"حمام الغابة" أو الانغماس في الطبيعة يصفه أطباء وآخرون كوسيلة لمواجهة الضغوط النفسية وتحسين الصحة.
صباح أحد أيام أغسطس/آب الماضي انضممت إلى عشرة أشخاص آخرين في غابة بالقرب من أوتاوا بكندا كجزء من "جلسة لحمام غابة" عرضه أحد المنتجعات البرية المحلية.
يقول كاتب المقال بنيويورك تايمز أميتا كاليشاندران : أولا جلسنا في شكل دائرة على الأرض الممتلئة بأوراق النباتات الساقطة وكل منا يستعيد لحظات انغماسه في الطبيعة عندما كان طفلا. وشعرنا بفرح ملأ صدورنا.
الحواس الخمس
بعد ذلك قادتنا من يُطلق عليها المعالِجة بالأشجار كيكي في سير مخطط عبر الغابة وهي تحثنا على استخدام حواسنا الخمس جميعها حتى نغرق تماما في التجربة.
قالت لنا امرأة مسنة في المجموعة إنها مرت بفترة صعبة من الضغوط في حياتها وإنها تشعر بأن وجودها بين الأشجار "يشفيها". وذكر آخرون أن هذ المشي أعادهم إلى أيامهم في الكشافة وعلق البعض على أصوات الحشرات والطيور وحفيف أوراق الأشجار والنباتات.
قال أحدنا إن ثمار الجوز يانعة الخضرة المتساقطة على الأرض تذكره بأيام في طفولته كان يجمع خلالها ثمار الجوز والكستناء. وأنهينا مسيرة الساعتين بفترة لشرب الشاي حيث كنا نرشف إبرًا من خشب الصنوبر المنقوعة في ماء ساخن.
تدربت كيكي وفقا لمعايير جمعية العلاج بالطبيعة والأشجار، وهي مجموعة مهنية منحت شهادات في الإرشاد للعلاج بالأشجار لأكثر من 300 شخص بأميركا الشمالية بينهم أطباء نفسيين وممرضات وستة أطباء.
تحفيز القدرات الإبداعية
خلال السنوات الماضية كان الأطباء الذين أذهب إليهم ينصحونني بقراءة كتابَيْ ريتشارد لوف "مبدأ الطبيعة" و"الطفل الأخير في الغابة" اللذين يصفان فوائد الوقت الذي نقضيه في البرية ابتداء من تحفيز القدرات الإبداعية إلى خفض التوتر.
وكرس فلورنس ويليامز فصلا كاملا من كتابه الذي سجل أعلى مبيعات "العلاج بالطبيعة" للعلاج بالسير وسط الأشجار. ويبدو حاليا أن أغلب أطباء أميركا الشمالية شرعوا بدمج قضاء وقت وسط الأشجار أو في الغابة إلى ممارستهم المهنية.
ويشير قليل من الدراسات التي اُجريت في اليابان وكوريا إلى أن قضاء وقت وسط الطبيعة والأشجار ربما يخفض الضغط النفسي وضغط الدم ويحسن نبضات القلب ومستويات الكورتيزول ويحسن المزاج ويعزز احترام الذات وسط الشباب، كما أن التأثيرات الإيجابية العامة على المزاج تزداد كلما كان هناك جدول مائي أو أي مصدر آخر للمياه.