اكدت مصادر فلسطينية أن اليومين الماضيين شهدا عقد لقاءات بين مسؤولين مصريين مشرفين على ملف المصالحة الفلسطينية، وبين مسؤولين فلسطينيين، مع ترقب وصول وفد قيادي رفيع من حركة حماس للعاصمة القاهرة، للغرض ذاته ، تمهيدا لعودة انطلاق عملية المصالحة، الهادفة لتطبيق اتفاق 12 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبحسب "القدس العربي" فقد شملت التحركات المصرية الجديدة، عقد اجتماع بين مسؤولين من جهاز المخابرات العامة، وعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي يرأس وفد حركته في حوارات المصالحة.
وعقد اللقاء مساء أول من أمس الثلاثاء في العاصمة القاهرة، حيث يوجد الأحمد هناك منذ أيام، لحضور اجتماعات لجنة فلسطين في البرلمان العربي. وتناول اللقاء الترتيبات المصرية الجديدة لعودة انطلاق قطار المصالحة من جديد، بعد التوقف الذي بدأ في مارس/ آذار الماضي، بسبب تفاقم الخلافات بين فتح وحماس، بعد حادثة تفجير موكب رئيس الحكومة عند دخوله إلى قطاع غزة، وحمل مطالبة من رئيس وفد فتح بضرورة أن تقوم حركة حماس بتطبيق باقي بنود اتفاق القاهرة الأخير للمصالحة، الذي يشمل تمكين حكومة التوافق من القيام بعملها كاملا في قطاع غزة.
وكان الأحمد قد قال إن التحرك في ملف المصالحة، يأتي وفق تقرير قدمته اللجنة المنبثقة عن المجلس الوطني، الذي سلم للرئيس محمود عباس قبل ثلاثة ايام، ويؤكد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع حركة حماس بدون الحاجة لاتفاقات جديدة والتمسك بالرعاية المصرية للمصالحة.
يشار إلى أن التقرير الذي أعدته اللجنة المشكلة من المجلس الوطني، وتضم 13 عضوا بينهم أعضاء من اللجنة التنفيذية، أوصى بالاستمرار في المصالحة، وتطبيق الاتفاقيات كاملة، وضرورة اللجوء إلى صندوق الاقتراع لإجراء انتخابات عامة.
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة خلال الأيام المقبلة، وفدا قياديا من حركة حماس.
وكان طاهر النونو المسؤول في حركة حماس، قد قال في تصريحات سابقة إن الوفد سيبحث في القاهرة ملفات، منها الوضع الفلسطيني الداخلي وأوضاع قطاع غزة وآخر التطورات السياسية.
وستقوم القاهرة بعد لقاءات وفدي فتح وحماس، بالتحرك لجمع الفريقين من جديد على طاولة حوار واحدة، لتطبيق باقي بنود المصالحة، وحل المشاكل التي اعترضت «تمكين» الحكومة في غزة
وفي السياق، أعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن وفدا منها برئاسة صالح ناصر عضو المكتب السياسي، الذي وصل الى القاهرة لحضور اجتماعات البرلمان العربي، سيعقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين لبحث المستجدات الفلسطينية الراهنة، وأوضاع قطاع غزة على وجه الخصوص.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تناقل رسائل معلنة وغير معلنة من الطرفين «فتح وحماس» حول رغبتهما بالعودة إلى سكة المصالحة من جديد، بعد الخلاف القوي الذي أوقف المباحثات عقب حادثة التفجير التي طالت موكب رئيس الوزراء في 13 آذار/مارس.
وكان الرئيس محمود عباس قد أكد في لقاءاته التي عقدها خلال اليومين الماضيين مع مسؤولين دوليين وعرب، على ضرورة إتمام المصالحة.