وجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر بتحية الفخر والاعتزاز إلى روح الشهيد البطل الطفل عثمان حلس والذي استشهد اليوم بنيران الغدر الصهيونية في مخيم العودة شرقي مدينة غزة، مشيداً بجماهير شعبنا الذين شاركوا اليوم في جمعة " دعم أهلنا بالخان الأحمر ومرور 100 يوم على انطلاق مسيرات العودة"، والذين وجهوا اليوم باستمرارهم بالمشاركة الواسعة رسائل قوية بأنهم ماضون ومستمرون في مسيرات العودة على طريق نيل حريته وعودته.
وقال مزهر في تصريحات صحافية أثناء مشاركته في مسيرات العودة " أن تدخل مسيرات العودة يومها المائة دون توقف فإنها تؤكد على قوة هذا الشعب وإرادته وعزيمته الصلبة، وبأنه مصنوع من معدن خاص لا يمكن لأي قوة إجرامية على هذا الأرض أن تخترقه أو أن تفرض عليه حلول أو مشاريع مشبوهة".
وأكد مزهر بأنه سيكون هناك وقفة تقيم وطنية شاملة لمسيرات العودة نراكم فيها إنجازاتها الكبيرة، ومعالجة الثغرات والأخطاء وصولاً لتطويرها وتوسيعها لتمتد إلى كل ساحات تواجد شعبنا، مشدداً أن هناك نقاشات وطنية عميقة لتحويل مسيرات العودة إلى انتفاضة شعبية عارمة وشاملة في وجه الاحتلال والمخططات المشبوهة.
وأوضح مزهر أن الاحتلال الصهيوني راهن منذ انطلاق مسيرات العودة بقدرته على السيطرة وإخماد مسيرات العودة، ولكنه بعد مائة يوم تتهاوى مخططاته، وما زالت آلته العسكرية والتكنولوجية الهائلة والمتطورة عاجزة أمام طائرة ورقية بسيطة فكيف عندما يواجه شعباً بأكمله مصمماً على النضال من أجل انتزاع حقوقه.
وأضاف مزهر بأن مسيرات العودة حققت رصيداً معنوياً لشعبنا من أجل مواصلة نضاله ضد الاحتلال ومشاريع التصفية، منوهاً بأن شعبنا في القطاع مستمر بهذه المعركة البطولية ليس من أجل كسر الحصار وتحسين الأوضاع في القطاع فحسب، بل يحمل رؤية وطنية شاملة فهو يواصل العطاء والتضحيات وعيونه موجهة إلى القدس والخان الأحمر وحيفا وعكا وإلى كل قرية ومدينة من أراضينا المحتلة، ولسان حاله يقول خذوا من دمنا وانزعوا أرواحنا ولكننا لن نفرط بشبر من أرضنا أو أن نجعلكم تستبيحوا شعبنا في أي بقعة من فلسطين.
واعتبر مزهر أن العالم كله يراقب عن كثب غزة وهي تجترح البطولات والتضحيات حيث تبرهن مجدداً أنها أمينة على الثوابت والحقوق والتاريخ والجغرافية والهوية الوطنية وعلى وصايا الشهداء، مؤكدا بأن الحراك الدولي والإقليمي الواسع والزيارات المكوكية لمبعوثي الإدارة الأمريكية وأدواتهم المحلية والعربية والمجتمع الدولي جاءت لتدلل بأن مسيرات العودة والإرادة الشعبية فرضت عليهم جميعاً أن ينصتوا من جديد إلى قضية شعبنا وأن يعيدوا حساباتهم جيداً، فها هو شعبنا اليوم أكثر إصراراً على تصويب وتصحيح مسار وأخطاء المرحلة الماضية المتمثلة في أوسلو والتسوية، وعاد من جديد ليشكل العامل الحاسم في إفشال المخططات التصفوية وليوجه لطمة قاسية للاحتلال الصهيوني وللسياسة ويقفل الطريق أمام محاولاتهم تمرير صفقة القرن.