أكد الملك الاردني عبد الله الثاني خلال مباحثات اجراها مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في عمان اليوم الخميس أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام او استقرار في المنطقة دون حل عادل ودائم يقود إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
وقال الملك عبد الله، كما جاء في بيان للديوان الملكي الاردني، ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال هو القضية المحورية في المنطقة، ولألمانيا والاتحاد الأوروبي دور رئيس في تعزيز جهود السلام استناداً إلى حل الدولتين.
وأكد أن الأردن مستمر في القيام بدوره في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وتضمنت المباحثات الثنائية جهود تحريك عملية السلام، والاوضاع الاقليمية والعلاقات الثنائية، ودور وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، واهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في دعمها وتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية والصحية والإغاثية للاجئين.
وأكد الملك عبد الله الثاني ضرورة تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى سلام عادل وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وبما يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
واعرب الملك عن تقديره لألمانيا على ما تقدمه من دعم لـ "الأونروا".
كما شملت المباحثات بين الملك الاردني والمستشارة الالمانية، الأزمة السورية، حيث أكد الملك ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة، بما يحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، مشددا على أهمية الحفاظ على منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سوريا، والتي تم التوصل إليها العام الماضي بعد اتفاق ثلاثي بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا.
وقال الملك إننا "نتفق على الحاجة لحل سياسي في سوريا يضمن سلامة أراضيها ووحدة شعبها".
وبخصوص ملف اللاجئين السوريين في الاردن أكد الملك على أهمية التزام الجهات المانحة بترجمة تعهداتها تجاه الدول المستضيفة للاجئين، وفي مقدمتها الأردن لتمكينه من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
واعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن اسفها لعدم احراز تقدم في عملية السلام على مدار عدة سنوات وقالت "لا يمكن الحديث عن الأردن دون الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، والتي تصب في صميم مصالح الأردن. نحن جميعا نعرف أهمية ما يقدمه الأردن من آراء للتوصل إلى حل" مشيرة الى التحديات الأمنية، والاتفاق النووي الإيراني، والتواجد الإيراني في بعض دول المنطقة، وأهمية ايجاد حلول لهذه القضايا.
وقالت ميركل مخاطبة الملك "نحن ندرك جيدا التحديات التي تواجهونها على الصعيد الأمني وعلى صعيد تنمية مجتمعكم" مؤكدة على تطلع بلادها لتطوير التعاون مع الأردن في المستقبل، والبناء على التعاون المشترك والناجح في الماضي.
واضافت "قررنا أنه بالإضافة إلى التعاون القائم بيننا والمتضمن 384 مليون يورو لغايات التعاون الإنمائي، والتعليم، والتعليم المهني للشباب، منح قرض غير مشروط بقيمة 100 مليون دولار للحكومة (الأردنية)، من أجل التسهيل على الحكومة تنفيذ الإصلاحات".
وقالت "أعلم أنكم تواجهون تحديات أيضاً بسبب الأوضاع في سوريا، مما خلق أعباء كبيرة عليكم في المجالات الأمنية. كلانا، ضمن مجموعة عمل مصغرة تسعى للوصول إلى حل للنزاع في سوريا، ونقوم من جهتنا بتقديم الدعم والتمكين لكم في الأردن، ونحن نتلقى نصائح استراتيجية وفعالة من طرفكم فيما يخص الوضع في الإقليم".
واضافت "نحن نواجه نفس التحديات.. تحدي مواجهة داعش، وهذا يعني أيضاً أننا بحاجة لخلق بيئة يسودها السلام في سوريا، أو عملية سلمية، وأود أن أشدد على أهمية ما يبذله الأردن في هذا المجال، وذلك بشكل رئيسي من خلال استضافته لهذا الكم الهائل من اللاجئين السوريين، أكثر من مليون شخص (سوري)، وحوالي 200 ألف طالب بحاجة للدخول لمدارسكم، ما يرتب صعوبات كبيرة جدا على بلدكم".