شن ضابط سعودي متقاعد هجوما حادا على قطر وتركيا عبر فضائية سعودية، داعيا إلى تأديبهما لأنهما يتصرفان كدول عظمى، بينما اتهم كاتب صحفي سعودي عبر نفس القناة الدولتين برعاية الإرهاب.
وخلال مقابلة على قناة «24» السعودية، قال العميد المتقاعد «حسن الشهري»: «يجب أن نؤدب قطر وتركيا، ونتخذ الإجراءات الضامنة لأنهم يتصرفون كدول عظمى»، واصفا النظام القطري بأنه «قبيح» ويتعين تأديبه، إلى جانب وجوب حصار تركيا حتى يعود رئيسها «رجب طيب أردوغان» لوضعه الطبيعي.
ووفق ادعاءات «الشهري»، فإن مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية» خرجوا من سوريا عبر تركيا ونقلوا إلى ليبيا بتمويل قطري، مدعيا أن ما يجري في ليبيا اليوم سببه «الإخوان المسلمون»، وأن قطر هي من تسببت بمقتل الزعيم الليبي الراحل «معمر القذافي».
وفي ذات السياق، اتهم الكاتب السعودي «محمد العوين» قطر وتركيا برعاية ودعم الإرهاب في ليبيا وعدد من بلدان المنطقة، واصفا الربيع العربي بـ«الخريف» الساحق والماحق.
وقال إن ما سماه «الخريف العربي» انطلق لتمزيق المنطقة العربية، متهما قطر وتركيا بتكوين شبه دويلات وإمارات في ليبيا عن طريق عناصر تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، وذلك عبر المال القطري والدعم التركي، على حد قوله.
وادعى أنه كانت هناك سفن تركية محملة بالمؤن والذخيرة وبإنفاق قطري، تصل إلى الموانئ الليبية وإمارات معينة، مشيرا إلى أن إيران لها دور محوري في رعاية عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا.
وحذر «العوين» من أن المنطقة تواجه مؤامرة كبيرة «صهيوفارسية» لتمزيق المنطقة العربية، زاعما أن قطر وتركيا لهما دور معروف في الأحداث التي تشهدها سوريا والعراق وكذلك اليمن.
وكانت مصادر خاصة، كشفت في وقت سابق لـ«الخليج الجديد» أن ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» وجه أذرعه الإعلامية لشن حملة هجوم تستهدف تركيا بسبب موقفها الداعم لقطر في الأزمة الخليجية التي دخلت عامها الثاني.
وتأثرت العلاقات التركية مع السعودية والإمارات بموقف تركيا الذي تصفه بالمحايد من الأزمة الخليجية، ما أدى إلى صدور تصريحات غير إيجابية تجاه تركيا من كلا البلدين.
غير أن السعودية صوبت ما ذكر في تقارير صحيفة نقلت عن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» قوله إن هناك قوى للشر في المنطقة من بينها تركيا، وذلك في بيان خطي نشر بالموقع الإلكتروني للسفارة السعودية في تركيا.
هذا، وتشهد العلاقات بين تركيا والسعودية توترا متصاعدا، ظهر للعلن بعد الدعم التركي الوضاح لقطر خلال الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل عام إثر قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بالدوحة واتهامها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الأخيرة.
وتأججت الخلافات بين الرياض وأنقرة، بعد منح السودان تركيا حق إدارة وتطوير جزيرة سواكن بالبحر الأحمر، فضلا عن القاعدة العسكرية التركية في قطر، وما أثير في العديد من وسائل الإعلام عن دعم سعودي إماراتي لمقاتلين في «حزب الاتحاد الديمقراطي» شمالي سوريا والذي تعتبره أنقرة امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف إرهابيا، ومؤخرا محاولة ضرب السياحة في تركيا والتلاعب بعملتها المحلية.