قدمت شركة الخطوط الجوية الكينية، طلبًا رسميًا إلى السلطات السودانية لتسمح لها بعبور رحلاتها الجوية المتجهة إلى إسرائيل عبر مجالها الجوي، كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم الجمعة، ويأتي ذلك في أعقاب سماح السعودية للرحلات التابعة لشركة "طيران الهند" من وإلى إسرائيل، بالعبور من أجوائها، في خطوة اعتبرتها إسرائيل تاريخية و"أول علاقة مدنية مع السعودية".
لا تملك السودان علاقات دبلوماسية رسمية معلنة مع إسرائيل وخلال السنوات بين 2008-2014؛ شكّلت الخرطوم هاجسًا أمنيًا مقلقًا لإسرائيل على خلفية اتهامها للسودان بأنه يشكل قاعدة لعبور وتهريب الأسلحة الإيرانية إلى غزة، وادعت أن مصدر السلاح يأتي من مصنع اليرموك للتصنيع العسكري، وأن خبراء إيرانيين ينتجون فيه صواريخ تهرّب لحماس.
وتعرّض السودان خلال هذه الفترة لهجمات صاروخية من سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت المصنع نفسه والعديد من القوافل، وحتى مواطنين سودانيين تشتبه بضلوعهم في تسهيل عمليات التهريب.
وبدأ ظهور التحوّل في الموقف الإسرائيلي تجاه السودان بعد أسابيع قليلة من قطع الخرطوم لعلاقاتها الدبلوماسية مع طهران في 4 كانون الثاني/ يناير 2016، في إطار انتقال محوري في سياسات السودان الخارجية بدأ في أيلول/ سبتمبر 2014 بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، بعد أكثر من عشرين عامًا من وجودها، بدعوى نشرها للمذهب الشيعي، ثم ما لبث أن أعلن الرئيس عمر البشير انخراط الجيش السوداني في تحالف عاصمة الحزم في آذار/ مارس 2015.
وتعتبر إسرائيل أن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان، واقتراب الأخيرة مما يطلق عليه إسرائيليًا "محور الاعتدال" الإسلامي والمتمثل بالسعودية، قد يتيح المجال أمام تبادل العلاقات الدبلوماسية المعلنة وغير المعلنة، وعزوا ذلك إلى أهمية مكافأة الخرطوم على قطعها علاقاتها مع طهران.
تعتزم شركة الطيران الكينية إطلاق خط رحلات أسبوعية بين مطار بن غوريون (اللد سابقًا) ونيروبي في أوائل عام 2019 المقبل، وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اجتمع أمس، الخميس، مع رئيس شركة الطيران الكينية سيباستيان ميكوس، لتعزيز الرحلات الجوية بين البلدين.
وفي شباط/ فبراير الماضي، وافقت السعودية على السماح لشركة الطيران الهندية أن تمر في أجوائها متجهة إلى إسرائيل. وتطالب شركة "إلعال" الإسرائيلية بالسماح لها أيضا بالتحليق عبر مجالها الجوي.