اقتحم عشرات المستوطنين بحراسة مشددة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، فيما دعت الجماعات اليهودية لتنظيم مسيرة ليلية بالقدس القديمة في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، تطوف حول أسوار البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ومع نشر هذه الدعوات لمسيرة المستوطنين، وفرت شرطة الاحتلال الحماية للمستوطنين بدء من دخولهم عبر باب المغاربة وتجولهم في ساحات الأقصى، وانتهاء بخروجهم من باب السلسلة.
وذكر مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية، فراس الدبس، أن 63 مستوطنا و18 عنصرا من مخابرات الاحتلال اقتحموا ساحات المسجد الأقصى على عدة مجموعات، وقاموا بجولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وحاول بعضهم أداء طقوس تلمودية في ساحات الحرم، في حين تجول عناصر المخابرات في صحن قبة الصخرة المشرفة وباقي المصليات.
كما واصلت شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت بعض هوياتهم الشخصية عند الأبواب، بالإضافة إلى منع دخول عشرات الرجال والنساء إلى المسجد منذ فترة طويلة.
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجية والمغتربين دعوات ما تسمى جمعية "نساء بالأخضر" الدينية اليمينية التي اعتادت في السنوات الأخيرة على إطلاقها لتنظيم مسيرة ليلية في ذكرى ما يسمى بـ "خراب الهيكل"، تطوف حول أسوار البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وأوضحت الوزارة في بيانها لوسائل الإعلام، أن المسيرة تأتي في إطار محاولات الاحتلال وعملياته المتواصلة لتهويد القدس الشرقية المحتلة وبلدتها القديمة، وتأتي هذه المسيرة الاستفزازية المزمع القيام بها في 21 تموز/يوليو الجاري، تحت عنوان "مسيرة حول الأسوار لتأكيد السيادة على القدس عاصمة اسرائيل الأبدية"، وبرعاية ومشاركة عدد من المسؤولين الاسرائيليين في مقدمتهم وزير ما يسمى بـ (شؤون القدس) في حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة "زئيف الكين"، ونائب وزير جيش الاحتلال الحاخام إيلي بن دهان وآخرين.
وحسب ما نشر في متن الدعوة التي أطلقتها الجمعية المذكورة، مشاركة مسؤول الحزب الجمهوري الأمريكي في اسرائيل المحامي مارك تسيل في هذه المسيرة التهويدية، كما من المتوقع أن يتخلل المسيرة مهرجاناً خطابياً يتحدث فيه "تسيل" نفسه في باب الأسباط على مقربة من المسجد الأقصى.
وتؤكد الوزارة أن هذه المسيرة الاستفزازية تأتي امتدادا لحالة "النشوة" والتطرف التي تسيطر على الساحة السياسية في إسرائيل وعلى جمهور المستوطنين، منذ إعلان ترامب المشؤوم بشأن القدس ونقل سفارة بلاده إليها، وأيضا استمرارا لعمليات تهويد المدينة المقدسة وفصلها عن محيطها الفلسطيني، وإغراقها في محيط استيطاني تهويدي يطبق عليها من جهاتها الأربعة، وهو ما يحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة متواصلة جغرافيا وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وتطالب الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المختصة في مقدمتها "اليونسكو" سرعة التحرك للدفاع عن ما تبقى من مصداقيتها وتنفيذ قراراتها الأممية ذات الصلة، واتخاذ الإجراءات والتدابير القانونية الكفيلة بإجبار إسرائيل كقوة احتلال على الانصياع للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وإرادة السلام الدولية.
وخلصت إلى القول إن "عدم محاسبة إسرائيل على ممارساتها العدوانية والاستفزازية يشجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم، ويدفعها لمواصلة استفرادها العنيف بالقدس المحتلة ومقدساتها".