اقترح مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، "تهدئة" لمدة 5 سنوات إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، فيما يواصل جهوده لمحاولة تثبيت وقف إطلاق النار على جبهة غزة لمنع تدهور الأوضاع الأمنية ولتفادي عملية عسكرية شاملة للاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أفادت صحيفة "الشرق الأوسط".
ميلادينوف الذي عقد سلسلة لقاءات في الأيام الأخيرة مع مسؤولين إسرائيليين وآخرين من قيادة حركة حماس بينهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، يحمل أفكارا جديدة حول غزة في الوقت الذي تتمسك إسرائيل وحماس بشروطهما لتثبيت "التهدئة".
ويواصل مبعوث الأمم المتحدة جهوده خلال الساعات والأيام المقبلة ويعقد مزيدا من اللقاءات للتشاور حول بعض الأفكار التي تتم بلورتها من قبل عدة أطراف منها الأمم المتحدة ومصر وباطلاع الولايات المتحدة.
واليوم الأحد، يلتقي ميلادينوف، بوزير الخارجية المصرية سامح شكري، وذلك بالتزامن مع وصول حركة فتح لتسليم موقف الحركة من المبادرة المصرية الأخيرة لإنجاز المصالحة مع حركة حماس.
وأوضحت الخارجية المصرية في بيان صحفي، مساء السبت، أن ميلادينوف وشكري سيجتمعان في مقر الخارجية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وأعلن خلال الأيام الماضية عن مبادرة مصرية لم تنشر بشكل رسمي من أي طرف تهدف إلى إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس بعد تعثر جهود سابقة لإنهاء 11 عاما من الانقسام.
إلى ذلك، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن وفدا من حركة فتح سيتوجه للقاهرة، اليوم الأحد، لتسليم موقف الحركة من المبادرة المصرية الأخيرة لإنجاز المصالحة مع حركة حماس.
ميلادينوف يلتقي شكري بالتزامن مع وصول وفد فتح للقاهرة
يلتقي المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، بوزير الخارجية المصرية سامح شكري، يوم الأحد، وذلك بالتزامن مع وصول حركة فتح لتسليم موقف الحركة من المبادرة المصرية الأخيرة لإنجاز المصالحة مع حركة حماس.
ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر فلسطينية قولها، بإن ميلادينوف يقود جهودا مضاعفة ترتبط بالأساس بتثبيت وقف إطلاق نار لسنوات وليس لوقت زمني قصير، والآخر دعم جهود مصر للمصالحة من خلال حلول مختلفة منها دعم الأمم المتحدة وأطراف دولية لمشاريع بغزة.
وحسب المصادر، فإن جهود ميلادينوف بشأن تثبيت وقف إطلاق النار إن لم تنجح قد تكون الأخيرة في حال لم تتوقف حماس وإسرائيل عن التصعيد طول الحدود، ما قد يعجل بمعركة حقيقية واسعة رغم عدم رغبة الطرفين فيها. مشيرة إلى أن ميلادينوف نقل رسائل من حماس إلى إسرائيل وبالعكس أيضا تتضمن مثل هذا التهديد من قبل الطرفين للضغط على بعضهما لقبول كل طرف بشروط الآخر منعا للمواجهة التي قد تكون الأشرس والأعنف.
ووفقا للمصادر، فإن ميلادينوف في زيارته لغزة مرتين متتاليتين في يوم واحد لأول مرة منذ سنوات، حمل أفكارا مختلفة لكل من حماس وإسرائيل بعلم السلطة الفلسطينية ومصر التي أجرى إسماعيل هنية اتصالا هاتفيا مع رئيس جهاز المخابرات فيها اللواء عباس كامل خلال تواجده في واشنطن.
وبينت المصادر أن تلك الأفكار تتضمن تثبيت وقف إطلاق النار من خلال وقف كامل لإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية في "غلاف غزة"، في مقابل توقف القصف الإسرائيلي وعدم إطلاق النار على طول الحدود وفي عرض البحر تجاه الصيادين وأن يعاد فتح معبر كرم أبو سالم كما كان قبل أن تقرر إسرائيل إغلاقه بشكل جزئي، وكذلك إعادة مساحة الصيد إلى تسعة أميال.
وبحسب المصادر، فإن هذه ستكون خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى يتم تنفيذها تدريجيا، مشيرة إلى أن ميلادينوف اقترح أن تكشف حماس عن حقيقة وضع الجنود الإسرائيليين لديها إن كانوا جثثا أو أحياء، مقابل أن ترفع إسرائيل كافة القيود المفروضة على المعابر وتوسيع أكبر لمساحة الصيد لتصل 12 ميلا على الأقل.
وقالت المصادر، إن ذلك سيتضمن إنعاش غزة بمشاريع دولية مدعومة من عدة أطراف، من دون أن يسمح لإسرائيل بمنع إدخال أي مواد. وأشارت المصادر إلى أنه في حال نجحت هذه الخطة سيتبعها تثبيت لوقف إطلاق نار يستمر بما لا يقل عن خمسة أعوام والخوض بمراحل أخرى منها ملف الميناء بإشراف دولي ومتابعة إسرائيلية وذلك تزامنا مع صفقة تشمل الجنود الإسرائيليين.
ووفقا للمصادر، فإن حماس أبلغت ميلادينوف رفضها الكشف عن وضع الجنود لديها قبل أن يتم ضمان الإفراج عن جميع الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة "غلعاد شاليط" عام 2011. وأعادت إسرائيل اعتقالهم فيما بعد.
وبينت أن ميلادينوف نقل هذه الرسالة للإسرائيليين الذين أبلغوا المسؤول الأممي أنهم قد يطلقون سراح من لم تتم إدانتهم في هجمات جديدة نفذت بعد إطلاق سراحهم وأدت لقتل أو إصابة إسرائيليين. مشيرة إلى أن حماس تدرس الرد على هذا الخيار الذي لم تجزم إسرائيل قرارها بشأنه.
وقالت المصادر إن الساعات والأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة وأن استمرار التوتر وأي هجمات على الحدود من الجانبين قد تفشل هذه الجهود وتوصل الجانبين إلى معركة لن تتردد إسرائيل في استخدام كل قوتها فيها من أجل الضغط أكثر على حماس التي لن تتوانى هي الأخرى في استخدام وسائلها المختلفة من أجل توجيه ضربات ضد أهداف إسرائيلية.
وأضافت: "هناك مخاوف حقيقية من فشل الجهود السياسية التي تبذل حاليا، وأن هذه الجهات التي تبذل هذه الجهود قد تفشل في وقف المواجهة المقبلة". وأكدت المصادر أنه لا يوجد أي تقدم حقيقي حتى الآن ما يفرض مزيدا من الأجواء السلبية بشأن تعامل الأطراف مع هذه المبادرات والأفكار التي تنقل من حين إلى آخر، وتمسك كل منها بشروطها.