رابطة الأساتذة تحذر من إقصاء مؤيدي مقاطعة إسرائيل في الجامعات الأميركية

الجمعة 10 أغسطس 2018 03:44 م / بتوقيت القدس +2GMT



القدس/سما/

أصدرت "لجنة الحريات الأكاديمية والحيازة" التابعة لـ "الرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات - إي.إي.يو.بي AAUP " يوم الأربعاء/ 8 آب 2018 بيانا دعت فيه الجامعات الأميركية إلى التوقف عن مطالبة المدعوين للخطابة والمشاركين في نشاطات الجامعات المختلفة وغيرهم بالتعهد بأنهم ليسوا الآن، ولن يكونوا في المستقبل، من مؤيدي حركة "مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات وفرض االعقوبات عليها" المعروفة اختصارا باسم (بي.دي.إس - BDS) التي نظمت لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وكشف الأساليب القمعية والعنصرية التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين.

ويقول البيان "وفقاً للائتلاف الوطني لمناهضة الرقابة، فقد أصدرت 17 ولاية أميركية على الأقل تشريعاًت تفرض تدابير عقابية ضد مؤيدي المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) فيما يتعلق بإسرائيل. ونتيجة لذلك، بدأت بعض الجامعات العامة في تلك الولايات في مطالبة المتحدثين الخارجيين المدعوين إلى الحرم الجامعي وغيرهم ممن يتعاقدون مع هذه الجامعات ، مثل المراجعين الخارجيين لمواد الحيازة والترويج ، بالتوقيع على تعهد بعدم تأييدهم الآن، وبانهم لا هم ينوون تأييد حركة بي.دي.إس BDS في المستقبل، التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين الإنسانية والمدنية.

وتؤكد الجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات أنها في الوقت الذي لا تؤيد فيه حركة BDS ولا تتبنى أي موقف بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا تدعو إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل أو فرض عقوبات اقتصادية عليها وتعارض جميع المقاطعات الأكاديمية ، "بما في ذلك المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل ، على أساس أن هذه المقاطعة تنتهك مبادئ الحرية الأكاديمية والتبادل الحر للأفكار، كون منظمتنا تؤمن بأن الحرية الأكاديمية يجب ألا تخضع للمواقف السياسية "إلا أننا، ولهذا السبب على وجه التحديد ، الذي نعارض فيه حركة BDS ، فإننا نعبر بحزم معارضتنا لهذه التعهدات (المطالبة بإدانة حركة مقاطعة إسرائيل كشرط للمشاركة الأكاديمية) ، والتي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها محاولة للحد من حرية التعبير والمعتقد".

وتضيف الجمعية المرموقة "في الواقع ، فإنهم يستحضرون شبح الولاء والقسم بالتنصل كما كانت عليه الأركان الأساسية للمكارثية (في خمسينات القرن الماضي)، مؤكدين على حق الأفراد في الانخراط في المقاطعة السياسية ، والالتقاء الجماعي لمقاطعة المقاطعة ، وأن ذلك له تاريخ طويل ومكتوب في الاحتجاجات المدنية الأميركية، ولذلك فإنه في الكليات والجامعات على وجه الخصوص ، حيث يجب أن يكون الخلاف المنطقي والحوار المتحضر هو الأمر اليومي الطبيعي ، فإن مطالبة أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب بتقديم تعهدات بعدم تأييد ألاحتجاج السلمي (كما هو الحال في حركة بي.دي.إس) لهو أمر بغيض".

يشار إلى أن المكارثية هي حقبة سوداء ومؤلمة في التاريخ الأميركي في النصف الثاني للقرن الماضي (1950-1956) حين أطلق السيناتور جوزيف مكارثي من ولاية ويسكونسون حملته المشهورة في مكافحة الشيوعية مما دمر حياة عشرات الآلاف من الأميركيين تحت اتهامات واهية وبدون أي أدلة بأنهم يتعاطفون مع الشيوعية ، خاصة في حقول التعليم والإعلام والفنون والتمثيل وحتى في وزارة الخارجية الأميركية والقوات المسلحة الأميركية ، وفرض على الملايين أداء القسم أنهم ينبذون الشيوعية أو سيفقدون أعمالهم أو حتى الذهاب إلى السجن.

ويضيف البيان "في الوقت الذي يوجد فيه اهتمام واسع النطاق بالتأكد من أن المتحدثين في جميع نقاط الفكر السياسي يستطيعون التعبير عن أفكارهم وآرائهم في الجامعات الأميركية ، فإن التناقض في السعي إلى منع وحرمان دعاة هذا الموقف الخاص (تأييد حركة المقاطعة بي.دي.إس BDS ) يبدو واضحا وغير مقبول. ولذلك ندعو جميع مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة إلى تحدي والاعتراض على التنازل المطلوب عن حق المقاطعة (بي.دي.إس BDS ) والتمسك بحرية التعبير والمعتقد لجميع أعضاء المجتمع الأكاديمي".

واختتم لجنة الحريات الاكاديمية الاميركية بيانها بالقول أنه "بالإضافة إلى ذلك ، فقد أرسلت الحرية الأكاديمية والحيادية (لجنة الحريات الأكاديمية والحيازة التابعة للرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات - إي.إي.يو.بي AAUP ) رسالة (احتجاج) إلى الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالاستجواب والطرد اللاحق، والحظر الواضح لأستاذة القانون في كلية الحقوق في جامعة كولومبيا (نيويورك) كاثرين فرانكي من المطار في إسرائيل في شهر نيسان الماضي بسبب تأييدها لحركة (المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS)، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإعادة النظر في قرار موظف الهجرة التابع لها الذي حرم البرفسور فرانكي من الدخول والتوقف عن أي حظر إضافي على دخولها لأهداف العمل الأكاديمي والعلمي التعاوني في إسرائيل والأراضي الفلسطينية".

يشار إلى أن "الرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات - إي.إي.يو.بي AAUP " تشكلت عام 1915 وتشمل 550 جامعة وكلية في الخمسين ولاية أميركية بالإضافة إلى العاصمة الأميركية واشنطن.