دعا مسؤول في البيت الأبيض، إلى تغيير تفويض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، بعد أن اعتبر أنها “أدت إلى استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين”.
ونقلت صحيفة ” هآرتس″ الإسرائيلية، الاثنين، عن مسؤول في البيت الأبيض، لم تذكر اسمه، قوله إن “الوضع المالي للأونروا لم يكن مستداماً منذ فترة طويلة، عبرنا لسنوات عن الحاجة لمصادر تمويل طوعية جديدة، وتقاسم العبء المالي بين المانحين، وإيجاد طرق لخفض النفقات”.
وأضاف: “أدّى تفويض أونروا إلى استمرار وتفاقم أزمة اللاجئين ويجب تغييره”.
وتابع المسؤول الأمريكي: “إن هذا التغيير هو فقط الذي سيسمح للشعب الفلسطيني بالوصول إلى كامل إمكاناته”.
وجاءت أقوال المسؤول الأمريكي بعد أيام من كشف مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن رسائل بريد إلكتروني كتبها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر تدعو لإنهاء عمل وكالة “أونروا باعتبار تصفيتها في اصلح السلام والشعب الفلسطيني"..
ولم يفصح المسؤول الأمريكي عن تفاصيل التغيير الذي يراه على تفويض “الأونروا”، إلا أن الرئاسة الفلسطينية اعتبرت أن هناك محاولة أمريكية لتصفية القضية وإخراج ملف اللاجئين من طاولة المفاوضات.
وقالت الرئاسة، السبت: “إن المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية ما تزال مستمرة، وذلك بعد تسريبات لمجلة، فورين بوليسي، عن خطة أمريكية لإنهاء عمل الوكالة الأممية”.
وأضافت في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن هذه الخطوات “تكشف ما حذر منه الرئيس محمود عباس من خطورة ما أطلقت عليه الإدارة الأمريكية صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتجريد شعبنا من كامل حقوقه المشروعة”.
و”صفقة القرن” تسمية متداولة إعلامياً لمساعي واشنطن إنهاء القضية الفلسطينية، وتتضارب الأنباء عن بنود هذه الصفقة، التي جرى الحديث عدة مرات عن اقتراب موعد الإعلان عنها، ثم يتم تأجيل ذلك.
وحتى وصول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كانت الولايات المتحدة أكبر مانح لوكالة “أونروا”، لكن منذ ذلك الحين خفّض ترامب بشكل كبير المساعدات الأمريكية للوكالة.
وفي أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948، تم تأسيس “أونروا” بموجب قرار صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر/كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين.
وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من مايو/ أيار عام 1950، حسب الموقع الإلكتروني للوكالة الأممية.
وأشارت الوكالة إلى أنها “تقدم المساعدة والحماية وكسب التأييد لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم”.
وأضافت: “تشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح”.
وتابعت الوكالة: “وفق التعريف العملياتي للأونروا، فإن لاجئي فلسطين هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين يونيو/حزيران 1946 ومايو 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948″.