عقد اليوم الثلاثاء، لقاء مركزي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد ،جرى خلاله بحث مطول وشامل للتطورات السياسية والمخاطر والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
أكد الجانبان في بيان مشترك لهما على أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات تاريخية كبرى وتتعرض لمخاطر جسيمة غير مسبوقة منذ عام ١٩٤٨ لمحاولة تصفيتها بشكل كامل عبر ما يسمى بـ "صفقة القرن" التي يجري تنفيذها على الأرض من قبل الإدارة الأمريكية و الصهيونية، وخاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب المتعلق بالقدس وقانون القومية العنصري الذي أقره الكنيست الإسرائيلي والذي يستهدف نفي وجود الشعب الفلسطيني وتكريس وتصعيد سياسة الاستيطان وحصار غزة وتهويد الضفة الفلسطينية والقدس وتهجير الفلسطينيين في الشتات وتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورسم المخططات لاستهداف أهلنا الصامدين في الداخل.
وقال البيان أنه رغم كل هذه المخاطر لا زال الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني قائماً منذ اكثر من عقد من الزمن ولم تنجح كافة المحاولات والجهود لإنهاء هذا الانقسام الذي ترك أعمق الآثار السلبية على القضية الفلسطينية.
وأكدت الحركتان على ضرورة إعطاء الأولوية القصوى لإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية على أسس سياسية وتنظيمية واضحة تستند لمبدأ الشراكة والقيادة الجماعية للنضال الوطني الفلسطيني.
كما أكد الجانبان على الدعوة لعقد مجلس وطني فلسطيني شامل وتوحيدي قائم على أساس تمثيل حقيقي للشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه يستند إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة لاختيار أعضاء المجلس الوطني يضم كافة أطياف الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وفعالياته الاجتماعية وشخصياته الوطنية والحفاظ على م.ت.ف كإنجاز وطني وإطار سياسي وقانوني وكجهة وطنية عريضة تمثل الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده وبلورة برنامج سياسي للمنظمة يستند لخيار المقاومة بجميع أشكالها وبلورة رؤية سياسية استراتيجية شاملة لإعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية, وإعادة القضية الفلسطينية إلى موقعها الحقيقي كقضية مركزية لشعبنا وأمتنا. ويؤكدان الدعوة لإلغاء اتفاقات أوسلو وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وأكد الجانبان على التصدي لصفقة القرن التي سيفشلها الشعب الفلسطيني ورفض الرهانات على أنه يمكن تحسينها أو القبول بأجزاء منها أو تعديلها كما تحاول بعض الجهات الدولية أو العربية, والتأكيد أن هذه الصفقة سيكون مصيرها الفشل نتيجة صمود شعبنا وتصديه لهذا المخطط الاستعماري الذي تقوده الإدارة الأمريكية بتنسيق كامل مع الكيان الصهيوني.
وأكد الجانبان على استمرار مسيرات العودة ، واستمرار الحراك الشعبي في الضفة الفلسطينية والقدس, والداخل مما يؤكد وحدة الشعب والأرض والمصير .
ودعت الحركتان إلى تصعيد المواجهة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والتأكيد على الوحدة الميدانية بين جميع الفصائل والقوى للتصدي للاحتلال واحباط مخططاته العدوانية.
كما دعا الجانبان إلى إنهاء الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة الباسل وتقديم كل الدعم والإسناد لأهلنا هناك الذين سطروا عبر مسيرات العودة والأشكال الكفاحية الإبداعية أروع ملاحم البطولة التي تعبر عن روح شعبنا وصموده ومقاومته الباسلة.
واتفق الجانبان خلال اللقاء المشترك على التنسيق الكامل بين حركة الجهاد و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتعميق التعاون على كافة الأصعدة والمستويات لمواجهة التحديات والمخاطر الكبرى المحيطة بالقضية الفلسطينية.