لن يمر هذا الموسم دون أن نشهد إقالة بعض المدربين في الأندية الكبيرة والمتوسطة كما يحدث في العادة، وبحسب التوقعات الحالية، فإن جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد وجينارو جاتوزوه المدير الفني لميلان هما الأقل استقراراً في انطلاقة الموسم الحالي.
الصحف الإنجليزية لا تستبعد إقالة مورينيو إن تواصلت النتائج السيئة خلال الشهرين القادمين، خصوصاً وأن هناك خلافات واضحة بينه وبين إدارة النادي، وهذا الخلافات امتدت أيضاً لتصل بعض اللاعبين على رأسهم النجم الفرنسي بول بوجبا الذي يعد أغلى لاعب في تاريخ النادي.
على الجانب الآخر، تلقى ميلان هزيمته الأولى في الكالتشيو أمام لاتسيو يوم أمس في الجولة الافتتاحية، وبدأت وسائل الإعلام تشكك بقدرات جاتوزو التدريبية، ولن يكون غريباً إن تم إقالته في منتصف الموسم في حال لم نرى نتائج جيدة من الروسونيري.
وبطبيعة الحال، لا يوجد مدرب متفرغ يمكن اللجوء إليه أبرز أو أشهر من زين الدين زيدان الذي حقق ثلاثية تاريخية مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا خلال موسمين ونصف، ورغم أن المدرب الفرنسي أكد على رغبته بالحصول على إجازة، لكن ليس شرطاً أن تطول لعام كامل، فيمكنه العودة بعد ستة أشهر واستلام دفة القيادة في اليونايتد أو ميلان أو حتى نادٍ آخر.
التوقعات تشير إلى أن زيدان سيدرب مانشستر يونايتد أو ميلان سواء في منتصف الموسم أو عقب نهايته، وذلك في حال لم يعد إلى فرنسا لخوض تجربة تدريبية هناك، وفي هذا التقرير سوف نوضح 5 أسباب تجعل اليونايتد هو الخيار الأنسب لزيزو وليس ميلان :-
مانشستر يونايتد قادر على تلبية مطالبه في السوق
خلال فترته في ريال مدريد أظهر زيدان أنه ليس من المدربين المتطلبين كثيراً في سوق الانتقالات، لكن ذلك قد يعود إلى أنه امتلك تشكيلة أكثر من ممتازة، فلم يكن يرى أن هناك ضرورة لصفقات جديدة، لكن الوضع سيكون مختلفاً على الأغلب في تجربته الجديدة، وسيكون عامل الإدارة التي توفر له ما يريد مهماً للغاية.
إدارة مانشستر يونايتد لا يوجد مشكلة لديها بإنفاق مبالغ كبيرة لتدعيم صفوف الفريق وقد برهنت على ذلك في الأعوام الماضية، طبعاً باستثناء الصيف الحالي لأنه على ما يبدو أن هناك خلافات بين الإدارة والمدرب، كما أنه لا يمكن القياس على ميركاتو واحد وغض النظر عن إنفاق ما يقارب 650 مليون جنيه يورو في ظرف 5 سنوات.
في المقابل إدارة ميلان لا تملك الأموال من الأساس، ومعظم الصفقات ستكون متوسطة أو نجوم متقدمين في السن أو قد تراجع مستواهم، وبالتالي هذا سبب مهم يجعل زيزو يتوجه لأولد ترافورد بدلاً من سان سيرو.
ماذا يحتاج كل فريق ؟
سؤال مهم، ويوضح الكثير من الأمور، فما يحتاجه مانشستر يونايتد في الوقت الراهن هو الاستقرار والهدوء، يحتاج مدرب قوي تكتيكياً، لكن الأهم أنه يتمتع بشعبية عالية عند اللاعبين، وقادر على قيادة غرفة خلع الملابس بدون مشاكل وأزمات، وهذه الصفات موجودة في زيدان.
بينما مشكلة ميلان أكبر من أسم المدرب، فلو دربه بيب جوارديولا الآن لن نرى تحسن بالنتائج لأن الفريق لا يملك لاعبين أساساً قادرين على المنافسة، مما يعني أن زيدان سوف يستلم فريق أقصى ما يمكن الوصول إليه هو التأهل لدوري أبطال أوروبا، وهذا يعد فشلاً ذريعاً مقارنة بما حققه مع ريال مدريد، لأن القياس في وسائل الإعلام وعند الجماهير سيكون على ما حققه في تجربته الماضية، وليس على وضع الفريق الذي يدربه.
زيدان غير مرغوب به في إيطاليا
جميع بلدان العالم ترحب بقدوم زيدان باستثناء إيطاليا، وخروجه من يوفنتوس قبل 18 عام كان بسبب انتقادات الصحافة والجماهير له، كما يجب أن لا ننسى ما حدث في نهائي كأس العالم 2006 ونطحته الشهيرة لماتيراتزي، ورغم أن كل هذا لا يجعله شخصاً مكروهاً في إيطاليا، لكنه ليس محبوباً أيضاً.
هناك احترام خاص في إنجلترا لزيدان سواء كلاعب أو كمدرب رغم أنه لم يعمل هناك، هذا يتضح من خلال المدح الذي كان يلقاه من وسائل الإعلام بشكل مستمر، بالإضافة إلى كل هذا فقد صرح زيدان ذات مرة أنه لم يكن يشعر بالراحة هو وعائلته في إيطاليا.
العائد المادي والنجومية
بالطبع لا يمكن لميلان منافسة مانشستر يونايتد بالجانب الاقتصادي، وبالتالي يمككنا الجزم أن زيزو سيحصل على عرض مالي أفضل في أولد ترافورد، وهو أمر مهم بالنسبة لأي مدرب بعد أن يحقق نجاحات كبيرة.
كما أن العلامة التجارية لمانشستر يونايتد في الوقت الراهن أكبر بكثير من العلامة التجارية للروسونيري، وشعبية الناديين حول العالم أصبحت متفاوتة أيضاً وتصب في مصلحة النادي الإنجليزي بالتأكيد، وهذا سيضع زيدان تحت الأضواء دائماً ولن يشعره أنه رجع خطوة للوراء بعد رحيله عن ريال مدريد.