كشفت صحيفة "الرأي" الكويتية عن لقاء وصفته بـ "القصير جدا وعاصف" جمع بين سالم عبد الله الجابر الصباح السفير الكويتي في الولايات المتحدة وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره على خلفية موقف الكويت من القضية الفلسطينية.
ونقلت "الرأي" عن مصدر ديبلوماسي أميركي قوله "إن خلال اللقاء الذي جرى قبل أيام، نقل خلاله كوشنر انزعاج الإدارة الأميركية من موقف الكويت في مجلس الأمن تجاه مخارج الحلول للأوضاع المتأزمة في الأراضي الفلسطينية".
وبحسب المصدر فقد "عاتب كوشنر سالم الصباح وأبلغه أن التصرف الكويتي في مجلس الأمن أحرجه شخصيا أمام مسؤولي الإدارة وأمام دول صديقة لأميركا تدعم جهودنا لحل الأزمة"، وقال له: "أنتم تعرفون أنني شخصيا تعهدت لكثيرين بأن الكويت لا تدعم الإرهاب".
وكشف كوشنر أنه "كان يعمل مع السعودية ومصر على بيان عربي-أميركي مشترك يتعلق بالأوضاع في غزة"، وأنه "لم يكن يعلم أن الكويت خارج الإجماع العربي، مع أنها تدعي أنها تمثل الكتلة العربية في مجلس الأمن، أنتم بهذا الفعل دفعتمونا إلى تأجيل هذا الموقف المشترك حتى تتضح لنا الرؤية ".
وأضاف المصدر الأمريكي ان كوشنر: " تحدث عن دفاع أمريكا عن موقف الكويت، وردها الدائم على من يحاول تكبير مساهمة جمعيات فيها أو أشخاص بدعم الإرهاب، وأنه شخصيا كان وراء إقناع دول كثيرة بإبقاء الكويت وسيطا في الأزمة الخليجية، رغم أن كثيرين أرادوا أن نصنفها كطرف، وكذلك إعطاء دفع للوساطة الكويتية من قبل الإدارة الأمريكية وهو ما تجلى في مختلف المواقف التي ركزت على تكامل التحركين الأمريكي والكويتي وفي تصريحات الرئيس ترامب شخصيا".
وشدد صهر ترامب في اللقاء حسب المصدر الأمريكي على أن "حركة حماس منظمة إرهابية وأنتم تعلمون ذلك وهم يعملون وفق أجندة إيرانية لا وفق أجندة وطنية فلسطينية أو أجندة تخدم مصلحة حل القضية، وجل همهم تخريب الحلول مرة بعد أخرى".
وتابع كوشنر: "حماس هي ذراع إيران على البحر المتوسط، لكن المفاجئ كان موقفكم الداعم لها وأنتم من يفترض أنكم حلفاء لنا الدول العربية الكبيرة لم تظهر الموقف الذي أظهرتموه وكانوا يعملون معنا بهدوء لتسيير عملنا لا لعرقلته".
وخرج كوشنر من اللقاء بعد خمس دقائق، وفق المصدر، قائلا للسفير الكويتي: "سأتركك مع شبابي (my guys) حتى تتوصلوا الى بعض الترقيع للأمر "(damage control).
وأوضح مصدر دبلوماسي لـ"الراي" أنه منذ انتخاب ترامب، سعى الشيخ سالم لإقامة علاقة مع عائلة ترامب، بما في ذلك مع كوشنر، لكن لقاء كوشنر مع الشيخ سالم تم على خلفية شخصية محضة ولا صفة رسمية للقاء".
وأضاف المصدر أنه "لا صفة لجارد كوشنر لاستدعاء سفير أي دولة، والاستدعاء يتم عبر وزارة الخارجية حصرا، وهي لم تستدعِ أيا من الدبلوماسيين الكويتيين بعد الخلاف في مجلس الأمن".
ولفت إلى أن "استدعاء ممثلي الدول يكون بسبب مشاكل في العلاقات الثنائية، ويحظّر كتاب الارشادات في وزارة الخارجية استدعاء أي ممثلي دول على خلفية اختلاف في الشؤون الدولية أو في محافل المنظمات الدولية".
وقال إن العلاقات بين أمريكا والدول الأعضاء في مجلس الأمن لا تمر من خلال وزارة الخارجية أو البيت الأبيض، بل تنحصر بالبعثة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي وبعثات الدول، في هذه الحالة، حصلت محادثات وعتابات بين هايلي والديبلوماسيين الكويتيين في نيويورك".