اعتبر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بصحيفة "معاريف" العبرية جاكي خوجي أن حماس و"إسرائيل"، توصلتا لإنجاز لهما معا دون إطلاق رصاصة واحدة، موضحًا أن ما يحصل بينهما من تفاهمات بوساطة مصرية لا يمكن وصفه بأنه وقف لإطلاق النار.
وقال خوجي في مقال له إن "ما يحصل بين حماس وإسرائيل من تفاهمات بوساطة مصرية يمكن وصفه بأي شيء إلا كونه وقفا لإطلاق النار، رغم أنها تحققت في القاهرة عقب مداولات سرية تخللها بعض معطيات الحرب النفسية".
وأضاف أنه "بعد أشهر من العنف المتبادل في غزة، يمكن للطرفين، الزعم أنهما توصلا إلى إنجاز".
وأشار إلى أنه "كان مفاجئا أن تعلن الحكومة الإسرائيلية بعد أربعة أشهر وزيادة من المواجهات العنيفة على حدود قطاع غزة، تخللتها محاولات تسلل إلى داخل حدودها، وإشعال الحقول الزراعية، وقتل جندي إسرائيلي، ومظاهرات بلا قيود، أنها توصلت إلى تفاهمات مع حماس، رغم أن هذا الاتفاق لم يكتب بعد، وبالتأكيد لم ير النور لوسائل الإعلام".
وأوضح خوجي، محرر الشؤون الفلسطينية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "الجانبين في تل أبيب وقطاع غزة يتعمدان ألا يسميان هذه التفاهمات السرية المستمرة منذ أسابيع في القاهرة على أنها وقف لإطلاق النار؛ لأن هذه التسمية لا تجد لها ذلك التأييد في أوساط رأيهما العام: الإسرائيلي والفلسطيني".
وبين أن "مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اقتصر حديثه على أن الهدوء تم تحقيقه على حدود غزة بفضل التفاهمات التي أنجزتها مصر والأمم المتحدة، رغم أنه بدا محرجا لنتنياهو أنه أجرى مباحثات مع حماس وقيادتها التي هدد باغتيالها خلال 48 ساعة، ومع ذلك فقد خرج قادتها للمشاركة في المظاهرات في الأيام الأخيرة".
وأكد الخبير الإسرائيلي أن "هذا الاتفاق الوشيك بين حماس وإسرائيل قد يعلن بين حين وآخر بعد أن تحولت غزة لتكون المادة الأولى في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي، رغم أن الجانبين أنهيا هذه الجولة من التصعيد المستمر منذ أربعة أشهر دون التدهور إلى حرب واسعة من خلال تحقيق تفاهمات تعطي لهما ما أرادا، دون إسالة قطرة دم واحدة من الإسرائيليين أو إطلاق رصاصة واحدة ضمن حرب شاملة".
وأردف بأن "البنود التي يشملها ذلك الاتفاق تتعهد بموجبه إسرائيل برفع القيود على معابر غزة، وتوسيع مسافة الصيد، وإدخال المزيد من البضائع، لكن هذه الخطوات تعيد حماس إلى نقطة الصفر كما كان عليه الوضع قبل اندلاع هذه المسيرات، ومع ذلك فإنها تمنع الاقتصاد الغزي من الانهيار، ما دفع مبعوثي الأمم المتحدة للدخول في مفوضات مع الجانبين للانتقال إلى المرحلتين الثانية والثالثة، بمشاركة مع المصريين".
وختم بالقول إن "هذا الاتفاق مع حماس لا يشمل إعادة الأسرى الإسرائيليين إلى منازلهم، ولم يأت بعد أن جثت حماس على ركبتيها، رغم أن إسرائيل هددت مرة واثنتين وثلاثة بذلك، لكن تبين أنها كلها حرب نفسية، بما في ذلك التسريب الذي خرج مؤخرا حول التهديد بتصفية قادة الحركة، كما أن قادة حماس الذين وعدوا برفع الحصار نهائيا عن غزة، بما فيه البحري والبري، لم يتحقق على الأرض بعد