ساعات مساء 31 كانون الثاني/يناير الماضي.