قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله: "في خضم الصعاب التي نمر بها، نراهن على كل قصص النجاح الفردية والجماعية التي يبديها شعبنا، وهو يتحدى الظروف القاسية والمعاناة الإنسانية. ويعتبر صعود "مركز الشباب الاجتماعي في قلب مخيم طولكرم" إلى دوري المحترفين، أحد صور التحدي والإصرار على النجاح، ويجسد حلم شباب فلسطين في التألق والتفوق، وهو دفعة هامة لقطاع الرياضة الذي تحاصره إسرائيل بالقيود والممارسات لمنع انطلاقه ونموه".
وأضاف الحمد الله: "إننا نفخر بمركز الشباب الاجتماعي وكافة المؤسسات والبنى الفاعلة في مخيم طولكرم، التي تواصل تقديم خدماتها فيه وتنشط الحياة الاجتماعية والرياضية للشباب والأطفال لانتشالهم من الإحباط وانعدام الأمل، بل وإشراكهم وإدماجهم وتنمية مواهبهم وطاقاتهم".
جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال وتكريم فريق مركز الشباب الاجتماعي "الزعيم"، اليوم الجمعة في مخيم طولكرم، بمناسبة صعوده إلى دوري المحترفين، بحضور محافظ طولكرم اللواء عصام أبو بكر، ورئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وتابع رئيس الوزراء: "يحضرني كل الفخر، وأنا أتواجد في قلب مخيم طولكرم، هذا المخيم الصامد الذي ظل طوال هذه العقود حاميا للهوية والرواية الوطنية، فصان، ومعه جميع مخيمات اللجوء في الوطن والشتات، مشروعنا الوطني ونهضوا به من كل التحديات والانتهاكات التي حاولت اختراقه وتشتيته".
واستدرك الحمد الله: "تزداد أسباب الاعتزاز والسرور، ونحن نكرم فريق مركز الشباب الاجتماعي "الزعيم"، بمناسبة صعوده إلى دوري المحترفين، مسطرا انجازا وتفوقا رياضيا جديدا في مسيرة غنية وحافلة بالجولات والبطولات في الوطن وأمام فرق كبرى في العالم".
وقال رئيس الوزراء: "نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس وباسم شعبنا الفلسطيني، أهنئكم على هذا الإنجاز، فهذا موقعكم الطليعي والطبيعي الذي يتوافق مع تميزكم الرياضي وتاريخكم العريق، كما وأحيي أهلنا الصامدين في مخيم طولكرم وكافة المؤسسات والفعاليات فيه، وأتقدم بخالص التحية لإدارة مركز الشباب الاجتماعي، وأخص مهندس الكرة الفلسطينية وبطلها وأحد أعمدة هذا المركز السيد "عارف عوفي"".
واستطرد الحمد الله: "ننتزع معكم اليوم أسبابا للفرح والاحتفاء، في ظل ظروف فارقة ومريرة تمر بها بلادنا، فإسرائيل ماضية في تهويد القدس وتمزيق الضفة الغربية وتكريس انفصال قطاع غزة وفرض حصارها الظالم والقاسي عليه، وتتعمد قتل الأبرياء العزل من أبناء شعبنا، وتهدم بيوتهم ومنشآتهم، حيث هدمت قواتها خلال الشهر الماضي أكثر من ثلاثين منزلا ومنشأة في مختلف أرجاء الوطن، وهي تستصدر القرارات والتشريعات لتكريس احتلالها وتوسيع وتعميق استيطانها. لقد كان لزاما علينا التحرك لتنمية القدرة على الصمود، فغطينا التجمعات في السفوح الشرقية والبالغ عددها 46 تجمعا بخدمة التأمين الصحي، وسنعمل على إيصال المزيد من الخدمات الأساسية إليها وإلى كافة المناطق المهددة من الجدار والاستيطان".
وأضاف رئيس الوزراء: "لقد ارتأى فخامة الأخ الرئيس، التصدي لكل هذه التحديات، بتفعيل أدوات الدبلوماسية لوضع المجتمع الدولي عند واجباته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتكريس حقوق شعبنا وتوفير الحماية الدولية له. حيث قدمنا طلب الإحالة للمحكمة الجنائية الدولية، ونواصل مساعينا لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، هذا بالإضافة إلى انضمامنا إلى شبكة متنامية من الاتفاقيات والمنظمات الدولية، لترسيخ حضور فلسطين كدولة كاملة السيادة".
وتابع الحمد الله: "وقد سجلت الدبلوماسية الفلسطينية انتصارا آخرا لها على الصعيد الرياضي، بقرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الغاء مباراة للمنتخبين الأرجنتيني والإسرائيلي كان من المقرر أن تعقد في القدس. في هذا السياق أشكر، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، على الجهود التي بذلها لضمان إلغاء هذه المباراة وعدم خوضها في القدس لما لذلك من دلالات سياسية غير قانونية".
ووجه رئيس الوزراء التحية للجان الشعبية للمخيمات على دورها الوطني التاريخي في حماية المكانة التاريخية والقانونية للمخيمات وحفظ هويتها والاضطلاع باحتياجات أهلها، بما لا ينتقص من مهام أو مسؤوليات "الأونروا".
واختتم الحمد الله كلمته: "أتمنى لفريق "مركز الشباب الاجتماعي"، المزيد من التألق والنجاح، فهذا المركز يعتبر من أقدم الفرق الفلسطينية، حيث حصد الكثير من البطولات وتدرج في الألقاب منذ تأسيسه عام 1956. فحصل على أول دوري فلسطيني عام 1984، وكان متصدر دوري أبان الانتفاضة الأولى، وحصل على درع الاتحاد الفلسطيني في 1996 وكأس فلسطين عام 2005. وكان أول فريق يمثل فلسطين في دوري أبطال العرب عام 2006، وفاز بدوري الدرجة الأولى عام 2017، وشارك في العديد من البطولات العربية. أهنئكم من جديد وأوجه التحية من خلالكم إلى جماهيركم ومحبيكم، وسنتابع بكل اهتمام ودعم، نجاحاتكم وانجازاتكم الكروية والوطنية التي نفخر بها ونتفاخر".