القاهرة : تقدم ملحوظ في محادثات المصالحة وفتح تتمسك باولوية تسليم الوزارات

الثلاثاء 31 يوليو 2018 12:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة : تقدم ملحوظ في محادثات المصالحة وفتح تتمسك باولوية تسليم الوزارات



القاهرة / وكالات /

ألقت مصر بثقلها لإنجاح المحادثات الخاصة بالمصالحة الفلسطينية، وبالمبادرة المتعلقة بقطاع غزة التي يعمل عليها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، مدعومة بموقف دولي تمثله الأمم المتحدة وأميركا وسط حديث عن تدخل رئاسي روسي ودور ألماني. ووصفت مصادر فلسطينية أجواء المداولات بأنّها «إيجابية وبناءة»، بالتوازي مع رفض منظمة التحرير سعي أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى سن قانون يعترف فقط بـ40 ألف لاجئ فلسطيني بدلاً من 5.2 مليون (راجع ص4).


وعلمت «الحياة» أن تقدما ملحوظاً سجّل في المحادثات التي جمعت رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء عباس كامل بوفد حركة «فتح»، في وقت وصل إلى القاهرة وفد من حركة «حماس»، وسط توقع لقاء يجمع الحركتين مع المسؤولين المصريين فور الحصول على موافقة «فتح» النهائية على ورقة الاقتراحات المصرية.

وقال لـ «الحياة» مصدر فلسطيني مطلع على المحادثات إن تقدماً تحقّق في الملفات الأربعة التي طرحها الراعي المصري مع وفد «فتح»، بقيادة عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد. وتتمثّل في: المصالحة، والتهدئة مع إسرائيل، ومبادلة أسرى فلسطينيين بالجنود الإسرائيليين الأربعة المحتجزين لدى «حماس»، فضلاً عن التبادل الاقتصادي المصري - الفلسطيني، خصوصاً مع غزة.

وكشف المصدر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلعب دوراً مساعداً في ملفي المصالحة والتهدئة، إذ تربطه علاقات قوية مع الرئيسين محمود عباس وعبدالفتاح السيسي إلى جانب حركة «حماس» ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. ويترافق الدور الروسي مع ما كشفته «الحياة» قبل ثلاثة أسابيع عن دور محوري لألمانيا في صفقة الأسرى.

وترى مصادر ديبلوماسية أنّ «فتح» في حال موافقتها على الورقة المطروحة ستكون مسؤولة عن عملية الإعمار والمشاريع الإنسانية في غزة، وهذا يتطلب الكثير من المال الذي تسيطر على مفاتيحه الإدارة الأميركية. إذ يرجّح أن تسعى إلى الضغط على السلطة الفلسطينية لتقديم تنازلات سياسية في مقابله.

وأفادت مصادر مصرية بأنّ رد «فتح» على الورقة المصرية تضمّن ملاحظات انصبت على تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، ورأت أن الأولوية هي لتسليم الوزارات في إطار تمكين الحكومة الحالية، ثم النظر في حكومة جديدة. وأفاد مسؤول بارز في «فتح» لـ «الحياة»: «لن نقبل بأن نكون صرافاً آلياً في غزة، مسؤولين عن تأمين المال، فيما تتحكم حماس بكل مفاتيح الحياة والأمن».

إلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية في رام الله لـ «الحياة» إنّ «مصر تفضل عودة السلطة للعمل في القطاع والإشراف مباشرة على كل المشاريع، بما فيها معبر رفح الحدودي»، ولكن في حال عدم استجابتها ستقدم القاهرة على العمل في القطاع بالتعاون مع الأمم المتحدة و «حماس».

وذكرت المصادر أنّ عوامل دفعت القاهرة إلى تبديل موقفها، أوّلها، وجود ضوء أخضر أميركي، والثاني، تطوّر التعاون الأمني بين مصر و «حماس»، والثالث، المصلحة الاقتصادية الكبيرة في مشاريع إعادة إعمار غزة.

وكشفت المصادر الديبلوماسية لـ «الحياة» التوصل إلى تفاهمات بين الحركة والأمم المتحدة ومصر للعمل على المشاريع الإنسانية، بالتزامن مع هدنة تامة على الحدود، حتى في حال عدم عودة السلطة إلى القطاع. ولفتت إلى أنّ القاهرة سارعت إلى طرح ورقة المصالحة بعد التوصل إلى هذه التفاهمات.

إلى ذلك، أعلن نيكولاي ملادينوف أنّه أجرى «مناقشات إيجابية» مع وزير الخارجية المصري سامح شكري تناولت التطورات الفلسطينية والإقليمية.

وكتب ملادينوف، على حسابه على «تويتر»، أن المحادثات ركّزت على التطورات في الضفة الغربية وكيفية تفادي التصعيد في غزة، وحل كل القضايا الإنسانية ودعم المصالحة الفلسطينية.